- الرئيسية
-
وزير الخارجية والمغتربين
- وزارة الخارجية والمغتربين
-
سورية
-
بيانات رسمية
2018-05-10
أكد السيد الرئيس بشار الأسد أن فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة إضافة إلى السعودية وقطر وتركيا يتحملون مسؤولية الحرب في سورية من خلال دعمهم للإرهابيين فيها واصفا المزاعم الغربية باستخدام الجيش السوري السلاح الكيميائي بالمهزلة والمسرحية البدائية جدا التي تم تمثيلها فقط لمهاجمة الجيش السوري بعد أن فقدوا إحدى أوراقهم الرئيسة جراء هزيمة الإرهابيين في سورية.
وأوضح الرئيس الأسد في مقابلة مع صحيفة كاثيمرني اليونانية أن سورية تحارب الإرهابيين الذين هم جيش النظام التركي والأمريكي والسعودي وقال: “عليك أولا أن تحارب الإرهابيين وثانيا عندما تعيد السيطرة على المزيد من المناطق أن تحارب أي معتد وأي جيش سواء كان تركيا أو فرنسيا أو أيا كان، فهم أعداء، طالما دخلوا سورية بشكل غير قانوني فإنهم أعداؤنا”.
وأشار الرئيس الأسد إلى أن الدعامات الأساسية لسياسة الدولة خلال فترة الحرب تمثلت بمحاربة الإرهاب والاستجابة للمبادرات السياسية التي قدمت من أطراف مختلفة داخليا وخارجيا وأيضاً بالاستجابة في إجراء الحوار مع الجميع بما في ذلك مع المسلحين وعقد المصالحات.
وفيما يلي النص الكامل للمقابلة:
الصحفي:
سيادة الرئيس: شكرا جزيلا لكم على موافقتكم على منحنا هذه المقابلة، يسعدنا أن نكون هنا في دمشق.
الرئيس الأسد:
أهلا وسهلا بكم في سورية.
السؤال الأول:
دعني أسألكم أولا، كما تعرفون، كانت هناك اتهامات من قبل الولايات المتحدة والأوروبيين حول استخدام الأسلحة الكيميائية، ومن ثم حدثت الضربة بعد ذلك. ما هو ردك على ذلك؟ هل حدث هجوم كيميائي؟ وهل كنتم مسؤولين عنه؟
الرئيس الأسد:
أولا، لم تعد لدينا ترسانة أسلحة كيميائية منذ تخلينا عنها في العام 2013 وقد تحققت من هذا الأمر المنظمة الدولية لحظر الأسلحة الكيميائية، وبات من الواضح والموثق أننا لا نمتلك مثل هذه الأسلحة. ثانيا، حتى لو كنا نمتلكها، فإننا ما كنا لنستخدمها، للعديد من الأسباب. لكن دعنا نضع هاتين النقطتين جانبا، ودعنا نفترض أن لدى الجيش أسلحة كيميائية، متى ينبغي أن تستخدم؟ في نهاية المعركة؟ إن كانوا سيحتاجون استخدامها فيجب أن يكون ذلك في منتصف المعركة، أو عندما يكون الإرهابيون في حالة تقدم، وليس عندما يكون الجيش قد أنهى المعركة واستسلم الإرهابيون وأعلنوا استعدادهم لمغادرة المنطقة، وبات الجيش يسيطر عليها بشكل كامل، إذا، بدأت الرواية الغربية بعد انتصار الجيش السوري، وليس قبله، الحقيقة أنه عندما أنهينا المعركة، قالوا: “لقد استخدمتم أسلحة كيميائية”.
ثانيا، المسألة تتعلق باستخدام أسلحة دمار شامل في منطقة مكتظة بالسكان مثل دوما، وهي المنطقة التي افترض استخدام هذه الأسلحة فيها، ويتحدثون عن نحو 45 ضحية، عندما تستخدم أسلحة دمار شامل في مثل تلك المنطقة، من المفترض أن يكون هناك مئات أو ربما آلاف الضحايا في الوقت نفسه.
ثالثا، لماذا لا تقتل هذه الأسلحة الكيميائية المفترضة سوى الأطفال والنساء؟ ولا تقتل المسلحين، إذا شاهدت الفيديوهات، يتبين لك أنها مفبركة بالكامل، أعني أنه عندما يكون هناك استخدام للأسلحة الكيميائية، كيف يمكن للأطباء والممرضين أن يظلوا سالمين أثناء عملهم في منطقة يفترض أنه تم استخدام الكيميائي فيها دون أي ألبسة واقية، ودون أن يكون لديهم شيء لحمايتهم، كانوا يرشون المياه على الضحايا، وتعافى الضحايا لمجرد أن تم رشهم بالماء، إذا، إنها مهزلة، ومسرحية بدائية جدا تم تمثيلها فقط لمهاجمة الجيش السوري، لماذا؟ هذا هو الجزء الأكثر أهمية، لأنه عندما خسر الإرهابيون، فإن الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وحلفاءهم الآخرين الذين يريدون زعزعة استقرار سورية، فقدوا إحدى أوراقهم الرئيسة، ولذلك هاجموا الجيش السوري لرفع معنويات الإرهابيين فقط، ومنع قواته من تحرير المزيد من المناطق في سورية.
السؤال الثاني:
لكن هل تقولون إنه كان هناك هجوم كيميائي يتحمل مسؤوليته طرف آخر، أو أنه لم يحدث شيء؟
الرئيس الأسد:
هذا هو السؤال، أعني أن الطرف الذي زعم أنه كان هناك هجوم كيميائي ينبغي عليه إثبات أن هجوما كذاك قد حدث، هناك سيناريوهان، إما أن الإرهابيين كانوا يمتلكون أسلحة كيميائية واستخدموها بشكل متعمد، أو حدثت انفجارات أو أشياء من هذا القبيل، أو إنه لم يكن هناك أي هجوم على الإطلاق، لأنه في جميع التحقيقات حول دوما، قال السكان: “لم نتعرض لأي هجوم كيميائي، ولم نر أو نشم رائحة أي غاز كيميائي”، وأشياء كهذه، وبالتالي ليست هناك أي مؤشرات حول ما حدث، هذه رواية غربية، وينبغي توجيه السؤال للمسؤولين الغربيين الذين قالوا إن هجوما قد وقع، ينبغي أن نسألهم، أين أدلتكم الملموسة حول حدوث هجوم؟ إنهم يتحدثون فقط عن تقارير، والتقارير يمكن أن تكون مزاعم، فهناك فيديوهات صورها أعضاء ما يسمى “الخوذ البيضاء”، وهي منظمة تمولها وزارة الخارجية البريطانية.
السؤال الثالث:
الرئيس ترامب، في إحدى تغريداته، استخدم تعبيرا غير لائق بحقكم، ما ردكم على ذلك؟
الرئيس الأسد:
في الحقيقة، عندما تكون في ذلك الموقع، أعني رئيسا لبلد، عليك أولا وقبل كل شيء أن تمثل أخلاق شعبك قبل أن تمثل أخلاقك الخاصة، أنت تمثل بلدك، السؤال هنا، هل تمثل هذه اللغة الثقافة الأمريكية؟ ذلك هو السؤال، هذا أمر سيئ للغاية، وأنا لا أعتقد أن هذه اللغة تمثلها، لا أعتقد أن ثمة مجتمعا في العالم يتحدث مثل هذه اللغة. ثانيا، الأمر الجيد جدا في ما يتعلق بترامب هو أنه يعبر عن نفسه بدرجة عالية من الشفافية، أنا شخصيا لا أكترث بهذا الكلام، فأنا أتعامل مع الوضع كسياسي وكرئيس، وليس بشكل شخصي، ما يهمني هو ما يؤثر في بلدي، الحرب، الإرهابيون، والوضع الذي نعيش فيه.
السؤال الرابع:
لقد قال إن مهمته قد أنجزت، قال: “المهمة أنجزت في سورية”، ما رأيكم بذلك؟
الرئيس الأسد:
أعتقد أن المهمة الوحيدة التي أنجزت هي عندما ساعدوا “داعش” على الهروب من الرقة، وقد أثبت ذلك بالفيديو، فقد هرب قادة “داعش” من الرقة بمساعدتهم وتحت غطائهم، وذهبوا إلى دير الزور لمحاربة الجيش السوري.
المهمة الأخرى التي أنجزت كانت عندما هاجموا الجيش السوري في نهاية العام 2016 في دير الزور عندما كانت “داعش” تحاصر المدينة، وكانت القوة الوحيدة هناك هي الجيش السوري، أعني أن القوة الوحيدة التي كانت موجودة للدفاع عن المدينة من “داعش” كانت الجيش السوري، وبسبب هجوم الأمريكيين، وحلفائهم بالطبع، كانت دير الزور على وشك الوقوع في يد “داعش”، هذه هي المهمة الوحيدة التي أنجزت. إذا كان يتحدث عن تدمير سورية، فهذه أيضا مهمة أخرى قد أنجزت. لكن إذا كنت تتحدث عن محاربة الإرهاب، فكلنا نعرف وبوضوح تام أن المهمة الوحيدة التي كانت الولايات المتحدة تقوم بها في سورية هي دعم الإرهابيين بصرف النظر عن أسمائهم وعن مسميات فصائلهم.
السؤال الخامس:
أقصد أنه كان يستخدم مثل هذه اللغة مع زعيم كوريا الديمقراطية، والآن سيلتقيان، هل ترى احتمالا للقاء يجمعك مع ترامب؟ ما الذي يمكن أن تقوله له إذا رأيته وجها لوجه؟
الرئيس الأسد:
السؤال الأول الذي ينبغي أن تطرحه، والذي يحدد ما إذا كان ينبغي أن يكون هناك اجتماع أو تواصل أو شيء من هذا القبيل، هو ما الذي تستطيع تحقيقه؟ السؤال الآخر، ما الذي نستطيع تحقيقه مع شخص يقول شيئا قبل الحملة الانتخابية ويفعل العكس بعد انتهائها، شخص يقول شيئا اليوم ويفعل عكسه غدا، أو ربما في اليوم نفسه، الأمر إذا يتعلق بالاستدامة، هل يستمرون على موجة واحدة طوال اليوم؟ وبالتالي لا أعتقد أننا في هذه الأثناء سنحقق أي شيء مع مثل هذه الإدارة لسبب آخر أيضا هو أننا لا نعتقد أن رئيس ذلك النظام هو الذي يسيطر على الأمور، كلنا نعلم أن الدولة العميقة، أو الدولة الحقيقية، هي التي تتحكم، أو هي التي تسيطر على كل رئيس، وهذا ليس شيئا جديدا، لقد كان الحال دائما على هذا المنوال في الولايات المتحدة، على الأقل على مدى الأربعين عاما الماضية، على حد علمي، منذ إدارة نيكسون، وربما قبل ذلك. لكن هذا أصبح واضحا بشكل كبير، والحالة الأكثر وضوحا هي حالة ترامب.
السؤال السادس:
متى ستنجز مهمتكم، بالنظر إلى الوضع هنا في سورية الآن؟
الرئيس الأسد:
لقد قلت دائما إنه في حال توقف الدعم الخارجي للإرهابيين، فإن الأمر سيستغرق أقل من عام لاستعادة الاستقرار في سورية، لا شك لدي في ذلك.
العامل الآخر هو مقدار الدعم الذي سيتلقاه الإرهابيون، وهذا أمر لا أستطيع الإجابة عنه، لأني لا أستطيع أن أتنبأ، لكن ما دام هناك تقدم، فإن الوقت ليس العامل الرئيسي، العامل الرئيسي هو أنه يوما ما سنضع حدا لهذا الصراع وسنعيد توحيد سورية تحت سيطرة الحكومة، متى يحدث ذلك؟ أنا لا أستطيع الإجابة، آمل أن يحدث ذلك قريبا.
السؤال السابع:
لقد ظهرت انتقادات مؤخرا، لأنه يبدو أنكم قد أصدرتم قانونا ينص على أن أي شخص لا يطالب بممتلكاته خلال شهر لا يستطيع العودة، هل هذه طريقة لإقصاء بعض الناس الذين يختلفون معكم؟
الرئيس الأسد:
لا، لا نستطيع أن نحرم أي شخص من أملاكه بموجب أي قانون، لأن الدستور واضح جدا في ما يتعلق بملكية أي مواطن سوري، قد يتعلق الأمر بالإجراءات، وهذه ليست المرة الأولى التي يسن فيها مثل هذا القانون من أجل إعادة تنظيم المناطق العشوائية والمدمرة، لأنك تتعامل هنا مع مزيج من الاثنين في مختلف أنحاء سورية. إذا، هذا القانون لا يحرم أحدا من ملكيته. لنقل إن هناك شخصا إرهابيا، وأردت أن تحرمه من شيء ما، فينبغي أن يصدر بحقه حكم قضائي، لا تستطيع أن تفعل ذلك بمجرد سن قانون، وبالتالي، إما أنه هناك سوء تفسير لهذا القانون، أو أن هناك من يتعمد خلق رواية جديدة حول الحكومة السورية من أجل إعادة إضرام النار في أوساط الرأي العام الغربي ضد الدولة السورية. أما فيما يتعلق بتطبيق القانون، فينبغي أن يكون ذلك عبر الإدارة المحلية والهيئات المنتخبة في المناطق المختلفة، لا يمكن أن يكون تنفيذه عبر الحكومة، لأن القانون يتعلق بالإدارة المحلية المنتخبة من قبل السكان المحليين.
السؤال الثامن:
الآن، من هم أكبر حلفائك في هذه المعركة؟ من الواضح أن هناك روسيا وإيران. هل يساوركم القلق من أنهما قد يلعبان دورا أكبر مما ينبغي في مستقبل البلاد بعد انتهاء هذه الحرب؟
الرئيس الأسد:
إذا كنت تتحدث عن حلفائي كرئيس، فإن حليفي هو الشعب السوري، وإذا كنت تتحدث عن حلفاء سورية، فإنهم الإيرانيون والروس، إنهم أقوى حلفائنا، وهناك بالطبع الصين التي دعمتنا سياسيا في مجلس الأمن. أما بالنسبة لأي دور أكبر مما ينبغي لهذه الدول في مستقبل البلد، فإن هذه الدول تحترم سيادة سورية وقرارها الوطني وتقدم الدعم من أجل ذلك. من غير المنطقي أن تشارك في حرب لمساعدة سورية للدفاع عن سيادتها، وبالوقت نفسه تقوم بخرق هذه السيادة أو التدخل بها. إن إيران وروسيا هما من أكثر الدول التي تحترم سيادة سورية.
السؤال التاسع:
ماذا عن تركيا الآن؟ لقد توغلت تركيا في أراضيكم وغزت جزءا من بلادكم. كانت لديكم علاقة جيدة بالرئيس أردوغان، ما طبيعة العلاقة الآن بعد هذا التوغل؟
الرئيس الأسد:
إن هذا يشكل عدوانا واحتلالا، إن وجود جندي تركي واحد على التراب السوري يعد احتلالا، هذا لا يعني أن الشعب التركي عدونا، فقبل أيام فقط كان لدينا وفد سياسي من تركيا، علينا أن نميز بين أردوغان من جهة والأتراك بشكل عام من جهة أخرى. أردوغان أخونجي، قد لا يكون منظما لكنه مرتبط بتلك الأيديولوجيا، والتي أسميها أنا أيديولوجيا ظلامية، وبالنسبة له، وحاله في ذلك كحال الغرب، عندما فقد الإرهابيون السيطرة على مناطق مختلفة، ولم يستطيعوا في الواقع تنفيذ أجندة تركيا أو الغرب أو قطر أو السعودية كان لا بد أن يتدخل أحد ما، وهنا تدخل الغرب من خلال الاعتداءات الأخيرة على سورية، وعندها كلف أردوغان من قبل الغرب، وبشكل رئيسي الولايات المتحدة، بالتدخل لتعقيد الأوضاع، ومرة أخرى لأنه دون ذلك التدخل، كانت ستتم تسوية الوضع بسرعة أكبر. إذا، المسألة لا تتعلق بالعلاقات الشخصية، القضية المحورية بالنسبة للأخوان المسلمين في أي مكان من العالم تتمثل في استخدام الإسلام للسيطرة على الحكومة في بلدك، وإقامة أكثر من حكومة في أكثر من دولة ترتبط بهذا النوع من العلاقات، كي تصبح شبكة للأخوان المسلمين في سائر أنحاء العالم.
السؤال العاشر:
في أحد المهرجانات التي أقيمت في إطار حملته الانتخابية قال قبل يومين إنه سيقوم بتوغل آخر في سورية، كيف سيكون ردكم إذا حدث ذلك؟
الرئيس الأسد:
في الواقع، ومنذ بداية الحرب، كان أردوغان يقدم الدعم للإرهابيين، لكن حين ذاك كان بوسعه الاختباء خلف عبارات مثل “حماية الشعب السوري، ودعم الشعب السوري، ودعم اللاجئين، ونحن ضد القتل”، الخ، لنقل إنه حينها كان بوسعه الظهور بمظهر الرئيس الإنساني، أما الآن وبسبب هذه الظروف فإن الأمر الجيد أنه نزع القناع وظهر بمظهر المعتدي، وبالتالي، ليس هناك فرق كبير بين قيام رئيس النظام التركي أردوغان بإرسال قواته إلى سورية وبين تقديم الدعم للإرهابيين، فنحن نقاتل جيشه منذ سبع سنوات عبر قتال الإرهابيين، وكلائه في سورية.
إذا، فالفرق حقيقة بين الحاضر والماضي هو في الشكل، بينما المضمون هو نفسه. حين ذاك، لم يكن بوسعنا التحدث عن الاحتلال، وإنما عن دعم الإرهابيين، أما الآن فيمكننا التحدث عن الاحتلال الذي أعلنه أردوغان بلسانه، وهو يمثل انتهاكا للقانون الدولي.
السؤال الحادي عشر:
لكن كيف ستردون على ذلك؟
الرئيس الأسد:
أولا، نحن نقاتل الإرهابيين، وكما قلت، فإن الإرهابيين هم جيشه، وهم جيش الأمريكي وجيش السعودي، انس أمر الفصائل المختلفة ومن يمول وسيمول تلك الفصائل، في المحصلة، إنهم يعملون من أجل أجندة واحدة، وأولئك اللاعبون المختلفون يطيعون سيدا واحدا هو السيد الأمريكي. أردوغان لا ينفذ أجندته الخاصة، إنه فقط ينفذ الأجندة الأمريكية، وينطبق الأمر نفسه على الدول الأخرى الضالعة في هذه الحرب. إذا، أولا وقبل كل شيء، عليك أن تحارب الإرهابيين، ثانيا، عندما تعيد السيطرة على المزيد من المناطق، عليك أن تحارب أي معتد، وأي جيش، سواء كان تركيا أو فرنسيا أو أيا كان، فهم أعداء، طالما أنهم دخلوا سورية بشكل غير قانوني، فإنهم أعداؤنا.
السؤال الثاني عشر:
هل أنتم قلقون من احتمال نشوب حرب عالمية ثالثة تبدأ هنا في سورية؟ أعني أن الإسرائيليين يهاجمون الإيرانيين، كما تعرفون، هنا في بلادكم، وهناك الروس والأمريكيون، هل أنتم قلقون من هذا الاحتمال؟
الرئيس الأسد:
لا، ولسبب واحد، لأنه ولحسن الحظ هناك قيادة حكيمة في روسيا، وهي تعرف أن أجندة الدولة العميقة في الولايات المتحدة تتمثل في خلق الصراعات، منذ الحملة الانتخابية لترامب، كانت الأجندة الرئيسة موجهة ضد روسيا، وإثارة الصراع معها، وإذلالها وتقويضها، الخ، ولا نزال في إطار العملية نفسها تحت عناوين مختلفة أو بوسائل أخرى، بفضل حكمة الروس، تمكنا من تجنب حدوث شيء كهذا، قد لا تكون حربا عالمية ثالثة مكتملة الأركان، لكنها حرب عالمية، ربما بطريقة مختلفة، ليست كالحربين الأولى والثانية، قد لا تكون حربا نووية، لكنها بالتأكيد ليست حربا باردة، إنها أكثر من حرب باردة وأقل من حرب مكتملة الأركان، وآمل ألا نرى أي صدام مباشر بين القوى العظمى، لأنه عندها ستخرج الأمور عن نطاق السيطرة.
السؤال الثالث عشر:
الآن، ثمة سؤال مهم للغاية حول ما إذا كان يمكن أن تعود سورية بلدا موحدا مكتمل السيادة، هل هذا ممكن فعلا بعد كل ما حدث؟
الرئيس الأسد:
هذا يعتمد على المعايير التي تحدد ما إذا كان بلد ما موحدا أم لا، العامل الرئيس في وحدة أي بلد هو أن يكون هذا البلد موحدا في عقول مواطنيه، والعكس بالعكس، عندما ينظر أولئك الناس إلى بعضهم بعضا بصفتهم أغرابا، فإنهم لا يستطيعون العيش مع بعضهم البعض، عندها تكون البلاد مقسمة. الآن، إذا أردت أن تتحدث عن الحقائق وعن الواقع، وليس عن رأيي، أنا شخصيا يمكنني أن أقول لك لا، لن يكون البلد مقسما، وبالطبع فإننا لن نقبل بذلك، لكن الأمر لا يتعلق بإرادتي أو بخطابي، عندما أقول إننا سنكون موحدين، بل بالواقع، الواقع الآن، إذا نظرت إلى سورية خلال سنوات الأزمة، وليس اليوم فحسب، بل منذ اليوم الأول وحتى الآن، ترى أن مختلف أطياف المجتمع السوري يعيشون مع بعضهم بعضا، وبشكل أفضل مما كان عليه الحال من قبل، هذه العلاقات أفضل مما كانت عليه في السابق، ربما بسبب تبعات الحرب وآثارها، إذا نظرت إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة الإرهابيين، عندها ترى لونا واحدا وهو لون ضيق جدا.
إذا أردت أن تتحدث عن الانقسام، ينبغي أن ترى خطا فاصلا واضحا بين الأعراق أو الطوائف أو الأديان، وهو أمر لا تراه في سورية، إذا، في الواقع، ليس هناك انقسام حتى هذه اللحظة، هناك فقط مناطق واقعة تحت سيطرة الإرهابيين، لكن الذي أدى إلى الافتراض الذي ذكرته هو أن الولايات المتحدة تبذل قصارى جهدها لمنح السيطرة، خصوصا الآن في الجزء الشرقي من سورية، إلى أولئك الإرهابيين لإعطاء الانطباع بأن سورية لا يمكن أن تتوحد مرة أخرى، لكنها ستعود موحدة، ولا شك لدي في ذلك.
السؤال الرابع عشر:
لكن لماذا تفعل الولايات المتحدة هذا إذا كنتم تحاربون العدو نفسه المتمثل في الإرهاب؟
الرئيس الأسد:
لأن للولايات المتحدة عادة أجندة وأهدافا، إذا لم يتمكنوا من تحقيق أهدافهم، فإنهم يلجؤون إلى شيء مختلف، وهو خلق الفوضى، يخلقون الفوضى حتى يتغير المناخ برمته، عسى أن تتخلى الأطراف المختلفة عن القتال وتذعن لأهدافهم، وبالتالي سيتمكنون من تحقيق هذه الأهداف، أو ربما يغيرون أهدافهم، لكن إذا لم يستطيعوا تحقيقها، فهم يحاولون إضعاف كل الأطراف ويقومون بخلق الصراع، وهذه حالة ليست فريدة ولا تقتصر على سورية، لقد كانت هذه سياستهم على مدى عقود في كل منطقة من هذا العالم، ولهذا السبب، إذا رأيت صراعات حول العالم، فإن الأمريكيين، بعد البريطانيين، مسؤولون عن كل صراع بين مختلف البلدان وفي كل مكان على هذه الأرض.
السؤال الخامس عشر:
هل تشعر، عندما تنظر إلى الوراء، بأنك ارتكبت أي أخطاء في التعامل مع هذه الأزمة ومع الحرب عندما بدأت؟
الرئيس الأسد:
إذا لم أرتكب أخطاء، فأنا لست بشرا، من الطبيعي أن ترتكب الأخطاء، وبشكل يومي أحيانا، وكلما عملت أكثر، وكلما كان الوضع أكثر تعقيدا، ارتكبت المزيد من الأخطاء، لكن كيف تحمي نفسك من الأخطاء قدر الإمكان؟ أولا، بالتشاور مع أكبر شريحة من الناس، ليس فقط مع المؤسسات، بما في ذلك البرلمان والنقابات، الخ، وإنما عليك أن تشرك أكبر عدد ممكن من أفراد المجتمع، أو أكبر شريحة من المجتمع، في كل قرار، لكن إذا كنت تتحدث عن الطريقة التي تصرفت بها، أو الطريقة التي قدت بها الحكومة أو الدولة خلال الحرب، فإن الدعامات الرئيسة لسياسة الدولة تمثلت في محاربة الإرهاب، ولا أعتقد أن محاربة الإرهاب كانت خطأ، وتمثلت أيضا في الاستجابة للمبادرات السياسية التي قدمت من أطراف مختلفة داخليا وخارجيا وبصرف النظر عن نواياهم، كما تمثلت في إجراء الحوار مع الجميع، بما في ذلك مع المسلحين، وعقد المصالحات. لا أعتقد أنه يمكننا القول إن ذلك كان خطأ، إذا، فيما يتعلق بالدعامات الرئيسة لسياستنا، أعتقد أن الواقع قد أثبت أننا كنا محقين، أما فيما يتعلق بالتفاصيل، فبالطبع هناك دائما أخطاء.
السؤال السادس عشر:
الآن، ما هي كلفة إعادة إعمار هذا البلد، ومن سيدفع هذه الكلفة؟
الرئيس الأسد:
مئات المليارات، مئتا مليار دولار في الحد الأدنى، وفي بعض التقديرات أربعمئة مليار دولار، والسبب في عدم الدقة هو أن بعض المناطق لا تزال تحت سيطرة الإرهابيين، ولذلك لا نستطيع إعطاء تقدير دقيق لهذا الرقم، هذا رقم تقريبي، يزيد أو ينقص.
السؤال السابع عشر:
ثمة الكثير من التكهنات، حيث يقول الناس إنه كي يكون هناك حل سياسي قابل للحياة، قد يتوجب عليك التنحي من أجل مصلحة البلد، وأنتم على علم بهذا النوع من التكهنات، هل خطر ببالكم شيء كهذا؟
الرئيس الأسد:
الجزء الأساسي من مستقبلي كسياسي يعتمد على أمرين، إرادتي وإرادة الشعب السوري، وبالطبع، فإن إرادة الشعب السوري أكثر أهمية من إرادتي أو رغبتي في أن أكون في ذلك الموقع أو في أن أساعد بلدي أو ألعب دورا سياسيا، لأنه إذا كانت لدي تلك الرغبة والإرادة ولم أكن أتمتع بالدعم الشعبي، فإني لا أستطيع أن أفعل شيئا، وسأفشل، وأنا ليست لدي رغبة في أن أفشل، بعد سبع سنوات من وجودي في هذا المنصب، كيف تمكنت من الصمود لأكثر من سبع سنوات الآن مع وجود كل هذا العداء من أقوى الدول وأغناها؟ لو لم أكن أتمتع بدعم أغلبية الشعب السوري، من يدعمني؟ إذا كان الشعب السوري ضدي، كيف أستطيع البقاء؟ كيف أستطيع فعل أي شيء؟ كيف كان لنا أن نصمد؟ إذا، عندما أشعر أن الشعب السوري لا يريدني أن أبقى، سيكون علي أن أغادر بالطبع ودون أي تردد.
السؤال الثامن عشر:
لكن تعرفون أنه قد أريقت الكثير من الدماء، هل تستطيع أن ترى نفسك مقابل المعارضة وأن تتقاسموا السلطة بشكل ما؟
الرئيس الأسد:
عندما تتحدث عن الدماء، عليك أن تتحدث عمن تسبب في إراقتها، لقد كنت رئيسا للبلاد قبل الحرب بعشر سنوات، هل كنت أقتل الشعب السوري على مدى تلك السنوات العشر؟ بالتأكيد لا، إذا، بدأ الصراع لأن طرفا ما، وهو في المقام الأول جزء من الغرب، دعم أولئك الإرهابيين، وهو يتحمل المسؤولية عن هذه الحرب، حيث قدم لهم الغطاء السياسي والدعم العسكري والمالي ووقف ضد الشعب السوري، وأفقره وأوجد مناخا ملائما للإرهابيين لقتل المزيد من الشعب السوري، إذا، جزء من الغرب، فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة بشكل أساسي، بالإضافة إلى السعودية، وقطر وتركيا مسؤولون عن هذا، إذا، لا يكفي القول إن هناك دماء ونصمت، هذا تعبير عام جدا، بالطبع هناك دماء، إنها حرب، لكن من المسؤول عن ذلك؟ المسؤولون عن ذلك ينبغي أن يخضعوا للمساءلة.
السؤال التاسع عشر:
لقد مضت سنوات على زيارتكم لليونان، وقد كانت لوالدكم علاقة وثيقة جدا ببعض القادة السياسيين اليونانيين، كيف هي العلاقات بين اليونان وسورية هذه الأيام، وما هي الرسالة التي تريدون أن تبعثوا بها إلى الشعب اليوناني؟
الرئيس الأسد:
الآن، ليست هناك علاقات رسمية بين سورية واليونان، السفارات مغلقة، وبالتالي ليست هناك علاقات، في الوقت نفسه، فإن اليونان لم تكن عدائية حيال ما حدث في سورية، لقد دعمت دائما الحل السياسي، ولم تدعم الحرب أو الهجمات ضد سورية، لم تلعب أي دور في دعم الإرهابيين، لكن في الوقت نفسه، كعضو مهم في الاتحاد الأوروبي، لم يكن بوسعها لعب أي دور في كبح الدول الأخرى عن دعم الإرهابيين، وانتهاك القانون الدولي بمهاجمة ومحاصرة بلد ذي سيادة دون أي سبب، ودون أي تفويض من مجلس الأمن.
وبالتالي، فإننا نقدر أن اليونان لم تكن عدائية، لكن في الوقت نفسه أعتقد أن على اليونان أن تلعب ذلك الدور الذي تحدثت عنه لأنها جزء من منطقتنا، إنها جزء من الاتحاد الأوروبي جغرافيا، لكنها تمثل جسرا بين منطقتنا وأوروبا، وهي ستتأثر، وقد تأثرت، بقضية اللاجئين، وقد أثر الإرهاب في أوروبا على مدى السنوات القليلة الماضية، واليونان جزء من القارة الأوروبية، ولذلك أعتقد أن من الطبيعي أن تبدأ اليونان بلعب دورها في الاتحاد الأوروبي من أجل حل المشكلة في سورية وحماية القانون الدولي.
الصحفي:
شكرا جزيلا لكم سيادة الرئيس
الرئيس الأسد:
شكرا لكم.