2024-12-21
 تعلن القيادة العامة تكليف السيد أسعد حسن الشيباني بحقيبة وزارة الخارجية في الحكومة السورية الجديدة   |    بيان للأخوة السوريين صادر عن وزارة الخارجية والمغتربين   |    

الرئيس الأسد لصحيفة “البايس” الإسبانية: وقف العمليات العسكرية يتطلب منع الإرهابيين من استخدامه لتحسين موقعهم ومنع الدول الأخرى من إرسال المزيد منهم أو تقديم أي نوع من الدعم اللوجستي لهم

 

2016-02-20

أكد السيد الرئيس بشار الأسد أن الحكومة السورية لا تمنع المساعدات أو الاغذية ولم تتوقف منذ بداية الأزمة عن السماح بدخولها لأي منطقة بما في ذلك المناطق الواقعة تحت سيطرة تنظيم “داعش” الإرهابي.

وأشار الرئيس الأسد في مقابلة مع صحيفة “البايس” الإسبانية إلى أن وقف العمليات العسكرية يتطلب منع الإرهابيين من استخدامه من أجل تحسين موقعهم ومنع البلدان الأخرى وخصوصا تركيا من إرسال المزيد من الإرهابيين والأسلحة أو أي نوع من الدعم اللوجستي لهم.

ولفت الرئيس الأسد إلى أن استخدام الأسلحة لا يمكن أن يكون الوسيلة لتغيير النظام أو تأسيس الديمقراطية موضحا أن الديمقراطية الحقيقية كقاعدة ينبغي أن تقوم على المجتمع نفسه.

وفيما يلي النص الكامل للمقابلة..

السؤال الأول..
لقد سمحتم مؤخرا بدخول المساعدات الإنسانية إلى سبع مناطق محاصرة. يزعم البعض أن هناك ما لا يقل عن 486 ألف شخص يعيشون في تلك المناطق.. وبعضها مناطق محاصرة منذ أكثر من ثلاث سنوات. لماذا تأخر إدخال المساعدات حتى هذه المرحلة من الصراع

الرئيس الأسد:

في الواقع.. هذا لم يحدث مؤخراً.. بل إنه يحدث منذ بداية الأزمة. نحن لم نحاصر أي منطقة في سورية. هناك فرق بين فرض حصار وإحاطة منطقة معينة بسبب وجود المجموعات المسلحة.. وهذا طبيعي في مثل هذا الوضع الأمني أو العسكري. لكن مشكلة تلك المناطق هي أن المجموعات المسلحة نفسها استولت على الأغذية والاحتياجات الأساسية لأولئك الناس وأعطتها لمسلحيها أو باعتها للناس بأسعار مرتفعة جداً. أما نحن كحكومة.. فإننا لا نمنع المساعدة عن أي منطقة.. بما في ذلك المناطق الواقعة تحت سيطرة”داعش”.. مثل الرقة في شمال البلاد.. الواقعة تحت سيطرتهم.. ومن قبلهم “جبهة النصرة”.. منذ حوالي ثلاث سنوات. لا نزال نرسل رواتب الموظفين والمعاشات التقاعدية ولقاحات الأطفال إلى تلك المنطقة.

نحن كحكومة مسؤولون عن كل شخص سوري ولم نتوقف عن السماح بدخول المساعدات أو الأغذية منذ البداية

السؤال الثاني..
إذن.. مازلتم ترسلون الطعام ورواتب الموظفين إلى الرقة ومعاقل “داعش”…

الرئيس الأسد:

تماماً. فإذا كنا نرسل ذلك إلى الرقة الواقعة تحت سيطرة “داعش” لأننا نعتقد أننا كحكومة مسؤولون عن كل شخص سوري.. فكيف يمكننا ألا نفعل ذلك في مناطق أخرى… هذا غير واقعي وينطوي على التناقض. لهذا قلت إن ذلك لم يحدث مؤخراً وحسب. نحن لم نتوقف عن السماح بدخول المساعدات أو الأغذية منذ البداية.

السؤال الثالث..
وهل سيستمر ذلك

الرئيس الأسد:
بالطبع.

السؤال الرابع..
نحن على بعد أيام قليلة من الهدنة التي أعلنتها روسيا والولايات المتحدة. هل الحكومة السورية مستعدة لاحترام وقف العمليات العسكرية في سورية

الرئيس الأسد..

بالتأكيد.. وقد أعلنا أننا مستعدون.. لكن الأمر لا يتعلق فقط بالإعلان.. لأن الطرف الآخر قد يعلن الأمر نفسه. المسألة تتعلق بما ستفعله على الأرض. وقف إطلاق النار يتعلق”هذا إذا أردت استعمال عبارة وقف إطلاق النار.. وهي ليست الكلمة الصحيحة.. لأن وقف إطلاق النار يحدث بين جيشين أو بلدين متحاربين.. إذن لنقل بأنه وقف للعمليات”.
المسألة تتعلق أولاً بوقف النار.. لكن أيضاً بالعوامل الأخرى المكملة والأكثر أهمية.. مثل منع الإرهابيين من استخدام وقف العمليات من أجل تحسين موقعهم. كما يتعلق بمنع البلدان الأخرى.. وخصوصاً تركيا.. من إرسال المزيد من الإرهابيين والأسلحة.. أو أي نوع من الدعم اللوجستي لأولئك الإرهابيين. وكما تعلم.. هناك قرار مجلس الأمن.. فيما يتعلق بهذه النقطة.. والذي لم ينفذ. إذا لم نوفر جميع هذه المتطلبات لوقف إطلاق النار.. فإن ذلك سيحدث أثراً عكسياً وسيؤدي إلى المزيد من الفوضى في سورية.. ويمكن أن يفضي ذلك إلى تقسيم البلاد بحكم الأمر الواقع.
ولهذا السبب.. إذا أردنا تطبيق وقف العمليات.. فإن ذلك ممكن أن يكون إيجابياً مع توافر العوامل التي ذكرتها.

السؤال الخامس..
إذن.. سيكون هناك بعض القتال رغم وجود وقف إطلاق النار.. على الأقل ضد بعض….

الرئيس الأسد:
نعم.. بالطبع.. مثل “داعش”.. و”النصرة”.. والتنظيمات أو المجموعات الإرهابية الأخرى التي تنتمي للقاعدة. لقد أعلنت سورية وروسيا أسماء أربعة من هذه التنظيمات..”أحرار الشام”و”جيش الإسلام”إضافة إلى “جبهة النصرة”و”داعش”.

هدف المعارك في حلب إغلاق الطرق بين تركيا والمجموعات الإرهابية

السؤال السادس..
لقد أحاطت قواتكم بحلب.. وهي أحد أكبر معاقل المعارضة. متى تتوقعون استعادة السيطرة على تلك المدينة

الرئيس الأسد:
في الواقع.. نحن موجودون في وسط المدينة.. وبالتالي فإن جزءاً كبيراً من المدينة تحت سيطرة الحكومة.. ومعظم سكان الأحياء الأخرى نزحوا من المنطقة التي يسيطر عليها المسلحون إلى المناطق التي تسيطر عليها الحكومة.. وبالتالي فإن الأمر لا يتعلق باستعادة السيطرة على المدينة.
في الواقع: المسألة ترتبط بإغلاق الطرق بين تركيا والمجموعات الإرهابية. هذا هو هدف المعارك في حلب الآن.. وقد نجحنا مؤخراً بقطع بعض الطرق الرئيسية. بالطبع.. ليس هناك إغلاق تام للمنطقة الواقعة بين حلب وتركيا.. لكن ذلك يجعل العلاقة بين تركيا والإرهابيين أكثر صعوبة بكثير. ولهذا السبب فإن تركيا دأبت على قصف الأكراد مؤخراً.

السؤال السابع..
ماذا بعد حلب… هل الجيش السوري مستعد للذهاب حتى إلى الرقة.. ما يسمى عاصمة الدولة الإسلامية

الرئيس الأسد:
من حيث المبدأ.. ينبغي أن نذهب إلى جميع الأمكنة.. لكننا نقاتل الآن على أكثر من 10 جبهات في سورية. مؤخراً.. تقدمنا نحو الرقة.. لكننا لانزال بعيدين عنها. إذن.. من حيث المبدأ.. نعم.. نحن متوجهون إلى الرقة والمناطق الأخرى.. لكن التوقيت يعتمد على نتائج المعارك المختلفة الجارية الآن. ولذلك لا نستطيع تحديد التوقيت بدقة.

ثمانون بلداً تدعم الإرهابيين بشتى الطرق والدعم الروسي والايراني كان جوهريا كي يحقق جيشنا التقدم

السؤال الثامن..
لقد بدأت روسيا حملة قصف جوي قوية على معاقل رئيسية للمعارضة. وقد شكل هذا نقطة تحول في الصراع. يزعم البعض بأن لكم اليد العليا الآن. هل تعتقدون أنه كان بإمكانكم تحقيق ذلك دون مساعدة خارجية

الرئيس الأسد:
لا شك أن الدعم الروسي والإيراني كان جوهرياً كي يحقق جيشنا هذا التقدم. أما القول إنه ما كان بوسعنا تحقيق ذلك.. فهذا سؤال افتراضي. أعني أن لا أحد يمتلك الإجابة الحقيقية على تلك الـ “إذا”. لكننا بالتأكيد بحاجة إلى تلك المساعدة.. ولسبب بسيط هو أن هناك ثمانين بلداً تدعم أولئك الإرهابيين بشتى الطرق.. بعضها يدعمهم مباشرة بالمال.. أو بالدعم اللوجستي.. أو بالسلاح.. أو بالمقاتلين. بلدان أخرى تقدم لهم الدعم السياسي في مختلف المحافل الدولية. سورية بلد صغير.. ونحن نستطيع القتال.. لكن في المحصلة.. هناك دعم وإمداد غير محدود لأولئك الإرهابيين. من المؤكد أن تكون في هذه الحالة بحاجة لدعم دولي. لكن.. مرة أخرى.. هذا سؤال افتراضي لا أستطيع الإجابة عنه.

السؤال التاسع..
فيما يتعلق بهذه الغارات الجوية الروسية.. هل أنتم قلقون بشأن الضحايا المدنيين… يوم الاثنين.. تم قصف مستشفى قتل فيه خمسون شخصاً. زعمت الولايات المتحدة بأن روسيا تسببت في ذلك. هل يثير مثل هذا الأمر قلقكم

الرئيس الأسد:
بعض المسؤولين الأمريكيين الآخرين قالوا إنهم لا يعرفون من فعل ذلك.. هذا ما قالوه لاحقاً. هذه البيانات المتناقضة أمر شائع في الولايات المتحدة.. لكن ليس لدى أحد دليل حول من فعل ذلك وكيف حدث ذلك. وفيما يتعلق بالضحايا.. فإن هذه مشكلة في كل حرب. أشعر بالحزن طبعاً لموت كل مدني بريء في هذا الصراع.. لكن هذه حرب. وكل حرب سيئة.. فليس هناك حرب جيدة.. لأن هناك دائماً مدنيين.. وهناك أبرياء سيدفعون الثمن.

السؤال العاشر..
إذن.. كيف تشرح لشعبك.. للسوريين.. أن هناك جيشاً أجنبياً يقوم بعمليات هنا تتسبب بسقوط ضحايا مدنيين… هل تشرحه بالقول بأن حدوث ذلك أمر محتم.

الرئيس الأسد:
لا.. ليس هناك أي دليل على أن الروس هاجموا أي أهداف مدنية. إنهم دقيقون جداً في استهدافاتهم.. وهم يهاجمون دائماً وكل يوم قواعد أو مواقع الإرهابيين. في الواقع.. فإن الأمريكيين هم الذين فعلوا هذا.. قتلوا العديد من المدنيين في الجزء الشمالي من سورية وليس الروس. أعني أنه لم يقع حادث واحد يتعلق بالمدنيين حتى الآن.. لأن الروس لا يهاجمون المدن.. بل إن هجماتهم تحدث بشكل رئيسي في المناطق الريفية.

خيارنا الوحيد كمواطنين سوريين هو أن نقاتل وأن ندافع عن بلدنا

السؤال الحادي عشر..
بالحديث عن الجيوش الأجنبية.. كيف ستردون إذا عملت تركيا والسعودية بموجب تصريحاتهما بأنهما تخططان لإرسال قوات إلى هنا بزعم محاربة “داعش”…

الرئيس الأسد:
كما قلت.. فإن ذلك مجرد زعم. لكن إذا حدث ذلك.. فإننا سنتعامل معهم كما نتعامل مع الإرهابيين. سندافع عن بلدنا. هذا عدوان. إنهم لا يملكون أي حق للتدخل في سورية سياسياً ولا عسكرياً. هذا انتهاك للقانون الدولي… وبالنسبة لنا كمواطنين سوريين فإن خيارنا الوحيد هو أن نقاتل وأن ندافع عن بلدنا.

السؤال الثاني عشر..
لقد بدأت تركيا بقصف مناطق سورية من أراضيها.

الرئيس الأسد:
تماماً.. وقبل ذلك القصف.. كانت تركيا ترسل الإرهابيين.. وبالتالي فإنها تعمل من أجل نفس الهدف وتحدث نفس الأثر بطرق مختلفة. تركيا ضالعة في الأحداث في سورية منذ البداية.

السؤال الثالث عشر..
حاولت السعودية توحيد المعارضة في مؤتمر عقد في الرياض. كان بعض الأشخاص المرتبطين بالقاعدة موجودين في تلك الاجتماعات. هل تعترفون بأي مجموعات من المعارضة المسلحة.. في إطار المعارضة بمجملها.. كطرفٍ يتمتع بالشرعية يمكن أن تتفاوضوا معه

الرئيس الأسد:
تعني المجموعات التي تقاتل على الأرض…

كل من يحمل السلاح ضد الشعب وضد الحكومة هو إرهابي

السؤال الرابع عشر..
نعم.

الرئيس الأسد..
لا. من الناحيتين القانونية والدستورية.. كل من يحمل السلاح ضد الشعب وضد الحكومة هو إرهابي.. سواء في بلدكم أو في بلدنا.. أو في أي بلد آخر في العالم. لا تستطيع القول إن هؤلاء يمتلكون شرعية. يمكن أن يصبحوا شرعيين عندما يتخلون عن أسلحتهم وينضمون إلى العملية السياسية. هذا هو السبيل الوحيد في أي بلد من أجل إعادة البناء أو تغيير أي شيء تريد تغييره.. سواء كان الدستور أو القوانين أو الحكومة.. أي شيء. يمكن فعل ذلك لكن من خلال عملية سياسية وليس من خلال السلاح.

السؤال الخامس عشر..
إذن.. أنتم تعتبرون كل أولئك الذين يقاتلون إرهابيين

الرئيس الأسد:
ما لم يعلنوا أنهم مستعدون للانضمام إلى العملية السياسية. عندها لن يكون لنا مشكلة معهم.

السؤال السادس عشر..
إذن.. بالنسبة لأولئك المقاتلين وبصرف النظر عن نواياهم.. إذا تخلوا عن سلاحهم وأرادوا العودة

الرئيس الأسد:
سنمنحهم العفو.. وقد حدث ذلك خلال العامين الماضيين.. وقد تسارع مؤخراً. العديد منهم يتخلون عن أسلحتهم.. وبعضهم انضم إلى الجيش السوري وباتوا يحاربون “داعش” إلى جانب الجيش السوري.. ويتلقون دعم الجيش السوري والطائرات الروسية.

السؤال السابع عشر..
إذن.. إذا كان الأمر كما قلتم.. وان أولئك الذين حملوا السلاح ضد الحكومة هم جميعاً إرهابيون.. فمع من تتفاوضون بالتحديد في جنيف

الرئيس الأسد:
إننا نتحدث هنا عن جنيف3 الذي فشل.. في جنيف كان يفترض أن يكونوا خليطاً من الإرهابيين والمتطرفين أو داعميهم وتم تشكيلهم في السعودية وبعضهم من القاعدة.. وجزء آخر من المستقلين أو معارضين آخرين يعيشون خارج أو داخل سورية.. وبالتالي يمكننا التفاوض مع الجزء الآخر.. مع السوريين الوطنيين المرتبطين ببلادهم لكننا لا نستطيع التفاوض بالطبع مع الإرهابيين ولذلك فشل المؤتمر.

السؤال الثامن عشر..
ماذا عن قادة نشطاء المعارضة المسجونين قبل اندلاع الصراع عام 2011

الرئيس الأسد:
جميعهم خرجوا من السجن منذ وقت طويل.. ومعظمهم باتوا جزءاً من المعارضة.

السؤال التاسع عشر..
جميعهم.

الرئيس الأسد:
جميعهم. لم يعد لدينا أياً منهم. لقد خرجوا جميعاً قبل عام 2010 .. بمن فيهم بعض الإرهابيين الذين حكم عليهم بالسجن لبضع سنوات.. لنقل خمس سنوات أو شيئا من هذا القبيل وقضوا محكوميتهم وخرجوا.. وعندما بدأت الأزمة.. انضموا مرة أخرى إلى المجموعات الإرهابية.

السؤال العشرون..
هل لديكم دليل على ذلك

الرئيس الأسد:
نعم.. بالطبع. أحدهم هو ذاك الذي قتل مؤخراً.. زهران علوش. حكم عليه بالسجن عدة سنوات لأنه كان مرتبطاً بالقاعدة.. وعندما بدأت الأزمة.. شكل مجموعته الإرهابية الخاصة.. وهي واحدة من المجموعات الأربع التي ذكرتها والتي نعتبرها إرهابية.

السؤال الواحد والعشرون..
يزعم البعض أن هناك 35 ألف جهادي أجنبي.. من بينهم 4000 أتوا من أوروبا. الحكومة الإسبانية صرحت أن هناك حوالي 300 شخص يحملون جواز سفر إسبانيا. ماذا سيحدث لهؤلاء إذا وقعوا في قبضة الجيش السوري

الرئيس الأسد:
الإسبان…

السؤال الثاني والعشرون..
الجهاديون الأجانب بشكل عام.

الرئيس الأسد:
أولاً.. نحن نتعامل معهم كما نتعامل مع أي إرهابيين آخرين. قانونياً.. ليس هناك تمييز بين الجنسيات.. لكن إذا كنت تتحدث عن تسليمهم لبلادهم.. أو لحكوماتهم.. فإن ذلك يكون من خلال العلاقات بين المؤسسات في البلدين.

السؤال الثالث والعشرون..
في هذا الصدد.. ما الذي يجتذب هذا العدد الكبير من الأجانب إلى سورية الآن من وجهة نظركم

الرئيس الأسد:

بشكل أساسي.. الدعم الذي يتلقونه. إنهم يتلقون دعماً فعلياً من الخارج. السعودية هي الممول الرئيسي لأولئك الإرهابيين. يضعونهم في طائرات ويرسلونهم إلى تركيا.. ومن خلال تركيا إلى سورية. عامل الجذب الآخر يتمثل في الفوضى.. لأن الفوضى تشكل تربة خصبة للإرهابيين. العامل الثالث هو الإيديولوجيا.. لأنهم ينتمون إلى القاعدة. لهذه المنطقة في ثقافتنا الدينية.. في الثقافة الإسلامية.. مكانة خاصة بعد مكة والقدس والأماكن المقدسة الأخرى. يعتقدون أنهم يستطيعون القدوم إلى هنا لإقامة دولتهم وبالطبع فإنهم سيتوسعون لاحقاً إلى أماكن أخرى. لكن الفكرة هي أن بوسعهم أن يأتوا ويحاربوا ويموتوا في سبيل الله والإسلام. بالنسبة لهم.. فإن هذا جهاد.

السؤال الرابع والعشرون..

فيما يتعلق بما سيحدث إذا تمكنت الحكومة السورية من بسط سيطرتها على جميع الأراضي السورية.. هل ستبدؤون عملية سياسية حينذاك… هل ستكونون مستعدين للذهاب إلى الانتخابات مرة أخرى… ما الذي ستكونون مستعدين لفعله

الرئيس الأسد:
الأمر الطبيعي.. أولاً.. هو تشكيل حكومة وحدة وطنية يمكن لجميع الأحزاب السياسية الانضمام إليها إذا أرادت. ينبغي لهذه الحكومة أن تحضر لدستور جديد.. لأنك إذا أردت أن تتحدث عن مستقبل سورية ومناقشة ذلك مع مختلف الأحزاب.. ومناقشة كيفية حل المشكلة الداخلية.. فينبغي أن تناقش الدستور.. أعني ما إذا كنت تريد تغييره.. أو المحافظة عليه.. أو تغيير النظام السياسي برمته.. فإن ذلك يعتمد على الدستور. وبالطبع.. ينبغي أن يتم الاستفتاء على الدستور من قبل الشعب. بعد ذلك.. وطبقاً للدستور الجديد.. ينبغي إجراء انتخابات مبكرة.. أعني انتخابات برلمانية. البعض يتحدث عن انتخابات رئاسية.. إذا أراد الشعب السوري.. أو الأحزاب المختلفة.. إجراء انتخابات.. فستجرى. بالنهاية فإن ما يتعلق بتسوية الناحية السياسية من المشكلة لا علاقة له برأيي الشخصي.

السؤال الخامس والعشرون.. 

أين ترى نفسك بعد عشر سنوات

الرئيس الأسد:
الأكثر أهمية كيف أرى بلدي لأنني جزء من بلدي. بالتالي.. بعد عشر سنوات أود أن أكون قد تمكنت من إنقاذ سورية كرئيس “لكن ذلك لا يعني أنني سأكون رئيساً بعد عشر سنوات”. أنا أتحدث عن رؤيتي لهذه الفترة. ستكون سورية سليمة ومعافاة.. وسأكون أنا الشخص الذي أنقذ بلاده. هذا عملي الآن.. وهذا واجبي. إذن.. هكذا أرى نفسي فيما يتعلق بالمنصب.. وعن نفسي كمواطن سوري.

السؤال السادس والعشرون..
هل ستكون في السلطة بعد عشر سنوات

الرئيس الأسد:
هذا ليس هدفي. أنا لا أكترث لوجودي في السلطة. بالنسبة لي.. إذا أراد الشعب السوري أن أكون في السلطة.. فسأكون. وإذا أرادوا ألا أكون.. فلن أكون. أعني إذا كنت لا أستطيع مساعدة بلدي.. فعلي المغادرة مباشرة.

السؤال السابع والعشرون..
دعني أقرأ من تقرير مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة الذي نشر في الثالث من شباط. يقول التقرير.. “تعرض المحتجزون من قبل الحكومة للضرب حتى الموت أو إنهم ماتوا نتيجة الإصابات التي تعرضوا لها بسبب التعذيب”. يقولون.. إن جرائم حرب قد ارتكبت. ما ردكم على ذلك

الرئيس الأسد:
ذلك يستند إلى ما فعلته قطر قبل سنة أو أكثر من ذلك بقليل.. عندما زورت تقريراً يتكون من صور لم يتم التحقق منها لأشخاص تعرضوا لإصابات.. واستندت إلى مصادر لم يتم التحقق منها أيضاً.. وأرسلت ذلك التقرير إلى الأمم المتحدة. هذا جزء من الدعاية الإعلامية الموجهة ضد سورية. هذه هي المشكلة مع الغرب ودعايته الإعلامية. إنهم يستخدمون معلومات لم يتم التحقق منها لاتهام سورية ولتحميلها المسؤولية.. ومن ثم لاتخاذ إجراءات ضدها.

السؤال الثامن والعشرون..
لقد صدم العالم بأسره لمشاهدة صورة الطفل آلن الكردي.. اللاجئ السوري البالغ من العمر ثلاث سنوات على شاطئ تركي. ماذا شعرت عندما رأيت ذلك

الرئيس الأسد:
هذا هو الجزء الأكثر إيلاماً في الصراع السوري.. أن يدفع الناس لمغادرة بلدهم لأسباب مختلفة. لكن إضافة إلى المشاعر.. فإن السؤال بالنسبة لنا كمسؤولين.. والذي طرحه السوريون.. يتعلق بما ينبغي أن نفعله. ما الإجراء الذي اتخذ إما للسماح لأولئك اللاجئين بالعودة إلى بلدهم.. أو كي لا يغادروا بلدهم في الأصل… ثمة سببان هنا. السبب الأول الذي ينبغي أن نتعامل معه بالطبع يتمثل في الإرهاب.. لأن أولئك الإرهابيين لا يهددون الناس وحسب.. بل يحرمونهم من الاحتياجات الأساسية الضرورية لحياتهم. أما السبب الثاني فهو الحصار الذي فرضه الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة بالطبع على سورية.. وهو ما خلق صعوبات في حياة الناس هنا وخصوصاً في القطاع الصحي. وبالتالي.. فعلينا أن نتعامل مع هذه الأسباب لمنع هذه المأساة من الاستمرار لوقت طويل.

السؤال التاسع والعشرون..
ذكرتم أن بعض أولئك اللاجئين يهربون من “داعش”.. لكن بعضهم يزعمون أنهم يهربون من الحكومة.. أو من الحملات التي تشنها الحكومة في بعض المناطق السورية.

الرئيس الأسد:
يمكنني أن أعطيك حقائق مناقضة تستطيع أن تراها وأنت في سورية.. وهي أن أغلبية الأشخاص الذين يعيشون في المنطقة التي يسيطر عليها الإرهابيون نزحوا إلى المنطقة التي تسيطر عليها الحكومة. إذن.. لو أرادوا الهروب من الحكومة.. فلماذا يأتون إليها… لكن عندما يكون هناك معركة.. أو إطلاق نار أو قتال بين الحكومة والإرهابيين في مناطق معينة.. فإن من الطبيعي أن يغادر أغلبية السكان إلى منطقة أخرى.. لكن هذا لا يعني أنهم يهربون من الحكومة. بعض العائلات التي نزحت إلى المناطق التي تسيطر عليها الحكومة هي في الواقع عائلات الإرهابيين أنفسهم.

السؤال الثلاثون..

حوالي خمسة ملايين لاجئ هربوا من سورية طبقا للتقديرات الدولية.. مليون غادر إلى أوروبا. ما الضمانات التي يمكن أن تعطى لهؤلاء الناس لكي يعودوا بحرية ودون الخوف من أي إجراءات انتقامية

الرئيس الأسد:
يستطيعون العودة بالطبع. من حقهم أن يعودوا.. ما لم يكن الشخص إرهابياً أو قاتلاً. أعتقد أن عدداً كبيراً منهم هم من مؤيدي الحكومة. لم يغادروا هرباً منها.. لكن كما قلت لأن الأحوال المعيشية تراجعت بشكل كبير خلال السنوات القليلة الماضية. إذن.. بالطبع يستطيعون العودة دون أن تتخذ الحكومة أي إجراءات ضدهم. نحن نريد من الناس العودة إلى سورية.

السؤال الواحد والثلاثون..
ما الذي يمكن للحكومة السورية أن تفعله لوقف تدفق اللاجئين والذي أدى إلى غرق العديد من الأشخاص في البحر الأبيض المتوسط… ما الذي يمكن فعله حيال ذلك

الرئيس الأسد:
كما قلت.. الأمر لا يتعلق بسورية وحسب.. بل يتعلق ببلدان العالم الأخرى أيضاً. أولاً.. على أوروبا أن ترفع الحصار المفروض على الشعب السوري.. لأنها في الواقع لا تفرض حصاراً على الحكومة السورية.. بل على الشعب السوري. ثانياً.. على تركيا أن توقف إرسال الإرهابيين إلى سورية. ثالثاً.. نحن كحكومة علينا محاربة الإرهابيين بالتأكيد.. وعلينا تحسين الأحوال المعيشية بأي وسيلة ممكنة كي نشجع الناس على البقاء في بلدهم. هذه هي الوسيلة الوحيدة التي يمكن أن تعيد الناس أو أن تقنعهم بالعودة إلى بلدهم. وأنا متأكد من أن أغلبيتهم يريدون العودة إلى سورية. لكن كما قلت.. في المحصلة ينبغي أن تتوافر المتطلبات الأساسية.. أو متطلبات الحد الأدنى للحياة.

الديمقراطية الحقيقية كقاعدة ينبغي أن تقوم على المجتمع نفسه

السؤال الثاني والثلاثون..
عندما وصلت إلى السلطة.. وعدت بإجراء إصلاحات ديمقراطية.. تلك الفترة التي سميت “ربيع دمشق”.. أو سمها ما شئت. البعض يزعم أنه لو أجريت تلك الإصلاحات بسرعة أكبر.. لكان قد تم إنقاذ حياة الكثيرين. آخرون.. وبشكل أساسي من المعارضة أو الولايات المتحدة.. يزعمون أنك لو تنحيت عن السلطة لكانت أنقذت حياة الكثيرين. ما ردك على ذلك

الرئيس الأسد:
السؤال هو.. ما العلاقة بين ما ذكرت وإرسال قطر للأموال.. ومن ثم للأسلحة.. ودعم الإرهابيين بشكل مباشر… ما العلاقة بين ذلك ودور تركيا في دعم الإرهابيين… ما العلاقة بين ذلك ووجود “داعش”و”النصرة” في سورية… إذن.. العلاقة ليست صحيحة. إذا أردت تغيير الرئيس أو رئيس الوزراء في أي نظام في بلدك أو في أي بلد آخر.. فينبغي أن يتم ذلك من خلال العملية السياسية. لا تستطيع استخدام الأسلحة. إن استخدام الأسلحة لا يمكن أن يكون الوسيلة لتغيير النظام أو تأسيس الديمقراطية.
الديمقراطية لا تأتي من خلال السلاح.. وتجربة الولايات المتحدة في العراق تثبت ذلك. والأمر نفسه يحدث في اليمن. الرئيس صالح ترك السلطة لسبب نفس المزاعم. ما الذي حدث في اليمن… هل أصبح أفضل حالاً… هذا ليس صحيحاً.. وليس هناك أي علاقة. يمكننا تحقيق الديمقراطية من خلال الحوار لكن في الوقت نفسه من خلال رفع سوية المجتمع نحو الديمقراطية.. لأن الديمقراطية لا تتعلق فقط بالدستور.. أو بالرئيس.. أو بالقوانين وما إلى ذلك.. هذه كلها أدوات لتحقيق الديمقراطية. الديمقراطية الحقيقية.. كقاعدة.. ينبغي أن تقوم على المجتمع نفسه. كيف يمكن أن نقبل بعضنا بعضاً.. هذه المنطقة عبارة عن بوتقة تنصهر فيها مختلف الإثنيات والطوائف والأديان. كيف يمكن لهؤلاء أن يقبلوا بعضهم بعضاً… عندما يفعلون.. يصبح بوسعهم أن يتقبلوا بعضهم بعضاً سياسياً وعندها تحصل على ديمقراطية حقيقية. إذن.. المسألة لا تتعلق بالرئيس. حاولوا شخصنة المشكلة فقط لإظهار أنها مشكلة بسيطة جداً.. ليتنح الرئيس كل شيء سيكون على ما يرام. لا أحد يستطيع القبول بذلك.

السؤال الثالث والثلاثون..
خلال هذه السنوات الخمس منذ بداية الصراع.. وبعد أن دمرت العديد من المواقع الأثرية.. وقتل عدد كبير من الناس.. هل كنت ستفعل أي شيء بشكل مختلف

الرئيس الأسد:
بشكل عام.. إذا أردنا التحدث عن المبادئ.. فقد قلنا منذ البداية إننا سنحارب الإرهاب وسنجري الحوار. افتتحنا الحوار مع الجميع.. باستثناء المجموعات الإرهابية. وفي الوقت نفسه سمحنا للإرهابيين.. وفتحنا الباب أمامهم.. إذا أرادوا التخلي عن أسلحتهم والعودة إلى حياتهم الطبيعية.. فإننا عرضنا عليهم العفو الكامل. إذن.. هذا هو المبدأ للحل الشامل.
الآن.. وبعد خمس سنوات لا أستطيع القول إن ذلك كان خطأ.. ولا أعتقد أننا سنغير تلك المبادئ. لكن تنفيذ السياسة يختلف أحياناً.. لأن ذلك يعتمد على مسؤولين مختلفين.. ومؤسسات مختلفة.. وأشخاص مختلفين. ويمكن لأي شخص أن يرتكب أخطاء.. وهذا يمكن أن يحدث. إذن.. لو أردنا تغيير شيء.. لو كان بوسعنا تغيير تلك الأخطاء التي ارتكبت في أماكن مختلفة لكنا فعلنا ذلك.. هذا لو أمكن إعادة عقارب الساعة إلى الوراء.

السؤال الرابع والثلاثون..
إذن.. من منظوركم.. ومنذ البداية.. فإن تلك الاحتجاجات التي خرجت في درعا ودمشق ومنذ البداية.. وصفتم المشاركين فيها بالإرهابيين.. بمعنى أنه تم اختراقهم من قبل قوى أجنبية. كيف تنظرون إلى تلك المظاهرات الأولى التي خرجت ضد الحكومة

الرئيس الأسد:
في البداية كان هناك خليط من المتظاهرين. أولاً.. دفعت قطر للمتظاهرين كي تظهرهم على شاشة الجزيرة ومن ثم تقنع الرأي العام العالمي بأن الناس خرجوا في ثورة ضد الرئيس. كان أعلى رقم لهؤلاء 140 ألف متظاهر في سائر أنحاء سورية.. وهو رقم ضئيل بالمقارنة مع عدد السكان. ولهذا لم نشعر بالقلق. قاموا باختراق المتظاهرين بالمسلحين الذين أطلقوا النار على الشرطة وعلى المتظاهرين كي تخرج المزيد من المظاهرات.. وعندما فشلوا تحولوا إلى إرسال السلاح لدعم الإرهابيين. لكن.. هل كان هناك متظاهرون تظاهروا سلمياً مطالبين بالتغيير… بالطبع كان أولئك موجودين.. لكن ليس جميعهم. إذن لا تستطيع القول إن الجميع كانوا متظاهرين حقيقيين ولا القول إنهم جميعاً كانوا إرهابيين.

إسبانيا ضد أي حل مغامر في سورية ونتوقع أن تنقل وجهة نظرها السياسية إلى الاتحاد الأوروبي

السؤال الخامس والثلاثون:
زرتم إسبانيا مرتين. وزار رئيسا الوزراء خوسيه ماريا أزنار.. وخوسيه لويس رودريغيز ثاباتيرو سورية عندما كانا في منصبيهما.. كيف علاقاتكم مع إسبانيا منذ ذلك الحين

الرئيس الأسد..
إسبانيا بشكل عام ضد أي حل مغامر في سورية. وهذا أمر نقدره. لم يدعموا أي عمل مسلح ضد سورية. وقالوا إن ذلك سيزيد الأمور تعقيداً. لم يتحدثوا عن الإطاحة بالرئيس أو التدخل في شؤوننا الوطنية. قالوا بأن كل شيء ينبغي أن يحدث من خلال الحل السياسي أو العملية السياسية.. وهذا جيد جداً. لكن في الوقت نفسه.. فإن إسبانيا جزء من الاتحاد الأوروبي. وهذا يجعلها مقيدة بقرارات الاتحاد. نتوقع من إسبانيا أن تلعب دورا.. أن تنقل نفس الرسالة ووجهة نظرها السياسية فيما يتعلق بالصراع في سورية إلى الاتحاد الأوروبي.

بلدان أمريكا اللاتينية يدعمون سورية سياسياً في جميع المحافل الدولية ولم يغيروا موقفهم منذ بداية الأزمة

السؤال السادس والثلاثون..
وفي أمريكا اللاتينية.. أين كنتم تتمتعون بأكبر قدر من الدعم برأيكم

الرئيس الأسد:
بشكل عام.. وهذا أمر غريب ومؤسف.. تلك البلدان البعيدة جداً عن سورية لديها نظرة أكثر واقعية بكثير لما يحدث في سورية من الأوروبيين.. وهم أكثر قرباً.. حيث نعتبر الحديقة الخلفية لأوروبا. أنا أتحدث عن المستويين الرسمي والشعبي. إنهم يعرفون أكثر بكثير.. ويدعمون سورية سياسياً في جميع المحافل الدولية.. ولم يغيروا موقفهم منذ بداية الأزمة.

السؤال السابع والثلاثون..
يوجد في البرازيل إحدى أكبر الجاليات السورية في الخارج. كيف كانت علاقتكم بالحكومة البرازيلية

الرئيس الأسد:
لدينا علاقات طبيعية معهم.. كما لدينا علاقات طبيعية مع الأرجنتين وفنزويلا وكوبا.. وجميع بلدان أمريكا اللاتينية. لم تتأثر تلك العلاقات بالأزمة.. وباتوا يفهمون الوضع أكثر فأكثر ويدعمون سورية أكثر فأكثر. وهذا يتناقض مع الموقف الأوروبي.

الصحفي.. شكراً جزيلاً

الرئيس الأسد:
شكراً لكم.