- الرئيسية
-
وزير الخارجية والمغتربين
- وزارة الخارجية والمغتربين
-
سورية
-
بيانات رسمية
2017-02-16
أكد السيد الرئيس بشار الأسد أن الانتصار في حلب هو خطوة مهمة على طريق هزيمة الإرهاب والقضاء عليه في سورية وأنه ليس بوسعنا التحدث عن الانتصار في الحرب ما لم نلحق الهزيمة بالإرهابيين في كل مكان من سورية ونستعيد كل شبر منها ليعود تحت سلطة الحكومة.
وأوضح الرئيس الأسد في مقابلة مع محطة راديو “اوروبا 1” وقناة “تي في 1” الفرنسيتين أن الغرب دعم الإرهابيين في سورية تحت مسمى “معتدلين” لكنه كان يدعم الأساس ذاته للقاعدة ولـ “داعش” ويدفع الآن ثمن سياسته تلك لافتا إلى أن السياسة الفرنسية بدأت منذ اليوم الأول بدعم الإرهابيين في سورية وهي مسؤولة مباشرة عن عمليات القتل الجارية فيها.
وبين الرئيس الأسد أن سورية لا تراهن على الانتخابات الغربية لأنها لا تأخذ ما يقوله المسؤولون الغربيون خلال حملاتهم على محمل الجد لأنهم يقولون شيئا للناخبين ليكسبوا أصواتهم وليس من أجل بلدهم.
وشدد الرئيس الأسد على أن روسيا تحترم سيادة سورية وهي تبني سياستها على القيم وعلى مصالحها وخصوصاً في ما يتعلق بمحاربة الإرهاب مؤكدا “أننا نحارب من أجل الشعب السوري ولهذا السبب فإن الشعب السوري دعم حكومته وجيشه ورئيسه”.
وفيما يلي النص الكامل للمقابلة..
الصحفي1:
سيادة الرئيس بشار الأسد, شكراً لموافقتكم على إجراء هذه المقابلة مع محطتي “تي في1″ و”اوروبا1” هنا في دمشق, سنتحدث عن مستقبل سورية وعن الحرب على الإرهاب وعن المكاسب الأخيرة التي حققتموها والدعم الذي تستطيعون الاعتماد عليه, كما سنتحدث عن الاتهامات الكبيرة التي ما زلتم تواجهونها.
الصحفي2:
صباح الخير سيادة الرئيس.
السؤال الأول:
نبدأ بسؤال بسيط, بعد سقوط حلب قبل شهرين, هل يستطيع المرء القول إنكم انتصرتم في الحرب؟
الرئيس الأسد:
لا, لا نعتقد أن بوسعنا التحدث عن الانتصار في الحرب ما لم نلحق الهزيمة بالإرهابيين في كل مكان من سورية, إنها مجرد خطوة مهمة على طريق هزيمة الإرهاب والقضاء عليه في بلدنا, لكني أعتقد أن الطريق سيكون طويلاً, ولسبب وحيد وبسيط هو أن الإرهابيين ما زالوا يتلقون الدعم من العديد من الدول الغربية بما فيها فرنسا وبريطانيا وبما فيها تركيا والسعودية وقطر في منطقتنا.
السؤال الثاني:
تتحدثون عن طريق طويلة, هل لكم أن توجزوا لنا من وجهة نظر عسكرية الأهداف التي ما زلتم تريدون تحقيقها؟
الرئيس الأسد:
من المؤكد أنني عندما أتحدث عن القضاء على الإرهابيين في بلدنا, فإن ذلك يعني استعادة كل شبر من بلدنا ليعود تحت سلطة الحكومة, لأن واجب أي حكومة هو بسط سيطرتها في كل مكان.
السؤال الثالث:
في أي جزء من سورية على وجه التحديد, في أي مدينة؟
الرئيس الأسد:
أتعني بعد حلب؟
الصحفي:
نعم.
الرئيس الأسد:
سنتابع حملتنا بالطبع في المنطقة المحيطة بحلب كي نجعل حلب منيعة على أي هجمات إرهابية أخرى من الجهتين الغربية والشمالية اللتين تتلقيان دعماً مباشراً من تركيا, من الجيش التركي.
السؤال الرابع:
لكن ألن تكون الخطوة التالية ادلب؟ هذا ما يقوله الناس, إن المعركة الكبرى القادمة ستكون في ادلب.
الرئيس الأسد:
قد تكون ادلب, وقد تكون الرقة, وقد تكون أي مكان, هذا يعتمد على الوضع اليومي, لأنك قد تغير خططك بناء على ذلك, لذا لم نضع تلك الخطة قبل الانتهاء من مدينة حلب وريفها, وبالتالي لا يزال من المبكر الحديث عن النقطة التالية, هذا يعتمد على تطور المعارك في مختلف المناطق.
السؤال الخامس:
لكن الوضع الآن أفضل بكثير “بالنسبة لكم” مما كان عليه من قبل, من الناحية العسكرية.
الرئيس الأسد:
بالطبع, فإن تحرير أي مكان من الإرهابيين يعني أن الوضع يصبح أفضل, لكن هذا ليس كافياً بالنسبة لنا.
السؤال السادس:
سيادة الرئيس, بالنسبة لفرنسا فإن التهديد الإرهابي الرئيسي هو “داعش”, لا شك في ذلك, بالنسبة لكم فإن كل الجماعات المسلحة أو معظمها إرهابية, لماذا لا يعد “داعش” تهديداً محدداً بالنسبة لكم؟
الرئيس الأسد:
جوابي عن سؤالك يشمل نقطتين, الأولى هي أننا لسنا نحن كحكومة من يقول إن هؤلاء إرهابيون, بل القانون, والقانون الدولي, كل من يحمل سلاحاً في بلدي أو في بلدكم ويبدأ بقتل الناس وتدمير الممتلكات هو إرهابي, هذا مفهوم دولي, وبالتالي ليس بالنسبة لنا فقط, بالنسبة لنا, كل من يرغب بتسليم سلاحه لن يعد إرهابياً طبقاً للقانون, لكن إذا تحدثت عن “داعش” أعتقد أنك عندما تقول إن الشعب الفرنسي أو الاوروبيين قلقون من “داعش” فإن هذا يشكل سوء فهم للوضع, فـ “داعش” هو المنتج وليس المشكلة, المشكلة تكمن في ايديولوجيا “داعش”, وهي الايديولوجيا نفسها التي تتبناها “النصرة”, ونفسها بالنسبة لعديد من المنظمات الأخرى ذات العقيدة المتشابهة في سورية, وربما في ليبيا أو أي بلد آخر, ولذلك ينبغي أن تكونوا قلقين من أولئك الإرهابيين الذين لا يكترثون إذا كانوا مع “داعش” أو مع “النصرة”, إنهم ينفذون ما تمليه عليهم ايديولوجيتهم, وهي بشكل رئيسي الأفعال الإرهابية.
السؤال السابع:
إذاً, ليس هناك فرق بين “داعش” والمجموعات الأخرى؟
الرئيس الأسد:
بالتأكيد في سورية جذور هذه التنظيمات هي نفسها, والأشخاص نفسهم الذين كانوا في “داعش” كانوا في “النصرة” قبل ذلك, والآن ينتقلون من منظمة إلى أخرى لأن لها جميعاً الايديولوجيا نفسها, وهي الايديولوجيا الوهابية التي تعد مصدر هذا الإرهاب.
السؤال الثامن:
هل يشكل هذا العدو نفسه بالنسبة لك, أي أن جميع الإرهابيين متشابهون؟
الرئيس الأسد:
نعم, بالطبع وطبقاً للقانون وليس بالنسبة لي, كما قلت, طبقاً للقانون والقانون الدولي, ليس لأحد الحق في حمل السلاح سوى الجيش والشرطة في أي دولة, أعتقد أن ذلك ينطبق على فرنسا, إلا أن كنت مخطئاً فلتقل لي, لكن هذا ما أعتقد أنه ينطبق على أي مكان في العالم.
السؤال التاسع:
إذاً, لا تعد الرقة المعقل الرئيسي لـ “داعش”, حيث جرى التحضير للهجمات الإرهابية في فرنسا, لا تعد هدفاً يحظى بالأولوية بالنسبة لكم.
الرئيس الأسد:
لا, ومرة أخرى فإن تلك الهجمات لم يتم التحضير لها بالضرورة في الرقة, الرقة هي رمز لـ “داعش”.
الصحفي:
إنها رمز.
الرئيس الأسد:
هناك وجود لـ “داعش” قرب دمشق, وهم موجودون في كل مكان, إنهم موجودون في تدمر الآن وفي الجزء الشرقي من سورية, وبالتالي فإن الأمر لا يتعلق بالرقة, كل مكان يحظى بالأولوية طبقاً لتطورات المعارك, لكنها جميعاً هي نفسها بالنسبة لنا, الرقة وتدمر وادلب جميعها تحظى بالأهمية نفسها.
السؤال العاشر:
سيادة الرئيس, أنتم تقدمون أنفسكم بصفتكم الدرع الرئيسي الواقي من الإرهاب, هناك كثيرون في الغرب على وجه التحديد ممن يعتقدون أن “داعش” من جهة ونظامكم من جهة أخرى هما وجهان للشر نفسه الذي يحاول قمع أي شكل من أشكال التعبير الديمقراطي الحر في هذا البلد, ما جوابك على هؤلاء؟ إنه سؤال حقيقي.
الرئيس الأسد:
أولاً, نحن لسنا نظاماً, بل دولة ومؤسسات, ثانياً, هذه هي الشيطنة التي تستخدمها وسائل الإعلام الرئيسية والطبقات السياسية الغربية فيما يتعلق بسورية والحكومة السورية والجيش السوري, لأنهم دعموا أولئك “المعتدلين” في البداية, وفي البداية قالوا إنهم كانوا “متظاهرين سلميين” ومن ثم قالوا: “إنهم ليسوا سلميين بل مقاتلون, لكنهم معتدلون”, دون أن يدركوا أنهم كانوا يدعمون الأساس ذاته للقاعدة و”داعش”, لهذا يقولون إننا نحاول أن نروج لأولئك الإرهابيين واستخدامهم كبديل بحيث لا يمتلك الغرب خياراً, أولاً, ليس على الغرب أن يختار بيني وبين “داعش”, كي أكون صريحاً معك فإن شعبي هو من له الحق أن يختار لأنها مسألة سورية بحتة, ولذلك فإننا لا نكترث لما يعتقده المسؤولون الغربيون بهذا الشأن, عليهم أن يقلقوا على شعبهم وأن يحموا شعبهم من الهجمات الإرهابية التي تحدث بسبب سياساتهم.
السؤال الحادي عشر:
سيدي, نحن نشعر بصدمة شديدة, خصوصاً في فرنسا بسبب الرعب الذي يشكله الإرهاب, لكننا أصبنا بالرعب أيضاً حيال تقرير نشرته منظمة العفو الدولية قبل بضعة أيام أو الأسبوع الماضي يتعلق التقرير بسجن صيدنايا وهو ليس بعيداً من هنا, ليس بعيداً عن دمشق, يتحدث التقرير عن 13 ألف سجين تم إعدامهم, عمليات شنق جماعية وتعذيب, تتحدث منظمة العفو الدولية “وأنا أقرأ من تقريرها” عن مكان تقوم الدولة فيه بصمت بذبح شعبها, الدولة السورية, حكومتكم, سيادة الرئيس هل كل شيء مباح من أجل أن تنتصروا في الحرب؟ هل تستطيعون فعل كل ما تريدونه؟
الرئيس الأسد:
لا, بل نفعل كل ما هو قانوني, لا تستطيع أن تفعل أي شيء.
الصحفي:
لكن طبقاً لتقرير منظمة العفو, يبدو أن هناك أشياء غير قانونية.
الرئيس الأسد:
لا, ثمة فرق بين أن نتحدث أنا وأنت عن الحقائق في سورية أو نتحدث عن مزاعم, إذا أردت التحدث عن مزاعم يمكننا أن نقضي الوقت في الحديث عن المزاعم التي لا تنتهي, يمكن لأي كان أن يقول ما يريد, ونستطيع مناقشة ذلك, لكن في تلك الحالة فإننا لن نتحدث عن الحقائق, لكن إذا أردت الحديث عن منظمة العفو ولأنها معروفة في سائر أنحاء العالم أقول إن من المعيب على مثل تلك المنظمة أن تبني تقريراً على مجرد مزاعم, إذا أخذت أي مزاعم إلى المحكمة في بلادك, ولديكم محاكم وجهاز قضائي, هل تتخذ هذه المحاكم أي قرار بناءً على مزاعم؟ أم أن عليها أن تبحث عن الدليل؟ هذا التقرير مبني على ادعاءات ولا يحتوي وثيقة واحدة ولا دليلاً واحداً, التقرير لم يقل 13000 بل قال ما بين “5000 و13000”, والفرق هو أكبر بمرة ونصف من الرقم الأدنى, هذا يعني أن التقرير ليس دقيقاً, ليس هناك ذكر لأسماء, ولا لأي من الضحايا, هناك 36 فقط من بين تلك الآلاف وهناك ثغرات عديدة, قالوا على سبيل المثال أن المفتي يوافق على الإعدام, ليس للشخصيات الدينية في سورية أي علاقة بالعملية القضائية, عقوبة الإعدام في سورية قانونية وهي جزء من القانون منذ الاستقلال, وبالتالي تستطيع الحكومة أن تعدم أيا كان بشكل قانوني, فلماذا تفعل ذلك بشكل غير قانوني؟
الصحفي:
التعذيب غير قانوني حتى في سورية, هل تستطيع أن تقول لنا إنه ليس هناك تعذيب في سجن صيدنايا كما قالت منظمة العفو؟
الرئيس الأسد:
السؤال هو, التعذيب من أجل ماذا؟ أعني إذا أردت القول إننا نمارس التعذيب فمن أجل ماذا؟ ماذا نكسب ولماذا؟ فقط لأجل ممارسة السادية؟ هل نحن ساديون؟ ما الهدف من التعذيب؟ للحصول على المعلومات؟ لدينا كل المعلومات, وبالتالي فإننا لا نستخدم التعذيب وهذا ليس جزءاً من سياستنا ولسبب بسيط إذا ارتكبنا مثل هذه الفظاعات فإن ذلك سيصب في مصلحة الإرهابيين وسيكونون هم من يكسب, المسألة تتعلق بكسب قلوب السوريين, لو ارتكبنا مثل تلك الفظاعات في أي مرحلة من هذا الصراع لما كنا نتمتع بالدعم الشعبي بعد ست سنوات, هذه حقيقة بسيطة, لكن مرة أخرى وبالعودة إلى التقرير فإن التقارير يجب أن تبنى على الحقائق, ليست هناك حقيقة واحدة في ذلك التقرير, وعليهم إثبات ما ورد فيه, لكنهم لا يستطيعون ذلك.
السؤال الثاني عشر:
لكن منظمة العفو تقترح إرسال مراقبين دوليين إلى مراكز الاعتقال في سورية للحصول على بعض الأدلة أو إثبات أن ما تقوله صحيح وإنه ليست هناك جرائم ارتكبت, ما ردكم على هذا المقترح؟
الرئيس الأسد:
أعتقد أننا بحاجة لفتح تحقيق حول منظمة العفو الدولية نفسها عندما تتبنى تقريراً يستند إلى مزاعم, إنه عار, عار على مثل تلك المنظمة التي لم تكن أبداً حيادية بل هي دائماً منحازة.
الصحفي:
هناك إفادات حراس وسجناء سابقين.
الرئيس الأسد:
الأمر يتعلق بالسيادة, إذا كانت هناك مزاعم كل يوم وتقارير كل يوم يمكنك أن تقضي كل وقتك باستقبال الوفود, هل تقبلون أنتم إذا سألتم حكومتكم أن ترسل سورية وفداً للتحقيق بسبب قيام جيشكم في عهد ساركوزي ومن ثم في عهد هولاند بمهاجمة الليبيين وقتل عشرات أو مئات الآلاف؟ هل نستطيع أن نذهب ونحقق في الأموال التي تلقاها ساركوزي من الزعيم الليبي؟ هذه مسألة سيادة, لا, لن نسمح لمنظمة العفو بأن تكون هنا لأي سبب, أنا لا أتحدث عن ذلك التقرير, لكن عليكم أن تحققوا كوسائل إعلام رئيسية, علام يستند ذلك التقرير؟ مجرد مزاعم؟ لا يمكن أن تأخذ ذلك على محمل الجد.
الصحفي:
إذا, جوابك لا لزيارة مراقبين دوليين.
الرئيس الأسد:
بالتأكيد لا, إننا لا نكترث لمثل هذا التقرير الصبياني الذي يستند إلى لا شيء, فقط مزاعم, قالوا إنهم التقوا بضعة شهود من المعارضة والمنشقين, ولذلك فهو تقرير منحاز.
السؤال الثالث عشر:
لكنكم تقرون بأن هناك بعض عمليات الإعدام, عدد كبير من عمليات الإعدام الرسمية والقانونية تجري في سورية.
الرئيس الأسد:
هذا موجود منذ الاستقلال, الإعدام جزء من القانون السوري, إن كانت هناك جريمة قتل, وبالتالي فلا علاقة له بالأزمة ولا يتعلق بذلك التقرير ولا بذلك السجن, هناك وسائل قانونية لفعل ذلك وهي وسائل قضائية.
السؤال الرابع عشر:
سيدي, دعنا نتحدث عن العلاقات بين فرنسا وسورية, بعد بضعة أسابيع من الآن سيتم انتخاب رئيس جديد في فرنسا, وبين المناظرات التي تجري في بلدنا, هناك قضية استئناف الحوار مع حكومتكم, هل تأملون بتجدد العلاقات الدبلوماسية مع فرنسا؟
الرئيس الأسد:
لا يتعلق الأمر بالعلاقات الدبلوماسية, المسألة تتعلق في المقام الأول بسياسة فرنسا, إذا لم تكن هناك هذه العلاقات الدبلوماسية فإنها ليست مشكلة كبيرة في الوقت الراهن, ربما على المدى البعيد, ينبغي أن تكون لديك علاقات جيدة مع أي بلد بما في ذلك العلاقات الدبلوماسية.
الصحفي:
إذاً دعنا نتحدث عن السياسة الفرنسية.
الرئيس الأسد:
تماماً, بدأت السياسة الفرنسية منذ اليوم الأول بدعم الإرهابيين في سورية وهي مسؤولة مباشرة عن عمليات القتل الجارية في بلدنا.
الصحفي:
هذا اتهام خطير ضد فرنسا, كيف تستطيعون القول إن فرنسا تدعم الإرهاب؟
الرئيس الأسد,
هم قالوا ذلك, أنا لم أتهمهم, قالوا مراراً إنهم دعموا الحرب وقال هولاند مؤخراً إنه كان من الخطأ عدم شن الحرب عام 2013, هم قالوا إنهم يرسلون السلاح لما يسمونها المجموعات “المعتدلة” التي هي في الحقيقة مجموعات إرهابية, هم وليس أنا من قال ذلك, الأمريكيون قالوا الشيء نفسه, والفرنسيون قالوا الشيء نفسه, وبالتالي إذا عدت إلى تصريحات مسؤوليكم على مدى السنتين والثلاث أو الأربع سنوات الماضية فستجد أكثر من تصريح على لسان المسؤولين الفرنسيين يتهمون أنفسهم بأنفسهم.
السؤال الخامس عشر:
فرانسوا هولاند على وشك مغادرة السلطة في فرنسا, وأنت لا تزال في السلطة, هل فزت في صراعك في لعبة لي الأذرع مع فرانسوا هولاند؟
الرئيس الأسد:
المسألة ليست بيني وبينه, وليست أمراً شخصياً, أنا لم أجتمع به, وبصراحة لا أكترث لأمره, وشعبيته تراجعت إلى 11 بالمئة مؤخراً, وهي أدنى مستوى من الشعبية لأي رئيس في تاريخ فرنسا, في الواقع فإن المسألة هي بيني وبين الإرهابيين, وبيني وبين كل من يدعم الإرهابيين, حتى الآن لم يستطع الإرهابيون الانتصار في هذه الحرب, لكنهم يدمرون سورية, وقتلوا مئات آلاف السوريين, وبالتالي لا أستطيع القول أني انتصرت في الحرب, هم لم ينجحوا في مخططهم, نعم, لكن حتى الآن لم ننه حربنا, وبالتالي لا أستطيع القول أنني انتصرت في الحرب.
السؤال السادس عشر:
هل لديك أي اتصالات, أو هل تتابع, أولاً, الحملات السياسية الفرنسية, الحملة الانتخابية الرئاسية الجارية حالياً؟
الرئيس الأسد:
نتابعها بشكل عام, وليس بالتفاصيل, لأننا لا نراهن على الانتخابات الغربية لسبب بسيط ووحيد هو أننا لا نأخذ ما يقوله المسؤولون الغربيون خلال حملاتهم على محمل الجد, لأنهم يقولون شيئاً للناخبين ليكسبوا أصواتهم, وليس من أجل بلدهم, هذا هو الواقع, وأنا أتحدث بصراحة معك.
السؤال السابع عشر:
سيدي, هل ترون اختلافاً بين اليمين واليسار في فرنسا فيما يتصل بالعلاقة مع سورية؟
الرئيس الأسد:
نعم, تستطيع أن تشعر بذلك, لكن في المحصلة فإن الأمر المهم هو سياسة الشخص الذي يصبح رئيساً, هل تتطابق مع الخطاب الذي كان يعلنه قبل الانتخابات أم لا؟ هذا هو السؤال, وبالتالي فإنه ليس أمراً نراهن عليه بالطبع فإننا نفضل شخصاً لا يتبنى الموقف الداعي إلى الحرب, هذا ما نفضله, لكن لا أحد يعرف.
الصحفي:
على سبيل المثال, من الأفضل برأيكم, الشخص الذي لا يريد الحرب؟
الرئيس الأسد:
لا نرى أي فرق كبير الآن, لكن مرة أخرى, نحن لا نراهن على خطابهم, فيما يتعلق بالخطابات ليس هناك فرق كبير.
السؤال الثامن عشر:
وهل لديكم أي اتصالات مع بعض المرشحين؟ أم أن لا اتصالات لكم مع أي منهم؟
الرئيس الأسد:
لا, ليست لدينا أي اتصالات مع أي منهم.
الصحفي:
ومع أجهزة المخابرات؟
الرئيس الأسد:
في بعض الحالات, كان لدينا بعض الاتصالات غير المباشرة.
الصحفي:
مع أجهزة المخابرات الفرنسية؟
الرئيس الأسد:
نعم.
الصحفي:
أنتم شخصياً, هل كانت لكم اتصالات مع أجهزة المخابرات؟.
الرئيس الأسد:
في الواقع, في أحد الوفود التي زارت سورية, وكان وفداً برلمانياً, كان أحد أعضائه من المخابرات, وبالتالي فهي موجودة, بالطبع الحكومة الفرنسية قالت إنه وفد برلماني ولا علاقة للحكومة به وإنها لا توافق على الزيارة, هذا غير صحيح, هناك بالطبع العديد من القنوات.
السؤال التاسع عشر:
هناك بلد غير رئيسه, أي الولايات المتحدة, وكان أحد أول القرارات الإشكالية التي اتخذها دونالد ترامب هو حظر دخول المسلمين, المقصود بهذا القرار هو منع مواطنين من بعض الدول الإسلامية, بما فيها سورية من السفر إلى الولايات المتحدة, كمواطن سوري وكرئيس لسورية هل تشعرون ببعض الإذلال في هذه المسألة؟
الرئيس الأسد:
لا, لأن الأمر غير موجه إلى الشعب السوري, أولاً, بل هو ضد الإرهابيين الذين يمكن أن يتغلغلوا عبر بعض المهاجرين إلى الغرب, وقد حدث هذا في أوروبا, وبشكل أساسي في ألمانيا ويمكن أن يحدث في الولايات المتحدة, وبالتالي فإني أعتقد أن هدف ترامب هو منع أولئك الناس من الدخول, ولذلك اختار هذا المسار, ثانياً.
الصحفي:
إذاً, فهو محق عندما؟
الرئيس الأسد:
لا, أنا أتحدث عن شيء بوسعنا الاتفاق أو الاختلاف عليه كأشخاص, لكن بالنسبة لي كرئيس, فإني لست قلقاً حيال ذلك, أنا قلق حول الكيفية التي أستطيع من خلالها أن أعيد السوريين إلى سورية, وليس إرسالهم إلى الولايات المتحدة, لن أشعر بالسعادة إذا لجؤوا إلى بلدان أخرى, بل إني سأشعر بالسعادة عندما يتمكنون من العودة إلى سورية, لأنهم يريدون العودة إليها, فأغلب السوريين تركوا سورية بسبب الإرهاب والحصار الغربي, وبالتالي إذا أردت التعامل مع ذلك القرار فإنني سأطلب من ترامب والدول الغربية رفع الحصار والتوقف عن دعم الإرهابيين, عندها لن تكون لديهم مشكلة, لن يكون لديهم مهاجرون أو إرهابيون يخترقون المهاجرين, ثانياً, وهذه نقطة أخرى مهمة, فإن كل الضجيج الذي سمعناه حول قرارات ترامب ليس لأنهم قلقون على السوريين أو على أي بلدان أخرى, بل لأنهم يريدون استخدام قضيتنا أو مشكلتنا أو صراعنا كوقود لتغذية صراعهم مع ترامب, لأن هناك قرارات أخرى اتخذها أوباما قبل بضعة أشهر حول القضية نفسها ولم تتحدث عنها وسائل الإعلام الرئيسية في الولايات المتحدة بل بدأت بالحديث عندما أعلن ذلك ترامب على الملأ وبتلك الطريقة الصارخة.
السؤال العشرون:
إذاً, فأنت تشعر بارتياح أكبر مع دونالد ترامب أكثر مما كنت تشعر به مع باراك أوباما؟
الرئيس الأسد:
لا, لا استطيع أن أشعر بارتياح ما لم أر سياسته حيال سورية, فأنا لم أرها بعد, مرة أخرى علينا أن نكون حذرين مع كل قائد غربي لأنهم يستطيعون قول شيء وفعل عكسه, أو يفعلون شيئاً في الصباح وعكسه في المساء, أنهم لا يلتزمون بشيء, وهم براغماتيون جداً, لدرجة أنهم يبيعون قيمهم, بل على الأرجح أن ليست لديهم قيم في سياساتهم.
السؤال الحادي والعشرون:
لكن على الأقل هناك شيء واحد لم يتغير حتى الآن وهو تراجع انخراط الولايات المتحدة في المنطقة, فهذا واضح تماماً, ستبدأ جولة جديدة الآن من المفاوضات في أستانا, كازاخستان, ومن الملفت أن الدول الغربية جميعاً خارج اللعبة وخارج الصورة, هل هذا جيد فعلاً لمستقبل المفاوضات ومستقبل السلام في المنطقة؟
الرئيس الأسد:
لا, كلما كان الدعم أكبر لأي عملية سياسية كان ذلك أفضل, لكن الدول الغربية التي كانت ضالعة في تلك العمليات السياسية وبشكل أساسي فرنسا وبريطانيا خسرت فرصة تحقيق أي شيء في جنيف مرتين في جولتي جنيف, ولم تستطع تحقيق شيء لأنها دعمت تلك المجموعات التي مثلت الإرهابيين ضد الحكومة, لم ترد هذه الدول تحقيق السلام في سورية, بل أرادت تحقيق أهدافها من خلال محور السلام في العملية برمتها.
السؤال الثاني والعشرون:
لكن حقيقة أن مصير الشرق الأوسط تشرف عليه حالياً دولتان, إيران وروسيا اللتان لا تمتلكان بالمناسبة سجلاً ديمقراطياً رائعاً, هل هذا أمر جيد؟
الرئيس الأسد:
مرة أخرى, كلما كانت هناك مشاركة من سائر أنحاء العالم كان أفضل, وهذه ليست رؤيتنا فقط, بل الرؤية الروسية أيضاً, وقد دعا الروس العديد من الدول للمشاركة ولمساعدتهم في محاربة الإرهاب ودعم هذه العملية السياسية, لكن الدول الغربية عزلت نفسها, وليست إيران وروسيا, الدول الغربية كانت سلبية جداً في التعامل مع جميع هذه المبادرات, على سبيل المثال, أين هم في أستانا؟ هل أخبرهم الروس بألا يأتوا؟ لا لم يفعلوا ذلك, هم اختاروا عدم المشاركة.
الصحفي:
إذاً, فإيران وروسيا تدعمان السلام, والدول الغربية تدعم الحرب؟
الرئيس الأسد:
تماماً, مئة بالمئة.
السؤال الثالث والعشرون:
لنتابع الحديث عن روسيا, هل أصبح فلاديمير بوتين في رأيكم صانع القرار الحقيقي في المنطقة, وحتى في بلدكم سورية؟
الرئيس الأسد:
لا, إنه ليس كذلك نحن صناع القرار فيما يتعلق بسورية, أما فيما يتعلق بدول أخرى, فلا أستطيع التحدث نيابة عنهم, الروس يحترمون سيادتنا, وكل خطوة اتخذوها سواء كانت خطوة استراتيجية أم تكتيكية فإنها كانت بالتعاون والتنسيق مع سورية, لم يتخذوا خطوة واحدة من دوننا, إنهم يبنون سياساتهم على القيم وعلى مصالحهم, وخصوصاً فيما يتعلق بمحاربة الإرهاب, بالتالي لا, نحن أصحاب القرار.
السؤال الرابع والعشرون:
لكن هل يمكنكم القول إنه دون روسيا, فإن حكومتكم كانت ستنهار منذ مدة طويلة؟
الرئيس الأسد:
هذا سؤال افتراضي, ولا أحد يستطيع أن يتنبأ عن الحرب لأنها حالة غير مستقرة, المؤكد للجميع بالطبع هو أنه لولا الدعم الروسي لكانت الأمور أسوأ, إلى أي حد أسوأ؟ لا أحد يعرف, لا أستطيع أن أخبركم ما إذا كانت ستصمد أو ستنهار, لكن من المؤكد أن الدعم الروسي كان حاسماً جداً في جعل “داعش” و”النصرة” يتقلصان, لأنهما كانا يتمددان بعد شروع التحالف الأمريكي بهجماته, أو بحملته التجميلية في سورية, كان التنظيمان يتمددان إلى أن تدخل الروس, فبدأا بالانحسار.. هذا هو الواقع وهذه هي الحقيقة.
السؤال الخامس والعشرون:
هل تفاجئك حقيقة أنه قبل بضع سنوات كان معظم المراقبين والمحللين يقولون أنك لن تستمر طويلاً في السلطة, الآن وخصوصاً بعد حلب, فإن احتمال أن تبقى بات متفقاً عليه من قبل عدد كبير من الناس, إذاً فإن ثمة سؤالاً حول بقائك في السلطة, وهذا سؤال مطروح في مفاوضات أستانا أيضاً, في بلدنا, عندما يكون لرجل سياسي سجل سيئ فإنه, عادة, لا يبقى في السلطة لوقت طويل جداً, بعد سبعة عشر عاماً في السلطة, وست سنوات من الحرب, ومقتل 300 ألف شخص وأكثر في بلدك ودمار وانقسام البلد هل يمكن أن تقول من منظور أخلاقي وليس من منظور قانوني أن مثل هذا السجل يسمح لك بالبقاء في السلطة؟ بصرف النظر عن الحصيلة التي ستتمخض عنها المفاوضات؟
الرئيس الأسد:
أنت تعرف جيداً عن الإرهابيين الذين ارتكبوا الهجمات الأخيرة في فرنسا السنة الماضية, ثم قامت الشرطة بقتل بعضهم, لا شك أنك تعرف, ما الذي يمكن أن تقوله لرجل الشرطة ذاك؟ هل تقول له أنت قاتل أم منقذ؟ لقد قتل, والأمر نفسه بالنسبة لطبيب يمكن أن يقطع ساقاً لأنها مصابة بالغرغرينا, هل تقول له أنت ارتكبت عملاً فظيعاً أم لقد أنقذت حياة المريض؟ إذاً فالمسألة تتعلق بسبب قيامك بفعل ما, هذا اولاً, وفي حالتنا كنا نقاتل الإرهابيين لحماية الناس, هذه ليست وجهة نظري, بل هي واجب بموجب الدستور والقانون, لو لم أفعل ذلك لكنت قاتلاً, لأني سأسمح عندها للإرهابيين بقتل المزيد من السوريين في سورية, واجب جيشكم هو حماية الفرنسيين, وإلا فإنهم سيقولون لن نفعل شيئاً, خوفاً من تسميتنا قتلة.
السؤال السادس والعشرون:
إذاً بوسعك القول أنك في المحصلة فعلت كل ما في وسعك وكل ما ينبغي فعله من أجل بلدك؟
الرئيس الأسد:
كل ما بوسعي؟ بالتأكيد, أما كل ما ينبغي فعله فالشعب السوري هو الذي يمكن أن يقول ما كان علي فعله, لأن هناك وجهات نظر مختلفة, أما فيما يتعلق بمن سيقول أن هذا سجل سيئ, عندما تحدثت عن الجزء الأخلاقي من سؤالك السابق, فإن هذا مرتبط بالشعب السوري وليس للمسؤولين الأوروبيين أن يقولوا إن هذا سجل جيد أو سيئ, كانوا يتحدثون عن أن “على الأسد أن يرحل”, والآن لم يعودوا يتحدثون عن ذلك, أنا لا أكترث لذلك أيضاً, ولم أكترث لهذا منذ البداية, أنا أكترث لحربنا ضد الإرهاب, ولمحاربة مخططاتهم لتدمير بلدنا, لقد كان هذا مصدر قلقي منذ البداية, ولهذا السبب فإن الأمر سيّان بالنسبة لي مهما قالوا, السجل هو سجل سوري, وليس سجلاً أوروبياً بأي شكل من الأشكال.
السؤال السابع والعشرون:
لكن متى يستطيع الشعب السوري أن يقول ما إذا كان موافقاً أو غير موافق على سياساتكم؟ لدينا انتخابات في فرنسا الآن, متى تجرى الانتخابات التالية في سورية؟
الرئيس الأسد:
هناك وسيلتان, الوسيلة الراهنة وتلك التي تأتي في المستقبل عند نهاية الحرب, حينئذ يمكنك التحدث عن أي وسيلة, سواء كانت من خلال صندوق الاقتراع أو الانتخابات, يمكن أن يكون هناك أي شيء, في هذه الأثناء ثمة وسيلة واحدة متاحة للناس, إما أن يدعموك أو لا يدعموك, بعد ست سنوات من الحرب, إذا كان لذلك الرئيس سجل سيئ في رأي الشعب السوري فلماذا يدعمه؟ سؤال بسيط, لماذا ينبغي عليهم دعمه؟ لماذا لم يدعموا الارهابيين؟ وبالعودة إلى سؤالك عندما تتحدث عن مقتل 300 ألف شخص أو 400 ألف شخص, وتقول إن الرئيس قتلهم فإنك بذلك تمنح الإرهابيين شهادة حسن سلوك, لأننا سنكون نحن من يقتل الناس وهم من يحميهم, أي أن القاعدة و”النصرة” و”داعش” هم من يحمي الناس, هذا فحوى ذلك السؤال, أما الواقع فهو أننا نحارب من أجل الشعب السوري, ولهذا السبب فإن الشعب السوري دعم حكومته وجيشه ورئيسه.
الصحفي:
سيادة الرئيس, شكراً لكم على استقبالكم “اوروبا 1″ و”تي في1”.
الرئيس الأسد:
شكراً لكم على قدومكم.