- الرئيسية
-
وزير الخارجية والمغتربين
- وزارة الخارجية والمغتربين
-
سورية
-
بيانات رسمية
2015-09-17
أكد السيّد وليد المعلّم نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين أن الارهاب مشكلة عالمية وليست مشكلة سورية والعراق وحدهما لافتاً الى أن الجيش العربى السورى برهن أنه قادر على القيام بمهامه.. وما نحتاج اليه هو مزيد من السلاح والذخيرة النوعية لمواجهة السلاح النوعى الذى تملكه التنظيمات الإرهابية.
وقال السيّد المعلّم فى حوار خاص مع التلفزيون العربي السوري والإخبارية السورية: "إنه منذ اربع سنوات ونصف السنة ورهان المتآمرين على سورية أن يسقط النظام وأن يهزم الجيش العربي السوري وأن تصبح سورية دولة مفككة مهزومة منهارة اقتصادياً.. الآن الجديد في ذلك أنهم خسروا الرهان وسورية ما زالت صامدة وجيشها العربي السوري يقاوم بكل بسالة وبطولة ورغم التضحيات شعبها صامد ويدعم ويساند الجيش.. سورية لم تتفكك" مؤكداً أن القيادة تقود البلد بحكمة متناهية.. إننا في كل يوم نتجدد في نضالنا ضد الإرهاب.. والآخرون في كل يوم يقتربون من اليأس.
وحول التعامل مع الدول الإقليمية التي تدعم الإرهاب أوضح السيّد المعلّم "أن هذه الدول منذ أربع سنوات ونصف السنة كانت تشعر نفسها عندما تآمرت على سورية بأنها في مأمن من شرور الإرهاب.. والإرهاب اشتد عليها.. وكنا نقول باستمرار إن الإرهاب سوف يرتد على داعميه.. وعندما نتحدث عن تحالف أو تنسيق أو ائتلاف نحن نستجيب لمبادرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التى طالب فيها بإقامة هذا التحالف".
وقال السيّد المعلّم: "العصب الأساسي.. هل هذه الدول التى تنوى أن تحارب الارهاب في سورية دفاعاً عن نفسها صادقة ومصممة على تغيير مواقفها من التآمر على سورية إلى التنسيق معها.. نحن جاهزون في حال لمسنا صدق هذه الدول".
وأوضح السيّد المعلّم أنه داخل سورية هناك مجموعات عديدة كانت تحارب الدولة السورية ووجدت أنها مغرر بها وعادت الى حضن الوطن وقسم منها يقاتل إلى جانب الجيش العربي السوري وما زالت هذه الدعوة قائمة لمن غرر به وآن الأوان أن يستنتج بأن تلك القوى الخارجية التي غررت به إنما فعلت ذلك لأسبابها الخاصة بدليل أنه لا دولة خليجية استقبلت ولو مجموعة صغيرة من المهاجرين السوريين وإن كل إنسان يشعر بوطنيته السورية بحبه لسورية عليه أن يقف إلى جانب الجيش العربي السوري في مكافحة الإرهاب.
وقال الوزير المعلّم: "على الصعيد الخارجي نحن نتواصل مع الدول التي دعمت سورية منذ بداية الأزمة مثل الاتحاد الروسي وإيران ودول البريكس وهناك دول بدأت تشعر بضرورة تغيير مواقفها.. إذا كانت صادقة وجاءت إلينا للتنسيق مع الدولة السورية فنحن سنرحب بها.. ولا أستطيع أن أقول لا يوجد تنسيق.. أستطيع أن أقول إن مرحلة التحول التي طالت عندهم أربع سنوات ونصف السنة قد تستغرق بعض الوقت ولكن بدأ التحول” موضحاً “أنه لم يجر تواصل مباشر.. هناك نية بالتواصل مع بعض هذه الدول".
وحول الدعم الروسي لسورية والدعم التركي بإشراف الولايات المتحدة والغرب للتنظيمات الإرهابية أوضح المعلّم "أن العلاقات السورية الروسية علاقات تاريخية تعود إلى منتصف الخمسينيات من القرن الماضي وهي مستمرة وكل يوم تتعمق بسبب استنتاج الجانب الروسي حجم المؤامرة التي تتعرض لها سورية".
وقال السيّد المعلّم: "إن تركيا لأسباب عقائدية مرتبطة بتنظيم الاخوان المسلمين تدعم الإرهاب وتتطرف في دعمه.. وأنا كنت أراهن كل من يلتقي بي على أن تركيا لن تحارب /داعش/ لأسباب عقائدية .. وبالفعل لم تحارب /داعش/ .. تركيا تدعم تنظيم /داعش/ وتمرر السلاح والمقاتلين من اكثر من مئة دولة إلى سورية .. ولذلك كل ما يقال عن انضمام تركيا إلى /التحالف الدولي/ بقيادة الولايات المتحدة هو لعبة تركية على هذا التحالف .. لكن لا يوجد تصادم أممي على الأرض السورية”.
وعن جدوى التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة أوضح السيّد المعلّم.. “إن الولايات المتحدة تشعر الآن أن احد اسباب فشل تحالفها في القضاء على /داعش/ هو الموقف التركي .. وسمعنا عدة تصريحات امريكية تطالب تركيا بضبط حدودها”.
وقال السيّد المعلّم: “من يقرأ قرارات مجلس الامن الثلاثة التي صدرت موءخرا تحت الفصل السابع يجد انها تلزم جميع الدول بلا استثناء ان تبذل جهدها في مكافحة الارهاب .. وإذا أرادت أي دولة ان تحارب الارهاب فلتأت وتنسق مع الدولة السورية في هذا الصدد .. لا يوجد فيتو على اي دولة راغبة بصدق ان تحارب الارهاب.. لتأت الى الحكومة السورية وتقول انا جاهزة للمساعدة في مكافحة الارهاب ما عدا /اسرائيل/ العدو الحقيقي”.
وحول كيفية التأكد من صدق هذه الدول قال السيّد المعلّم: “عندما تتوقف عن دعم التنظيمات الارهابية تسليحا وتدريبا نتأكد من ذلك .. ونحن نعرف من يساعد من .. وغرف العمليات الموجودة في تركيا والاردن ماذا تفعل .. كله معروف لدينا”.
وبشأن الاتفاقات التي تمت بين تركيا والولايات المتحدة منذ فترة أوضح السيّد المعلّم “أن أردوغان يكرر لعبته وأن هذه اللعبة بدأت عندما احتجزت /داعش/ مجموعة من الدبلوماسيين في الموصل ثم افرجت عنهم ببدلهم ولم يصب أحد منهم بأذى .. انذاك كانت تركيا تتذرع للغرب بأنها لا تستطيع ان تشارك حرصا على حياة دبلوماسييها.. الان افرج عن الدبلوماسيين .. وبدأت تقول إنها لا تريد أن تحارب /داعش/ الا بعد تنفيذ ثلاثة شروط .. المنطقة العازلة في سورية .. منطقة الحظر الجوي في سورية.. وأن يكون هدف الائتلاف ضرب النظام في سورية.. لم ينصت أحد لها ولم تلب مطالبها”.
وأضاف السيّد المعلّم: “بعد فشل حكومة اردوغان في الحصول على أغلبية في الانتخابات الاخيرة بدأت تناور بأسلوب آخر وشعرت أن حزب الشعوب الديمقراطي الكردي سلخ من أصوات حزب العدالة والتنمية فلذلك تريد إلغاء هذا الحزب في الانتخابات المبكرة وافتعلت الازمة مع حزب العمال الكردستاني واعطت الاولوية لمحاربته على حساب محاربة /داعش/ واللعبة مكشوفة.. تريد إلغاء الدور الكردي في تركيا”.
وأعاد السيّد المعلّم التأكيد على أن موقف تركيا من “داعش” لم يتغير متسائلا.. كم غارة قام بها الطيران التركي على “داعش” وهل توقفت تركيا عن استقبال جرحى “داعش” في مشافيها أو أنها اغلقت مكاتب لـ “داعش” في أراضيها.
وعن الاتفاقات بين تركيا والولايات المتحدة لمحاربة تنظيم “داعش” الإرهابي أشار السيّد المعلّم الى أن هذا كلام نظري صحيح لكن على أرض الواقع لم يلمس اي فعل تركي ضد “داعش” موضحا أن الشرط الوحيد هو وقف الدعم والتمويل سواء من تركيا او السعودية أو قطر أو كل الدول التي تدعم الارهاب ووقف التسليح والتدريب وتهريب المسلحين.
وبشأن الحاجة إلى قوات صديقة داخل الأراضي السورية في ظل الامداد البشري غير المحدود للتنظيمات الارهابية قال السيّد المعلّم”. “حتى الآن برهن الجيش العربي السوري انه قادر على القيام بمهامه.. لا استطيع أن اتنبأ ماذا سيحدث في المستقبل القريب.. لكن حتى الآن الجيش العربي السوري قادر على القيام بمهامه على مختلف مساحة الوطن.. لم يصدف في التاريخ أن واجه جيش هذه المجموعات الارهابية على مساحة البلد كما يفعل الجيش العربي السوري”.
وردا على سؤال في حال طرح على الدولة السورية مسألة وجود عسكري صديق لمواجهة هذا الارهاب قال السيّد المعلّم.. “سندرس حاجة قواتنا المسلحة.. مثلا في منطقة القلمون كان هناك مشاركة فعلية في القتال بين الجيش العربي السوري والمقاومة اللبنانية.. في الزبداني موجود هذا الشيء .. عندما تستوجب الامور ذلك لا يوجد ما يمنع هذا التعاون .. لكن حتى الآن أعتقد أن الجيش العربي السوري قادر.. وما نحتاج اليه بكل صراحة هو المزيد من الذخيرة والسلاح النوعي لمواجهة التسلح النوعي للتنظيمات الإرهابية”.
وحول حديث وسائل الاعلام عن انخراط عسكري روسي في سورية أوضح السيّد المعلّم أن هناك فارقا بين انخراط عسكري روسي على الأرض وبين تقديم معونة وخبرة وتدريب على أنواع من الأسلحة وردت إلينا من الاتحاد الروسي لافتا إلى أنه “حتى الآن لا يوجد قتال على الأرض مشترك مع القوات الروسية لكن إذا لمسنا وجود حاجة فسندرس ونطلب”.
وردا على سؤال ماذا عن صحة الخبر عن وصول ضباط وخبراء وطيارين وطائرات روسية دون طيار إلى مطار اللاذقية العسكري قال السيّد المعلّم لا أستطيع تأكيد صحته أو نفيه .. لكن أقول إن التعامل بين سورية والاتحاد الروسي وبين قواتنا المسلحة والقوات الروسية تعاون استراتيجي عميق.. وكلنا استمع للرئيس بوتين في خطابه في دوشنبه واستمعنا إلى تصريحات الوزير لافروف فهم أدركوا قبل غيرهم أن مكافحة الارهاب في سورية تحتاج إلى عمليات استباقية دفاعا عن النفس وبالتالي هم صعدوا في وتيرة إمداد جيشنا بالأسلحة والذخائر.
وحول المعلومات عن أن القوات الروسية موجودة في اللاذقية لتطوير القاعدة الجوية لفت السيّد المعلّم إلى أن آخر تصريح كان لنائب رئيس الأركان الروسي الذي قال لا توجد نوايا لإقامة قاعدة روسية في سورية لكن إذا اقتضى الأمر فكل شيء ممكن .. والحقيقة لن أنفيها ولن أؤكدها وعلينا أن نفهم أن روسيا بقيادة الرئيس بوتين تقف إلى جانب الدولة السورية والحكومة الشرعية في دمشق وهي جاهزة لتقديم كل ما يمكن تقديمه عندما تقتضي الضرورة ذلك لمكافحة الارهاب.
وحول كيفية تعاطي الغرب مع هذا الموقف قال السيّد المعلّم.. “غير مهم والغرب ومعه الولايات المتحدة متآمر ويجب أن يدفع ثمن تآمره.. لكن مع الأسف هم فشلوا .. فآخر تصريح عن البنتاغون صدر قال إنهم دربوا خمسة أو ستة عناصر لمحاربة “داعش”.. لذلك أنا اقول يجب أن نتفاءل لأن الموقف الروسي موقف يعي ما يخطط لسورية وموقف يعي أخطار انتشار /داعش/ و/جبهة النصرة/ والتنظيمات المرتبطة بالقاعدة وجزء منهم شيشانيون ولذلك القرار الروسي واضح في هذا الصدد .. ونحن في سورية نرحب بهذا الموقف الروسي”.
وحول أن إحدى وسائل الاعلام المكتوبة عاد الحديث فيها عن التقسيم ويستعملون عبارة “سورية المفيدة” أشار السيّد المعلّم الى أنه منذ معركة حمص كانت النية التقسيم لكن الإرهاب فشل في حمص وفشل معه مخطط التقسيم مؤكدا أن كل شبر من سورية مفيد ومقدس والشعب السوري لن يقبل من اي أحد أن يقتطع جزءا من أرضه .. وموضوع التقسيم أصبح من الماضي.
وأضاف السيّد المعلّم: “عندما فشلوا في التقسيم عادوا إلى نغمة سقوط النظام وإلى ضرورة أن يتنحى الرئيس الأسد .. والآن فشلوا في هذه النغمة .. يقولون نقبل بالرئيس الأسد في المرحلة الانتقالية .. ومن قال لهم إن هناك مرحلة انتقالية.. لذلك يجب ألا نعلق كثيرا على ما يقال.. ومن يرد فعلا أن يكافح داعش فالحكومة السورية جاهزة للتنسيق معه بدءا من الولايات المتحدة وانتهاء بسنغافورة”.
وعن مبادرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتشكيل جبهة واسعة لمحاربة الارهاب قال السيّد المعلّم: الرئيس الروسي كان يستند إلى لقاءات قام بها مع مسؤولين عرب ولكن مع الأسف هؤلاء المسؤولون لم يطرح عليهم سوءال هل يملكون قرارهم أم ان قرارهم موجود في واشنطن .. لذلك مؤخرا الرئيس بوتين عرض على الولايات المتحدة بأن تعالوا ننسق عسكريا لمكافحة /داعش/ والارهاب وهذا كلام منطقي.
وأعرب السيّد المعلّم عن أمله بقيام جبهة عريضة لمحاربة الارهاب وقال: “نحن في سورية لا يوجد لدينا فيتو على أحد إلا أن يكون صادقا ويتوقف عن التآمر على سورية.. ربما ما يفعله الرئيس الروسي الآن قولا وفعلا هو بناء نواة لهذا التحالف العريض وهذا شيء نرحب به”.
وأكد السيّد المعلّم أن الروس لم يتأخروا عن دعم الجيش العربي السوري منذ اندلاع الأزمة.. لكن لمسوا مؤخرا ازدواجية في معايير التعامل مع سورية من قبل الغرب الذي يريد إطالة أمد الأزمة ويريد نسف ما تبقى من البنية التحتية .. وباختصار شديد يريد خدمة مصالح /إسرائيل/ .. ومن هنا جاء الدخول الروسي بهذه القوة.
ولفت الوزير المعلم الى أن التصاعد في التصريحات الروسية على لسان مختلف المسؤولين أدى إلى نتائج .. فالولايات المتحدة بدأت تتراجع عن موقفها وبالأمس قالت إننا نرحب بالتدخل الروسي لمكافحة /داعش/ .. وقالت إننا ندرس التنسيق العسكري مع روسيا لمكافحة /داعش/ مشددا على ان هذا التصعيد في التصريحات مهم جدا.. وآمل أن يستمر لأنه بدأ يحدث أثرا في الغرب.
وأوضح الوزير المعلم ان الغرب لم يصح إلا عندما وجد موجات من المهاجرين .. وعندما بدأ الارهاب يزور عواصمه مضيفا.. إن الموقف الروسي سيؤدي إلى صحوة في الغرب وهذا يهمنا كثيرا.
وقال السيّد المعلّم: “إن الاستراتيجية الأمريكية فشلت في العراق وتريد القضاء على /داعش/ ولم تستطع .. وفي سورية تريد احتواء /داعش/ ولم تفلح مؤكدا أن الدخول الروسي بهذا الزخم سيؤدي الى جر الولايات المتحدة خلفه لمكافحة /داعش/.. وعندما نلمس فعالية هذا التحرك الروسي على الأرض سيظهر للعالم بهتان الموقف الأمريكي”.
وتابع السيّد المعلّم.. بدأ حديث في الولايات المتحدة عن ذلك .. وبدأ حديث في الغرب في الصحافة الغربية أنه دون التعاون مع الدولة السورية فهذا /التحالف الدولي/ بقيادة الولايات المتحدة فاشل .. وروسيا تقول تعالوا نتعاون مع الدولة السورية في مكافحة الارهاب.
وأضاف السيّد المعلّم: الإرهاب قضية عالمية.. ليست قضية سورية أو قضية العراق.. والجميع يجب أن يكون خائفا من هذا الارهاب وخاصة أنه يقوم على أيديولوجيا متطرفة تكفيرية نبعت من الوهابية وتطرفت عنها.
وعما إذا كانت روسيا تتدخل في الشأن السوري قال السيّد المعلّم: “في أحد الأيام سألني الوزير لافروف بموسكو.. كم هو تأثير إيران على القرار السوري فأجبته.. أولا إيران بلد صديق وحليف.. وروسيا بلد صديق وحليف لكن لا إيران ولا روسيا ولا أحد في هذه الدنيا يؤثر في القرار السوري”.
وأضاف السيّد المعلّم: نحن نسمع نصائح وأي منها يلتقي مع مصالح شعبنا نسير به وما يتعارض معها لا نسير به.. لذلك الحديث عن تدخل روسي في الشؤون السورية حديث غير وارد على الاطلاق مؤكدا أن السيادة الوطنية شيء مقدس بالنسبة للسوريين.. وأي شيء يتم بالتنسيق مع الحكومة السورية وموافقتها.. وهذا ليس فيه مساس بالسيادة الوطنية وما تقوم به روسيا هو بالتنسيق المطلق مع الحكومة السورية.
وحول ما اذا كان التنسيق هو السر في التطابق والتشابه الكبير بين تصريحات أو خطاب الرئيس بوتين ومقابلة الرئيس الأسد أمس قال السيّد المعلّم.. هذا صحيح إن هناك تنسيقا عميقا على كل المستويات بيننا وبين موسكو وبيننا وبين طهران وأستطيع أن أقول لمن يرغب.. بكين.. نيودلهي.. وبرازيليا أن تدخل إلى هذا الحيز.. نحن جاهزون.
وبشأن القول بأن روسيا هي بوابة الحل في سورية وايران نافذتها أكد السيّد المعلّم.. طالما يتم ذلك في إطار التنسيق مع الحكومة السورية وتبادل الاراء والأفكار.. فإذا جاء الحل من البوابة الروسية أو الايرانية أو من كليهما فنحن نرحب به في إطار هذا التنسيق مشيرا الى ان زيارات وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف ثم معاونه حسين أمير عبد اللهيان وزياراتنا إلى موسكو كلها تأتي في إطار هذا التنسيق .. لذلك نحن نرحب بالبوابة الروسية والإيرانية وأي بوابة صديقة لسورية وتقف إلى جانبها في مكافحة الإرهاب.
وحول أن هناك من أرجع رفع لهجة روسيا في الشأن السوري من قبل المسؤولين الروس بأن أمريكا فوضت روسيا بكل ما يتعلق بالحل في سورية قال السيّد المعلّم .. أستبعد ذلك موضحا أن أمريكا لا تستطيع أن تتقاعد وترتاح من هموم الشرق الأوسط لأنها حارس أمين على مصالح /إسرائيل/ في هذه المنطقة .. لذلك لا تملك قرار التقاعد عن هذه المنطقة.. وكل ما نريده من أمريكا أن تكفينا شرورها ولا نطلب ودها .. ولذلك اذا فوضت أمريكا روسيا بمنطقتنا أهلا وسهلا .. لكن أنا أستبعد ذلك لأن هذا يتعارض مع مصالح /إسرائيل/.
وأكد السيّد المعلّم أن /إسرائيل/ طرف في الأزمة في سورية وتساعد الإرهابيين جنوب سورية سواء /جبهة النصرة/ أو/أحرار الشام/ وغيرها وتقدم لهم العناية الطبية والسلاح وخطط الهجوم والمعلومات الاستخبارية.
وقال السيّد المعلّم: إن التحالف السوري الروسي إن أمكن إطلاق كلمة “تحالف” يقوم على مبادئ وأسس أخلاقية وقانونية تحترم العهود الدولية وميثاق الأمم المتحدة .. أما التحالف السعودي الأمريكي فيقوم على المصالح المادية منذ عام 1936 أيام روزفلت والملك عبد العزيز هذا التحالف قام لأن رائحة النفط تفوح منه.
وشدد السيّد المعلّم على أن هناك فرقا كبيرا بين التحالفين متسائلا.. ما الذي يجمع الديمقراطية الامريكية مع الديمقراطية السعودية فأي ديمقراطية في السعودية اليوم مضيفا.. من يقطع الأيدي والرؤوس سوى “داعش” والسعودية .. لأن المنبع وهابي وهذه هي حليف الولايات المتحدة .. فإن زال النفط من السعودية ينتهي التحالف .. لكن في سورية لا يوجد هذا النفط بل هناك وقفة كرامة ووقفة عزة ومبادئ تلتقي مع الموقف الروسي.
وأوضح السيّد المعلّم ان تعامل روسيا وتصريحات الرئيس بوتين تقول.. إن الرئيس الأسد هو الرئيس الشرعي المنتخب وقال: عندما التقيت الرئيس بوتين خلال أول لقاء في سوشي قال لي: “أنا أحيي الرئيس بشار الأسد الذي انتخبه الشعب السوري بأغلبية 88 بالمئة”.
وحول تأكيد الرئيس الأسد أمس بأنه لا مجال لأي حوار أو حل أو تفاوض قبل دحر الإرهاب بينما تستضيف سورية دي ميستورا.. قال السيّد المعلّم: إن “دي ميستورا قدم اقتراحا لتشكيل أربعة فرق عمل من السوريين حكومة ومعارضة وجماعات مستقلة لتبادل الأفكار أو كما سماها /عصف فكري/ بشكل غير رسمي وغير ملزم حول مواضيع حددها ومستقاة من وثيقة جنيف”.
وأضاف السيّد المعلّم: “إن هناك فارقا بين أن يكون حوارا بين السوريين للبحث عن حل سياسي وبين تنفيذ الحل السياسي الذي يتم التوافق عليه.. إذ لا يمكن تنفيذ أي حل يتم التوافق عليه قبل القضاء على الإرهاب.. ولذلك نقول إن القضاء على الإرهاب هو أولوية لفتح الباب أمام الحل السياسي .. وما قاله الرئيس الأسد ينسجم مع ما قاله الرئيس بوتين أيضا في هذا الصدد وكأن بينهما تنسيقا”.
وبخصوص رد الحكومة السورية على انتهاك بريطانيا واستراليا وفرنسا اليوم للقانون الدولي وحرفها المقصود من ميثاق الأمم المتحدة قال السيّد المعلّم: “بعثنا برسالة إلى مجلس الأمن متطابقة مع رسالتنا إلى الأمين العام نوضح فيه ذلك وهذا لا يخفي حقيقة التحول في الموقف البريطاني والفرنسي والاسترالي.. ولتوضيح ذلك كانوا يقولون وخاصة الرئيس الفرنسي الأدنى شعبية في تاريخ فرنسا .. لا نريد ضرب /داعش/ حتى لا يستفيد الرئيس الأسد.. والان يريدون ضرب /داعش/ وهذا تحول مهم” مشيرا إلى أنهم عندما حاولوا خرق السيادة السورية نبهنا مجلس الأمن إلى ذلك ونأمل أن يتعظوا .. ولكن نحن مع كل جهد لمحاربة الإرهاب المتمثل في “داعش” و”جبهة النصرة”.
وعن التحول في الموقف الغربي رأى السيّد المعلّم أن أسبابه هو صمود شعبنا وجيشنا .. وأنهم بدؤوا يخطون في طريق اسمه اليأس من نجاح مبادرتهم لافتا إلى أن الفرق بين الغرب والعرب في هذه المؤامرة أن الغرب واقعي.. إذا فشل يبدأ في التغيير .. أما العربي يكابر وهذا هو الفارق.. كما أن العرب الذين اشتركوا في التآمر “قطر والسعودية” يكابرون وهم بدؤوا يدفعون ثمن هذه المكابرة بينما الغرب وجد أن هذا التحول التدريجي في موقفه هو الذي سيقوده إلى الخروج من دائرة التآمر على سورية وخاصة مع خروج مظاهرات في الغرب مؤخرا بشأن موضوع المهاجرين تظهر أن التعاطف الشعبي أكبر بكثير من الحكومة.
وحول أن هناك من يتحدث عن استنزاف سورية ببناها التحتية ومؤسساتها وشعبها أوضح السيّد المعلّم أن “هذا الكلام صحيح كان قبل سنة أو سنتين لكن الآن نحن خرجنا من عنق زجاجة الأزمة ونتجه إلى النصر وإلى إعادة الإعمار والبناء وهذه العملية مغرية ومن يرغب بأن يشارك في إعادة الإعمار فمرحب به بمعنى أن يتوقف عن التامر لذلك نجد بداية التحول بدأت”.
وتابع السيّد المعلّم: “لا أذيع سرا أنني سألتقي في نيويورك مع الرئيس التشيكي أواخر هذا الشهر وهو عضو في الاتحاد الأوروبي” مبينا أن “الرجل ملكته الجرأة الكافية ليقول سألتقي مع وزير خارجية سورية” وهذا يعني أن تشيكيا وعت قبل غيرها أهمية الحوار مع سورية وتتطلع إلى دور سياسي واقتصادي فيها .. سياسي في الحل واقتصادي في إعادة الإعمار.
وقال السيّد المعلّم: إنه “طالما أن الجيش صامد ويسجل إنجازات وطالما الشعب الذي مر بأصعب ظروف معيشته وحصاره الاقتصادي ومازال صامدا.. هذا الصمود العسكري والشعبي يقرب من لحظة النصر”.
وعن إمكانية أن تؤدي المعطيات الجديدة إلى بلورة قال السيّد المعلّم: “إن سيادة الرئيس بلقائه ناشد السوريين وهو أعلى سلطة بالبلد فماذا يحتاجون أكثر من ذلك.. وكمواطن أقول إن مناشدة سيادة الرئيس مهمة ويجب ألا نضيع هذه الفرصة وأن يعود الرشد إلى من تاه ويقول هذا وطني وهذه سورية.. وحضن الوطن واسع .. وهناك من استجاب وبدأ في العودة إلى جانب الجيش في مكافحة الإرهاب”.
وحول التفاؤل بموسكو 3 للوصول إلى جنيف 3 وما الجديد فيه بين السيّد المعلّم أنه “إذا رغب الجانب الروسي بعقد موسكو 3 فهذا يعني أن الحكومة السورية والمعارضة قبلوا استكمال جدول أعمال موسكو وهذه نقطة إيجابية إذا كان التوجه نحو جنيف 3 .. وأقول سلفا إن جنيف 3 لن ينجح دون التحضير الجيد له وسيؤول إلى الفشل كما فشل جنيف 2 .. لذلك فإن سيادة الرئيس عندما طرح موسكو 3 فقط لحرصه على التحضير الجيد لجنيف 3 لكن إذا كان التوجه نحو جنيف 3 مباشرة فأبشر بأن الأرضية غير جاهزة وهذا قلناه لـ دي ميستورا وهو يفهم ذلك”.
وعما إن كان ضيق الدول الأوروبية من وصول أعداد كبيرة من المهاجرين السوريين إليها وراء التغير أو التعديل في موقفها أوضح السيّد المعلّم أن هذا السؤال يحمل في طياته اعتراف الدول الغربية بخطأ سياساتها تجاه سورية ويؤكد على حقيقة أنهم أخطؤوا في مواقفهم تجاه سورية والمطلوب لحل أزمة اللاجئين أن يعيدوا النظر في سياساتهم ويوقفوا تآمرهم على سورية لأن العنصر الأساسي في خروج المهاجر هو فقدان الأمن والرعب من الإرهاب.
وتابع السيّد المعلّم: ” إن الأوروبيين يتحملون مسؤولية وأخطاء سياساتهم وإذا أرادوا معالجة هذا الموضوع فعليهم إعادة النظر في سياساتهم وهذا ربما هو سبب أن بعض الأوروبيين بدأ يغير مواقفه” مشيرا إلى أنه لا أحد يستطيع الإجابة عن الوقت أو الإجابة نيابة عنهم لكن طالما أنهم يشعرون بفداحة الأزمة فعليهم أن يسرعوا في تعديل مواقفهم .. ونحن نتحمل إذ تحملنا أربع سنوات ونصف السنة .. ومع ذلك سنواصل التحمل ولا أحد يقدر الوقت ولسنا وحدنا أصحاب قرار لأن القرار يتخذه الآخرون بأن يقفوا ويعيدوا النظر في تامرهم .. وهذا شيء أساسي ونأمل ألا يدفعوا ضحايا في بلدانهم حتى يحدث هذا.
وأوضح السيّد المعلّم أن معظم المهاجرين خرجوا من مناطق النزاع ومناطق تسيطر عليها المجموعات المسلحة ومن مخيمات في تركيا وغيرها وسلطة الحكومة السورية هناك محدودة .. حيث يجب على الغرب إعادة النظر في سياسته لتمكين الدولة السورية من تأمين فرص عمل لهم ومن تأمين حياة معيشية أفضل .. ولا نستطيع فعل ذلك في ظل عقوبات أوروبية على الدولة السورية إذ يجب رفع هذه العقوبات.
وأضاف السيّد المعلّم: إن “التآمر ليس فقط بتمويل وتسليح الإرهابيين بل تآمر اقتصادي على معيشة المواطن إذ كيف تستطيع الدولة تأمين أدوية سرطانية من الشركات الغربية للمواطنين طالما لا تستطيع تحويل الدولار.. لذلك التحول في الموقف الأوروبي يجب أن يكون تحولا شاملا ويسعى لرفع العقوبات عن المواطن السوري” .
وردا على سؤال.. إنه لا يمكن الحديث عن حل سياسي أو حل مسألة المهاجرين إلا بعد القضاء على الإرهاب أوضح السيّد المعلّم “الآن إذا السير بجبهة عريضة من الدول في مكافحة الإرهاب وفي نفس الوقت البحث مع الآخرين عن حل سياسي فإن هذا لا يتعارض مع هذا .. لكن ما يتعارض هو كيف تطبق ما يتم التوافق عليه على أرض الواقع .. فهذا يتعارض مع وجود الإرهاب .. أما البحث عن حل سياسي فلا توجد مشكلة طالما جهدك في مكافحة الإرهاب مستمر”.
وأكد السيّد المعلّم أن الأزمة التي مرت على سورية هي أزمة غير مسبوقة في التاريخ الدولي إذ لا يوجد بلد تعرض لمؤامرة تقودها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وعرب الخليج كما تعرضت سورية وقاومت وصمدت واستمرت .. وهذا الواقع يعطي أملا في المستقبل وهذه الأزمة كشفت أخطاءنا التي علينا تجاوزها ومعالجتها كما كشفت الفساد وهوآفة الآفات في أي بلد ويتوجب علينا معالجتها.
وختم السيّد المعلّم بالقول: إن أحسنا التخطيط والقرار في رسم مستقبل سورية فإن مستقبلنا واعد وإذا أخذنا ملف إعادة الإعمار وبدأنا فيه فلن يبقى لدينا عمال من دون عمل وهذا يعالج مشكلة اجتماعية كبرى إذ يجب النظر إلى معيشة المواطن ورفع المعاناة عنه .. ويجب أن نشعر فعلا كمسؤولين وكمواطنين أن هذا البلد بلدنا ندافع عنه ونزيل الفساد منه ونبنيه ونشعر ببعضنا كمواطنين وهذه سورية التي نأمل الوصول إليها.