- الرئيسية
-
وزير الخارجية والمغتربين
- وزارة الخارجية والمغتربين
-
سورية
-
بيانات رسمية
دمشق 31-03-2015
أكد السيد الرئيس بشار الأسد أن كل صراع لابد له أن ينتهي بالحوار وبحل سياسي بين الأطراف المختلفة وهذا ما تفعله سورية على مدى العامين الماضيين عبر التعامل مباشرة مع المجموعات المسلحة وقد نجحنا في التوصل إلى عدد من المصالحات.
وقال الرئيس الأسد في مقابلة مع قناة (سي بي اس نيوز) الأمريكية: إن أي حوار هو شيء جيد لكن دون انتهاك السيادة السورية وخصوصا ما يتعلق بمحاربة الإرهاب.
وفيما يلي النص الكامل للمقابلة:
السؤال الأول..
سيادة الرئيس شكرا لكم للسماح لنا بإجراء هذه المقابلة التي طلبناها لأن بلادكم في حالة حرب منذ أربع سنوات. إنها أزمة إنسانية.. وقد تكون الأسوأ على سطح الأرض حاليا. لقد قتل أكثر من 200 ألف سوري وبات هناك أربعة ملايين لاجئ.. وعشرة ملايين أصبحوا دون مأوى. لقد انخفض وسطي العمر المتوقع للسوريين.. وبات 50 بالمئة من أراضيكم محتلا من القوى المعادية. لقد أصبحت ساحة معارك لقوى أجنبية. ما الذي سيحدث بعد هذا… نسأل لأننا رأينا.. ومنذ زيارتنا الأخيرة لكم.. ظهور”داعش” ودخول حزب الله إلى سورية.. ورأينا قلقا أمريكيا متزايدا حيال “داعش” إلى الحد الذي دفع الرئيس.. وخصوصا وزير الخارجية.. للقول إن ثمة حاجة للتوصل إلى تسوية تفاوضية.
الرئيس الأسد..
في الواقع لقد احتوت مقدمة سؤالك أرقاما مبالغا بها.. لكن ليست هذه هي القضية. أنا دائما أدعو وسائل الإعلام الغربية والمسؤولين إلى ألا يتعاملوا مع هذه القضية كمجرد أرقام إحصائية.. لأن القضية تتعلق بأسر فقدت أحبة لها. إنها مأساة طالت كل أسرة سورية.. وأشخاص خسروا مصادر رزقهم.. وبالتالي سواء كان عدد هؤلاء بضعة آلاف أو مئات الآلاف إنها مأساة. أما ما يتعلق بماذا بعد.. فإن كل صراع لا بد له أن ينتهي بالحوار.. بحل سياسي بين الأطراف المختلفة. وهذا ما نفعله في سورية على مدى العامين الماضيين.. أعني التعامل مباشرة مع المجموعات المسلحة. وقد نجحنا في التوصل إلى عدد من المصالحات.
فيما يتعلق بظهور”داعش” في سياق الأحداث الجارية في سورية خلال السنوات الأربع الماضية.. فإن “داعش” لم تظهر فجأة لأن من المستحيل أن يظهر شيء.. أكبر مما يمكن أن نطلق عليه المنظمة وأصغر من دولة.. مع كل هذه الموارد المالية والبشرية دون دعم خارجي ودون أن يكون قد تم إعدادها بشكل تدريجي ومتعاظم لوقت طويل قبل ظهورها المفاجئ خلال الصيف الماضي. إذن.. إن تعبير “ظهور داعش” ليس دقيقا تماما. لقد كان ذلك نتيجة أحداث حدثت خلال بداية الصراع. وقد ذكرنا في تصريحاتنا عدة مرات.. لكن لا أحد في الغرب كان يصغي إلينا.. إذا عدنا لتصريح كيري فيما يتعلق بالحوار.. فما لدينا في سورية هو مجرد تصريحات.. ولا شيء ملموسا حتى الآن. ليس هناك وقائع جديدة فيما يتعلق بالمقاربة السياسية للولايات المتحدة حيال الوضع لدينا.. أو حيال الصراع في سورية. لكن من حيث المبدأ.. بوسعنا القول.. نحن في سورية.. إن كل حوار هو أمر إيجابي.. وسنكون منفتحين على أي حوار مع أي جهة.. بما في ذلك الولايات المتحدة.. فيما يتعلق بأي شيء.. استنادا إلى الاحترام المتبادل ودون انتهاك السيادة السورية.
وأيضا من حيث المبدأ أقول إن هذه المقاربة الجديدة من الولايات المتحدة ليس فقط حيال سورية.. بل حيال أي قضية أخرى.. إن الحوار أمر إيجابي.. لكن علينا أن ننتظر لنرى ما يحدث في الواقع.
السؤال الثاني..
ما شكل الاتصالات الجارية بين حكومتكم والحكومة الأميركية…
الرئيس الأسد..
ليس هناك أي اتصال مباشر.
السؤال الثالث..
ليست هناك أي اتصالات على الإطلاق…
الرئيس الأسد..
لا.
السؤال الرابع..
ليس هناك أي حديث عن شكل التسوية التي يمكن التوصل إليها.. أو أي حديث عن كيفية محاربة “داعش”…
الرئيس الأسد..
ليس هناك شيء حتى الآن. ولهذا فإن الولايات المتحدة…
السؤال الخامس..
لا شيء حتى الآن…
الرئيس الأسد..
لا شيء حتى الآن. حتى هذه اللحظة ليس هناك شيء.
أي حوار هو شيء جيد لكن دون انتهاك السيادة السورية
السؤال السادس..
هل تريد لذلك أن يحدث…
الرئيس الأسد..
من حيث المبدأ.. كما قلت.. فإن أي حوار هو شيء جيد لكن دون انتهاك السيادة السورية.. وخصوصا ما يتعلق بمحاربة الإرهاب. إن إيجاد وسيلة لإلحاق الهزيمة بالإرهاب قضية مهمة بالنسبة لنا في الوقت الراهن.
أي شيء يتعلق بالسياسة السورية الداخلية ينبغي أن يتم التعامل معه من الشعب السوري
السؤال السابع..
لكن السؤال هو ما الذي أنتم مستعدون لفعله… بلدكم هو الذي يعاني. ما الذي أنتم مستعدون لفعله فيما يتعلق بالمفاوضات… إذا كان جزء من العملية يتعلق بتشكيل حكومة انتقالية.. تتخلون فيها عن السلطة.. هل أنتم مستعدون لفعل ذلك…
الرئيس الأسد..
أي شيء يتعلق بالسياسة السورية الداخلية ينبغي أن يتم التعامل معه من الشعب السوري.. وليس أي أحد آخر. لن نناقش هذا مع الأميركيين ولا مع أي جهة أخرى. هذا يتعلق بنظامنا السياسي.. بدستورنا.. بقوانيننا وبإجراءاتنا. يمكننا أن نتعاون معهم فيما يتعلق بمحاربة الإرهاب والضغط على البلدان المختلفة.. مثل تركيا والسعودية وقطر وبعض حلفائهم في أوروبا الذين يدعمون الإرهابيين سياسيا وماليا وبالوسائل العسكرية.
كل صراع حتى لو كان حربا ينبغي أن يكون له حل سياسي
السؤال الثامن..
لا يمكن لهذا الصراع أن يحسم عسكريا. هل تتفق مع هذا الاستنتاج…
الرئيس الأسد..
نعم.. بالتأكيد. كل صراع.. حتى لو كان حربا.. ينبغي أن يكون له حل سياسي.
السؤال التاسع..
إذن.. ما خارطة الطريق التي لديكم للتوصل إلى حل سياسي… ما شكل هذه الخارطة…
الرئيس الأسد..
هناك مستويات مختلفة. هناك المستويات الداخلية.. والمستويات الإقليمية والمستويات الدولية. كما أن هناك وسائل مختلفة في الوقت نفسه. الأهم في كل هذا هو الجانب المحلي. وهذا ينبغي التعامل معه على محورين.. قيام حوار بين السوريين حول كل شيء.. بما في ذلك النظام السياسي.. وأي تفاصيل أخرى يمكن أن تمضي أبعد من ذلك وتتناول مستقبل البلاد..بالطبع.ثانيا.. قيام حوار مباشر مع المجموعات المسلحة كما فعلنا خلال السنتين الماضيتين لمنح أفرادها العفو كي يتخلوا عن أسلحتهم ويعودوا إلى حياتهم الطبيعية.
السؤال العاشر..
عندما تتحدث عن الجماعات المسلحة.. من تعني بذلك…
الرئيس الأسد..
بعضهم إرهابي.. وبعضهم تورط في الأحداث ولأسباب مختلفة. إذن.. كل من يحمل سلاحا ويحاول تدمير البنية التحتية أو مهاجمة الناس أو التسبب بالضرر أو انتهاك القانون في سورية ينتمي إلى الجماعات المسلحة.
السؤال الحادي عشر..
لكن قدرا كبيرا من السلطة موجود بين يديك فيما يتعلق بالانخراط في هذه العملية. أعني أنهم إذا طلبوا منك التنحي قبل التفاوض.. فإن ذلك غير مقبول بالنسبة لك…
الرئيس الأسد..
تعني من المسلحين…
لا علاقة لأي طرف خارجي بمستقبل سورية
السؤال الثاني عشر..
لا.. أعني الولايات المتحدة.. وروسيا.. والأطراف التي ستشارك في هذه المفاوضات.
الرئيس الأسد..
لا علاقة لأي طرف خارجي بمستقبل سورية.. بالدستور.. أو الرئيس أو أي شيء من هذا القبيل. لن نناقش هذه المسائل معهم. هذه قضية سورية. وعندما يريد الشعب السوري تغيير رئيسه.. فإن ذلك سيحدث مباشرة وفي اليوم نفسه.. حتى لو بالغنا في ذلك. لكن ينبغي أن يحدث ذلك من خلال عملية سياسية وعملية دستورية. هكذا يتغير الرؤساء وليس عن طريق الإرهاب والتدخل الخارجي.
السؤال الثالث عشر..
يقول البعض إن ظهور “داعش” كان أفضل شيء يحدث بالنسبة لكم.. وإن بعض الأشياء التي فعلتموها استفاد منها “داعش”. بسبب ما فعله “داعش” وبسبب محاربتكم للمعتدلين في بلادكم.. في إطار الربيع العربي.. الذين أرادوا تحقيق درجة أكبر من الديمقراطية. وأنتم.. في محاولتكم لسحق هؤلاء.. سمحتم لـ “داعش” بالنمو.
الرئيس الأسد..
لنعد إلى ما قاله الرئيس أوباما في إحدى مقابلاته مؤخرا.. عندما قال إن المعارضة المعتدلة في سورية هي وهم. هذا ما قاله الرئيس أوباما بوضوح.. وقد قلنا دائما إنه ليست هناك معارضة معتدلة. مرة أخرى.. فإن ظهور “داعش” لم يحدث فجأة. لقد بدأ تقطيع الأعضاء والرؤوس وأكل قلوب الضحايا منذ البداية.. وحتى قطع الرؤوس بدأ منذ بداية الصراع.. بدأ مع ما وصفوه بـ “المعارضة المعتدلة”.. ثم استمر مع “النصرة” ومن ثم مع “داعش”. إذن.. ما الذي حدث مع هذه المجموعات الثلاث.. بما فيها “داعش”… هاجموا القواعد العسكرية.. وقتلوا جنودنا ودمروا اقتصادنا.. طبقا لهذا المنطق كيف يمكن لذلك أن يكون أفضل شيء حدث لي… بأي منطق… بأن أخسر… بأن تدمر بلادي… بأن يقتل أنصاري.. وأن يقتل المدنيون… بأي منطق يمكن أن يكون ذلك أفضل شيء حدث لي أو للحكومة… هذا غير منطقي.. وغير واقعي ولا يمكن قبوله.
السؤال الرابع عشر..
مرة أخرى أعود إلى فكرة كيف أن الواقع الجديد الذي فرضه “داعش” غير الظروف. مع اكتساب هذا التنظيم قدرا متزايدا من القوة.. ما التغييرات الجديدة التي ترونها في الموقف منكم ومن الحكومة السورية…
الرئيس الأسد..
هل تقصد فيما يتعلق بالغرب…
السؤال الخامس عشر..
نعم.
الرئيس الأسد..
أعتقد أن الغرب غير حساباته بعد صعود “داعش”.. لكن ذلك لا يعني أنه غير مقاربته للصراع في سورية.. أو في العراق.. أو في منطقتنا إجمالا. لا أعتقد أنهم تعلموا الدرس جيدا. نتيجة لذلك فإنهم لن يغيروا مسار الأحداث.. لأنه منذ بداية المشكلة كانت المقاربة من منظور غربي تغيير النظام أو تغيير الرئيس أو الحكومة التي ليست على هواهم.. وهم مستمرون في التحرك في الاتجاه نفسه. لهذا السبب لم يتغير شيء ملموس بعد.. بل مجرد المظاهر والأولويات. الأولوية هي محاربة “داعش”.. لكن ذلك لا يعني أن أولويتهم التخلص من “داعش”.
السؤال السادس عشر..
كيف ترى تعاون الولايات المتحدة مع سورية فيما يتعلق بـ “داعش”…
الرئيس الأسد..
ليس هناك تعاون مباشر.
السؤال السابع عشر..
لكن كيف ترى المستقبل…
الرئيس الأسد..
في المستقبل.. ينبغي أن يكون هناك حوار مباشر لمحاربة الإرهاب.. لأن الإرهاب موجود على أرضنا.. على ترابنا. لا يستطيعون هزيمته دون تعاوننا.. ودون معلوماتنا.. لأننا نعيش معه ونعرف الواقع ونعرف كيف نهزمه.
السؤال الثامن عشر..
معظم الناس يعتقدون أن هناك تعاونا غير رسمي.. وأن ذلك يحدث من خلال العراق.. وأنه يتم إبلاغ سورية بشكل ما بتوقيت حدوث الضربات الجوية من الولايات المتحدة.. لأنهم يحصلون على تلك المعلومات من العراق.
الرئيس الأسد..
من طرف ثالث.. ليس فقط من العراق. هناك أكثر من بلد يخبرنا بأنهم سيبدؤون بهذه الحملة.
السؤال التاسع عشر..
كيف يحدث ذلك…
الرئيس الأسد..
ماذا تعني…
السؤال العشرون..
كيف تحصلون على المعلومات…
الرئيس الأسد..
فيما يتعلق بالضربات…
السؤال الحادي والعشرون..
نعم.
الرئيس الأسد..
تقصد كيف يحدث ذلك على الأرض فيما يتعلق بـ “داعش”…
السؤال الثاني والعشرون..
نعم. كيف تحصلون على المعلومات حول الضربات الجوية الأميركية حيث يتمكنون من تنسيق ما يفعلونه.. حيث لا يقصفون قواتكم.
الرئيس الأسد..
من خلال طرف ثالث.. وكان من الواضح جدا أن هدفهم كان مهاجمة “داعش”.. وليس الجيش السوري.. وهذا ما حدث حتى الآن.
السؤال الثالث والعشرون..
الطرف الثالث يعني العراق.. من غير العراق…
الرئيس الأسد..
العراق وبلدان أخرى. يخبرنا بذلك مسؤولون روس.
السؤال الرابع والعشرون..
مسؤولون روس.. مسؤولون عراقيون…
الرئيس الأسد..
مسؤولون عراقيون.
السؤال الخامس والعشرون..
يبلغونكم بالنوايا الأميركية…
الرئيس الأسد..
تماما.. وبالتفصيل الذي ذكرته الآن.
السؤال السادس والعشرون..
ما مستوى تلك المعلومات… هل يقتصر ذلك على الضربات الجوية.. أم تتطرق المعلومات إلى أنشطة أخرى تحدث على الأرض…
الرئيس الأسد..
لا.. ليست هناك تفاصيل. هناك عناوين فقط.. والمبدأ هو أنهم سيهاجمون “داعش” في سورية والعراق خلال الأيام القليلة القادمة. هذا ما سمعناه.. وليس أي شيء آخر.
السؤال السابع والعشرون..
عندما أسقطتم الطائرة الأميركية دون طيار.. هل كنتم تعرفون أنها كانت طائرة أميركية…
الرئيس الأسد..
لا.. لأنه ما من طائرة دون طيار.. أو أي طائرة ستقول لك.. “أنا أميركية”. إذن.. عندما تكون هناك طائرة أجنبية في فضائك الجوي.. تسقطها. هذه هي القواعد العسكرية.
السؤال الثامن والعشرون..
ما مقدار الفائدة التي تحصلون عليها من الضربات الجوية الأميركية في سورية في تقليص قوة “داعش”…
الرئيس الأسد..
في بعض الأحيان.. قد تكون لذلك منافع محلية.. لكن بشكل عام.. إذا أردت أن تتحدث فيما يتعلق بـ “داعش”.. فإنه يتوسع أكثر منذ بداية الضربات.. وليس كما يسعى الأميركيون إلى تجميل الواقع عندما يقولون إن الأمور تتحسن.. أو إن “داعش” قد هزم. في الواقع ما يحصل هو العكس. “داعش” يجند المزيد من الأفراد. تشير بعض التقديرات إلى أنهم يجندون نحو 1000 فرد جديد كل شهر في سورية والعراق. إنهم يتوسعون في ليبيا.. وقد أعلن العديد من المنظمات الأخرى المرتبطة بالقاعدة ولاءه لـ “داعش”. إذن.. هذا هو الوضع.
السؤال التاسع والعشرون..
ما مساحة الأراضي التي يسيطرون عليها في سورية.. هل يسيطرون على نحو 50 بالمئة…
الرئيس الأسد..
إنها ليست حربا نظامية.. وليست هناك معايير. “داعش” ليس جيشا يتوغل في مساحات معينة. إنهم يحاولون اختراق أي منطقة لا يوجد فيها الجيش. وعندما يكون هناك سكان فإن المسألة تتعلق بحجم الحاضنة الشعبية التي تتوافر لهم. هذه هي المسألة.. إلى أي حد تمكنوا حتى الآن من كسب القلوب والعقول.
السؤال الثلاثون..
كيف تقيسون ذلك…
الرئيس الأسد..
لا تستطيع قياسه.. لكن يمكنك أن تعرف أن أغلبية الناس الذين عانوا من “داعش” باتوا يؤيدون الحكومة. وبالطبع فإن بقية الشعب السوري تخاف من “داعش”. لا أعتقد أنهم يكسبون.. أعتقد أنهم خسروا القلوب والعقول.
السؤال الحادي والثلاثون..
هل خسروا كثيرا…
الرئيس الأسد..
نعم.. لقد خسروا باستثناء الأشخاص العقائديين الذين لديهم ايديولوجية وعقلية وهابية.
السؤال الثاني والثلاثون..
هل لك أن تشرح لي لماذا يهرب الناس إلى مخيمات اللاجئين في الأردن وتركيا. ما الذي يهربون منه… الجيش السوري…
الرئيس الأسد..
لا.. تلك المخيمات تم بناؤها قبل أن يكون هناك أي صراع حقيقي في سورية.. وبالتالي كانت خطوة متعمدة لتستخدم كعنوان إنساني.. ولتستخدم ضد سورية كذريعة للتدخل العسكري. هكذا بدأت. في وقت لاحق.. بدؤوا بمنح الأشخاص حوافز للهروب إلى هذه المخيمات. أغلب الذين هربوا فعلوا ذلك بسبب الإرهاب.. وسأعطيك مثالا على ذلك. في الانتخابات الرئاسية.. صوت معظم اللاجئين في لبنان.. على سبيل المثال.. وحتى في الأردن للرئيس.. وليس ضد الرئيس. هذا مؤشر ملموس ولا تستطيع تجاهله.. إذن لم يهربوا من الجيش السوري. لو هربوا من الجيش السوري لكانوا….
السؤال الثالث والثلاثون..
لقد التقيت بعضهم في مخيمات اللاجئين في الأردن.. ووجدت أنهم يخافون من الجيش السوري.. كانوا يخشون من تبعات أن يعرف الناس أنه أجريت مقابلات معهم.. وبالتالي كانوا يحجمون عن إعطاء أسمائهم ومكان وجودهم.. لكنهم كانوا قد هربوا خوفا من الجيش السوري.
الرئيس الأسد..
يمكن لهذا أن يحدث بالطبع. هناك أشخاص من مختلف الشرائح.. وهناك تصورات مختلفة.لا نقول إن الجميع هربوا بسبب الإرهابيين. البعض هرب بسبب الوضع.. ليس من الجيش السوري ولا من الإرهابيين. أرادوا فقط أن يكونوا في مكان أكثر أمانا. ولذلك.. هناك أسباب مختلفة للجوء.
السؤال الرابع والثلاثون..
هناك رقم آخر مخيف بالنسبة لي وهو أن 90 بالمئة من الضحايا المدنيين.. /90/بالمئة.. يقتلون من الجيش السوري.
الرئيس الأسد..
كيف توصلت إلى تلك النتيجة…
السؤال الخامس والثلاثون..
صدر تقرير بهذا الصدد خلال الأشهر الستة الماضية.
الرئيس الأسد..
حسنا.. كما قلت من قبل.. فإن هذه ليست حربا تقليدية.. ولا يتعلق الأمر بالسيطرة على الأرض.. بل تتعلق بكسب عقول وقلوب السوريين. لا نستطيع أن نكسب عقول وقلوب السوريين بينما نحن نقتل السوريين.. لا يمكن أن نبقى في هذا الموقع كحكومة.. وأنا كرئيس.. بينما يحاربني العالم بأسره.. معظم بلدان العالم.. والقوى العظمى.. والقوى الإقليمية وشعبي. هذا مستحيل.. أعني أن هذا المنطق لا يستقيم. هذا غير واقعي.. وهو يتناقض مع مصلحتنا كحكومة. ما الذي نستفيده من قتل الناس… ما الفائدة التي نحققها من قتل الناس…
السؤال السادس والثلاثون..
يقال إن ثمة أسلحة حربية استخدمت ويحتقرها معظم الناس. أحد هذه الأسلحة يتمثل في غاز الكلور. يعتقدون أن هذا السلاح استخدم هنا. قالوا إن ثمة أدلة على ذلك وإنهم يريدون أن يكون لهم الحق بالتفتيش لمعرفة من أين أتى هذا السلاح. وكما تعرفون فقد استخدمت البراميل المتفجرة التي يتم إسقاطها من المروحيات. والجهة الوحيدة التي لديها مروحيات هي الجيش السوري. وبالتالي فإن ثمة بعض الأعمال الحربية التي يزدريها المجتمع…
الرئيس الأسد..
دعني أجبك عن ذلك.. لأن هذا مهم جدا. هذا جزء من الحملة الدعائية الخبيثة ضد سورية. أولا.. غاز الكلور ليس غازا عسكريا.. بل تستطيع شراءه في أي مكان.
السؤال السابع والثلاثون..
لكن يمكن أن يصبح سلاحا.
الرئيس الأسد..
لا.. لأنه ليس فعالا جدا. إنه لا يستخدم كغاز عسكري. هذا بدهي. الأسلحة التقليدية أكثر أهمية من الكلور.. ولو كان فعالا جدا.. لكان استخدمه الإرهابيون على نطاق واسع. لكن.. ولأنه غير فعال.. فإنه لا يستخدم كثيرا.
السؤال الثامن والثلاثون..
إذن لماذا لا تسمح لهم بالقدوم والتفتيش لمعرفة ما إذا كان قد استخدم…
الرئيس الأسد..
لقد سمحنا بذلك.
السؤال التاسع والثلاثون..
لا تمانع في ذلك…
الرئيس الأسد..
طبعا. نحن دائما نطلب من وفود.. وفود حيادية أن تأتي وتحقق. لكن ما أقصده هو أنه من الناحية المنطقية والواقعية لا يمكن استخدامه عسكريا. هذا جزء من الدعاية الإعلامية لأنه كما تعرف فإن وسائل الإعلام تعمل على مبدأ أن رائحة الدماء تجتذب الاهتمام. ولذلك فإنها تبحث عن شيء يجتذب هذا الاهتمام وهو في هذه الحالة غاز الكلور والبراميل المتفجرة. قضية البراميل المتفجرة مهمة جدا.. ما هذه البراميل المتفجرة… يقولون إن البرميل المتفجر قنبلة تقتل الناس دون تمييز لأنها ترمى دون تصويب. هذا غير واقعي لأن ما من جيش يستخدم قنبلة دون تصويب.. والدليل على ما أقول انك لا تتحدث عن شكل القنبلة وتسميها برميلا أو قنبلة اسطوانية أو أي شيء من هذا القبيل. انظر إلى الطائرات الأميركية دون طيار التي تستخدم أحدث التكنولوجيا.. والتي تستخدم في الباكستان وأفغانستان واليمن وتحمل بصواريخ تستعمل أحدث التقنيات ورغم ذلك قتلت من المدنيين الأبرياء أكثر مما قتلت من الإرهابيين. وبالتالي فإن الأمر لا يتعلق بقنابل لا يتم تصويبها وتقتل الناس دون تمييز. المسألة تتعلق بالطريقة التي تستخدم بها.
السؤال الأربعون..
لكنك تعترف بأنكم استخدمتموها. هل تستخدمون البراميل المتفجرة…
الرئيس الأسد..
ليس هناك شيء يدعى براميل متفجرة. هناك قنابل.. وجميع القنابل تستخدم للقتل وليس في الدغدغة.
السؤال الحادي والأربعون..
معظم الناس يفهمون المقصود بالبراميل المتفجرة. أعني أنهم يفهمون كيف يتم تصنيعها.. وكيف توضع في برميل.. ويفهمون كيف يتم رميها من المروحيات.
الرئيس الأسد..
لا.. لدينا في سورية صناعة عسكرية متقدمة منذ سنوات.. بل منذ عقود لسنا بحاجة لتصنيع قنابل بدائية وخبيثة جدا. لقد استخدم هذا المصطلح فقط لشيطنة الجيش السوري.. هذا كل ما هنالك. إنه جزء من الحملة الدعائية.
السؤال الثاني والأربعون..
إذا كانت البراميل المتفجرة قد استخدمت من الجيش السوري.. فهل ستأمر الجيش السوري بالتوقف عن استخدام البراميل المتفجرة…
الرئيس الأسد..
مرة أخرى.. ما هذا المصطلح.. ما البرميل المتفجر… أعني هل تصف الصاروخ الذي تستخدمه…
كل حرب شريرة وكل حرب سيئة ليست هناك حرب حميدة
السؤال الثالث والأربعون..
إنها قنبلة تتسبب بسقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين.
الرئيس الأسد..
أي قنبلة أو صاروخ أو حتى رصاصة مصممة للقتل.. لكن ليس قتل المدنيين. ليست هناك وسيلة عسكرية مصممة لغير القتل. لكن الأمر يعتمد على كيفية استخدامها وليس على طبيعة القنبلة ذاتها. إذا أردت أن تتحدث عن الضحايا.. فتلك قضية أخرى. كل حرب شريرة.. وكل حرب سيئة. ليست هناك حرب حميدة. الحروب سيئة لأنها تتسبب دائما بسقوط قتلى. هذا لا علاقة له بأنواع القنابل أو الرصاص أو ما إلى ذلك. هذه قضية مختلفة تماما.
السؤال الرابع والأربعون..
إذن.. هل تنكر أنه يتم استخدام البراميل المتفجرة لقتل عدد كبير من الناس…
الرئيس الأسد..
مرة أخرى.. أقول إننا نستخدم قنابل.. ونستخدم صواريخ.. ونستخدم أشياء أخرى.. نستخدم الرصاص. لا تصف الصواريخ من حيث شكلها.. سواء كان شكلها برميليا.. أو كرويا أو اسطوانيا. لا تصفها بهذه الطريقة.. إننا نستخدم أسلحة.. وإذا كانت تتسبب بسقوط ضحايا.. فإن ذلك خطأ يحدث في أي حرب.. لكن هدفك دائما هو قتل الإرهابيين وليس قتل المدنيين.. لأنك تحظى بدعم الشعب ولا تستطيع قتله.
السؤال الخامس والأربعون..
لكنك تقر بأن هذه البراميل المتفجرة يتم رميها من المروحيات.
الرئيس الأسد..
إن كيفية رميها هي قضية تقنية.. قضية عسكرية.
السؤال السادس والأربعون..
لكن فقط…
الرئيس الأسد..
لا.. أنت تستطيع أن ترمي القنابل من أي طائرة. يمكنك رميها بوساطة الصواريخ. لا يترتب عليك بالضرورة استخدام المروحيات. تستطيع استخدامها بأي طريقة كانت.
السؤال السابع والأربعون..
لكن.. إذا كنت أفهمك بشكل صحيح.. فأنت تقر بأنه يتم استخدام البراميل المتفجرة.. لكنها من وجهة نظرك كأي قنابل أخرى.. وليست بالضرورة مختلفة عن أي أسلحة أخرى. يبدو لي أن هذا ما تقوله.
الرئيس الأسد..
ليس لدينا قنابل تسمى براميل متفجرة. هذا المصطلح تستخدمه وسائل الإعلام. إنه ليس موجودا لدينا. إن الأسماء التي تعطى لهذه القنابل أمر يتعلق بالإعلام. استخدمته المجموعات المسلحة ومن ثم تم تبنيه من الغرب من أجل شيطنة الجيش السوري. ليست لدينا براميل متفجرة تقتل الناس دون تمييز. إذا كانت لديك قنبلة قوية أو ضعيفة.. أو ما إلى ذلك.. أعني تستطيع أن تسميها ما شئت. لدينا قنابل عادية.. وأسلحة تقليدية. هذا ما لدينا.
السعودية نظام استبدادي من القرون الوسطى يعيش خارج التاريخ ويستند إلى ايديولوجية وهابية ظلامية
السؤال الثامن والأربعون..
كنت تتحدث دائما عن خطر نشوب حرب أوسع في الشرق الأوسط. دعني أتحدث عن الأطراف المعنية.. وقدم لي توصيفك لها. دعني أبدأ بالسعودية.
الرئيس الأسد..
السعودية نظام استبدادي من القرون الوسطى يعيش خارج التاريخ ويستند إلى ايديولوجية وهابية ظلامية. في الواقع فإنها نتيجة زواج بين الوهابية ونظام سياسي قائم منذ مئتي عام. هكذا نراها.
السؤال التاسع والأربعون..
وما علاقتها بـ “داعش”…
الرئيس الأسد..
لهما نفس الايديولوجيا ونفس الخلفية.
السؤال الخمسون..
إذن “داعش” والسعودية وجهان لعملة واحدة…
الرئيس الأسد..
نعم.. لهما نفس الايديولوجيا.
السؤال الحادي والخمسون..
الايديولوجيا نفسها.
الرئيس الأسد..
الايديولوجيا الوهابية. إنها تستند إلى كتب الوهابيين في السعودية.
السؤال الثاني والخمسون..
إذن.. تعتقد أن الوهابيين لهم نفس ايديولوجيا “داعش”…
الرئيس الأسد..
تماما.. بالتأكيد. وهذا لا ينطبق فقط على “داعش” بل على القاعدة و”جبهة النصرة”أيضا. هذا ليس شيئا اكتشفناه أو نحاول ترويجه. إنهم يستخدمون نفس الكتب لشحن الناس عقائديا.
السؤال الثالث والخمسون..
ماذا عن تركيا…
الرئيس الأسد..
الأمر في تركيا يتعلق بأردوغان. إنه متعصب للإخوان المسلمين. هذا لا يعني أنه عضو فيها.. لكنه متعصب لها.
أردوغان متعصب للإخوان المسلمين ويعاني من جنون عظمة سياسي
السؤال الرابع والخمسون..
الرئيس أردوغان…
الرئيس الأسد..
متعصب للإخوان المسلمين ويعاني من جنون عظمة سياسي ويعتقد أنه أصبح سلطان العصر الحديث.. في القرن الحادي والعشرين.
السؤال الخامس والخمسون..
تعتقد أنه يستطيع إغلاق الحدود لو أراد…
الرئيس الأسد..
نعم.. بالطبع.. بالتأكيد. إنه لا يكتفي بتجاهل عبور الإرهابيين إلى سورية.. بل إنه يدعمهم لوجستيا وعسكريا بشكل مباشر ويومي. وإذا أخذت مثالا مدينة كوباني أو عين العرب.. حيث كان الأكراد يحاربون “داعش” وحيث بدأت الضربات الجوية الأميركية.. استغرقهم الأمر أربعة أشهر لتحرير تلك المدينة الصغيرة ليس فقط لأن تلك الضربات الجوية كانت تجميلية كما قلنا.. لكن بسبب الدعم التركي المباشر لـ “داعش”…
السؤال السادس والخمسون..
هل كانوا يساعدونهم بشكل مباشر…
الرئيس الأسد..
بشكل مباشر.
السؤال السابع والخمسون..
نقل عنك قولك إنه كان بوسع الجيش السوري القضاء على “داعش” في كوباني خلال ثلاثة أسابيع.
الرئيس الأسد..
في الواقع فإن مدنا بنفس حجم كوباني وتضاريسها حررها الجيش السوري خلال بضعة أسابيع ودون استخدام الضربات الجوية.
السؤال الثامن والخمسون..
لماذا استغرقتم وقتا أطول في ضرب حلب مما استغرقتم في ضرب الرقة…
الرئيس الأسد..
نحن لم نضرب حلب.. بل نحاول التخلص من الإرهابيين في كل مكان.
السؤال التاسع والخمسون..
هل كان الموجودون في حلب من الإرهابيين أم من المعتدلين…
الرئيس الأسد..
في حلب… لا.. ليست هناك مجموعات مسلحة معتدلة في سورية.
كل من يحمل سلاحا ويقتل الناس ويدمر المباني العامة والممتلكات الخاصة إرهابي
السؤال الستون..
لا مجموعات مسلحة معتدلة في سورية… إذا ما تعريفكم للإرهابي…
الرئيس الأسد..
كل من يحمل سلاحا ويقتل الناس ويدمر المباني العامة والممتلكات الخاصة إرهابي.
السؤال الحادي والستون..
إذن كل من عارض حكومتك في سورية واستخدم التكتيكات العسكرية كان إرهابيا.
الرئيس الأسد..
باستخدام تكتيكات عسكرية.. أو دون ذلك…
السؤال الثاني والستون..
باستخدام الأسلحة…
الرئيس الأسد..
كلمة معارضة في كل مكان من العالم.. بما في ذلك في بلادكم تعني معارضة سياسية. هل لديكم معارضة عسكرية في الولايات المتحدة… هل تقبلون بذلك… أنتم لن تقبلوا بذلك.. ونحن لن نقبل بذلك. لا أحد يقبل بوجود معارضة عسكرية.
المعارضة ينبغي أن تكون سياسية
السؤال الثالث والستون..
أن تقول إن هناك معارضة عسكرية شيء وأن تصف هؤلاء المعارضين بالإرهابيين شيء آخر.
الرئيس الأسد..
المعارضة العسكرية إرهاب. عندما تحمل سلاحا سواء كان بندقية أو رشاشا وتحاول التدمير والقتل في الشوارع.. فهذا إرهاب طبقا لكل تعريف للكلمة في العالم. هذا ليس تعريفي أنا. إذا أردت أن تعارض.. ينبغي لهذه المعارضة أن تكون سياسية.. كما في بلادكم. استعمل نفس المعايير. نحن ليست لدينا معايير مختلفة عن المعايير التي لدى الولايات المتحدة أو أوروبا أو أي مكان آخر.
السؤال الرابع والستون..
إذا كانت هناك مفاوضات.. هل تقبل.. كجزء من المفاوضات أن تتقاسم السلطة مع أي من الأشخاص الذين يعارضونك الآن سواء كانوا معتدلين أو إرهابيين إذا تخلوا عن أسلحتهم وقالوا إنهم يريدون أن يكونوا جزءا من حكومة مستقبلية.. حكومة انتقالية في سورية…
الرئيس الأسد..
حالما يتخلون عن أسلحتهم فإنهم سيتوقفون عن كونهم إرهابيين.
منفتحون تماما على التعامل مع سائر أطياف المعارضة السياسية
السؤال الخامس والستون..
حتى “داعش”...
الرئيس الأسد..
“داعش” لن يفعل ذلك. هذا سؤال افتراضي. لأن ايديولوجيتهم تأمرهم بأن يقاتلوا ويقتلوا كي يذهبوا إلى الجنة..إلى الفردوس. هذا ما نراه. إنهم لن يتفاوضوا بأي حال. ولذلك لا ينبغي أن أجيب عن سؤال افتراضي.. لأنه غير واقعي. الواقع هو أن هناك العديد من المقاتلين الذين تخلوا عن أسلحتهم وباتوا يعملون مع الحكومة الآن. هذا هو الواقع. أنا لا أتحدث عن شيء مستقبلي. إن هذا يحدث الآن.. وهذا جزء من المصالحات. بعض الناس مهتمون بالسياسة وبوسعهم المشاركة على هذا المسار والبعض مهتم فقط بالعودة إلى حياته الطبيعية والعمل وليس المشاركة في السياسة. نحن منفتحون بالطبع. نحن منفتحون تماما على التعامل مع سائر أطياف المعارضة السياسية.
السؤال السادس والستون..
كما تعرف.. فإن وزير الخارجية كيري وصفك بالديكتاتور الوحشي. هذا وزير الخارجية كيري. آخرون قالوا أشياء أسوأ. هل يزعجك ذلك… هل هذا وصف دقيق لك…
الرئيس الأسد..
نحن نريد للعالم أن يعرف الواقع.. وبالطبع لا يسعدك أن تسمع شيئا أبعد ما يكون عن الواقع. لكن في المحصلة فإن هذا النوع من الوصف لمسؤول لن يكون مهما ما لم يستخدمه المواطنون السوريون. وحيث إن الشعب السوري لايزال يدعمك.. فأن تكون ديكتاتورا تقتل شعبك وتحظى بدعمه بالوقت نفسه أمر متناقض وغير منطقي.
السؤال السابع والستون..
هذا حديث مثير جدا للاهتمام.. لكن مع احترامي الشديد.. يقال إنك كنت قبل عدة سنوات في وضع صعب للغاية.. واعتقد البعض أن الحكومة قد تسقط.. وأشيع أيضا أنك كنت تخطط لمغادرة البلاد.. ثم تدخل الإيرانيون وحزب الله فبدأ المد بالانحسار. هل هذا تقييم منصف للظروف… لأنه إذا كان صحيحا.. فإنه يعني أن الشعب السوري لم يكن يدعمك.. لأنه قبل قدوم القوات الأجنبية كنت على وشك الخسارة.
الرئيس الأسد..
أولا.. فإن الإيرانيين لم يتدخلوا أبدا خلال الصراع. على الإطلاق.
السؤال الثامن والستون..
الجنرال سليمان كان هنا في دمشق.
الرئيس الأسد..
إنه يزور دمشق دائما منذ عقود. إنه نوع من التعاون.
السؤال التاسع والستون..
إنه هنا لنفس السبب الذي يدفعه للوجود في العراق الآن. كان يقدم المشورة لحزب الله…
الرئيس الأسد..
هناك تعاون.. كما يحدث في أميركا وفي بلاد مختلفة. أنتم ترسلون الخبراء وتتعاونون. هذا مختلف عن إرسال الجنود.. صحيح… إن إرسال الجنود مختلف عن التعاون على مستويات عليا.
السؤال السبعون..
لا يهم من أين أتوا. إذا كانوا تحت قيادتك.. إذا جاز التعبير.. إذا كنت تعطي التوجيهات لحزب الله.. لكن النقطة الجوهرية التي أريد أن….
الرئيس الأسد..
لا.. ما ذكرته أعني ما ينطوي عليه سؤالك هو أن الإيرانيين يقاتلون في سورية وهذا غير صحيح نهائيا. على الإطلاق. لو جاؤوا إلى هنا لكنا أعلنا ذلك. ليست لدينا مشكلة في ذلك. لدينا الحق باستقدام الحلفاء ليقاتلوا معنا. في الوقت نفسه أعلنا أن حزب الله موجود في سورية.. ولم ننكر ذلك. إذن.. لماذا ننكر وجود إيران ولا ننكر وجود حزب الله… إننا لا ننكر.
السؤال الحادي والسبعون..
أنت محاور محنك. ما أقوله.. وأنا أطرح الأسئلة فقط وليس لدي موقف. سؤال هو.. إذا كان الشعب السوري يدعمك.. لماذا إذن عندما بدأ الربيع العربي كنت على وشك فقدان السلطة إلى أن تدخلت قوى خارجية. من البدهي إذن إن الشعب السوري لم يكن يدعمك لو كنت تواجه….
الرئيس الأسد..
لو كان هناك ربيع عربي حقيقي.. لما تمكنت إيران ولا روسيا ولا حتى حزب الله من مساعدتك. الفرق بين الوضع الذي ذكرته من قبل بين بداية الأزمة واليوم.. هو أننا نكسب دعم الشعب السوري لأنه اكتشف الحقيقة. في البداية لم تكن الرؤية واضحة بالنسبة لكثير من السوريين. الآن باتت الرؤية واضحة جدا.. وبتنا نحظى بدعم كثيرين في المعارضة في حربنا ضد الإرهاب. إذن.. العامل الرئيسي الكامن وراء تغير الوضع ليس إيران أو حزب الله. إنه الحاضنة السورية.. الشعب السوري. هذا هو الاختلاف. حزب الله ليس جيشا كبيرا ولا يستطيع لعب ذلك الدور في سائر أنحاء سورية.
السؤال الثاني والسبعون..
لكن اللعبة لم تتغير على الأرض إلى أن تدخل حزب الله.
الرئيس الأسد..
لا.. هذا غير صحيح.
السؤال الثالث والسبعون..
إذن.. لم تكن بحاجة إليهم…
الرئيس الأسد..
لا.. كنا بحاجة إليهم بالطبع. هذا تحالف.. ونحن بحاجة إليهم. إنهم يلعبون دورا مهما. لكن ما تغير في التوازن الذي تحدثت عنه.. عندما تتحدث عن 23 مليون سوري.. ويحدث الربيع العربي.. فإن بضعة آلاف من مقاتلي حزب الله لم يغيروا التوازن. ما غير التوازن هو الحاضنة التي تحولت لمصلحة الحكومة. هذا ما حدث.
السؤال الرابع والسبعون..
وهذا أمر واضح أيضا.. فرغم أن وزير الخارجية كيري أشار إلى أنك جزء من المشكلة أو جزء من الحل.. وإنهم يريدونك أن تكون جزءا من الحل لكنهم لم يغيروا رأيهم بعد بأن عليك أن تتقاسم السلطة أو تتخلى عنها. إنهم لا يريدونك في السلطة.
الرئيس الأسد..
أولا.. إنهم لم يحاولوا أن يتفاوضوا أو يقيموا حوارا معنا.. وبالتالي فإنهم لا يعرفون ما نريد.
السؤال الخامس والسبعون..
ولهذا أنا هنا.. لكي تخبرني بما تريد. هذا بالتحديد ما دفعني للقدوم. أخبرني بما تريد.
الرئيس الأسد..
ما نريده هو ما يريده الشعب السوري.. كما قلت أن أبقى أو لا أبقى فهذا….
السؤال السادس والسبعون..
لكن الشعب السوري يدعمك.. ولديك علاقة معه.. وتعرف ما يريده. ما الذي تريده أنت…
الرئيس الأسد..
في مثل هذه الظروف فإننا نطلب دائما أمرين.. أولا.. الحوار.. وثانيا تقاسم السلطة مع أي كيان سياسي يمثل الشعب السوري.. وليس كيانا تم تشكيله في الولايات المتحدة من المخابرات المركزية الأميركية.. أو في فرنسا أو في قطر. نتحدث عن معارضة وطنية سورية تمثل السوريين. ولدينا مثل هذه المعارضة في سورية.
السؤال السابع والسبعون..
ما الذي تقصده بتقاسم السلطة…
الرئيس الأسد..
أعني إذا عدت إلى الترتيبات الدستورية ينبغي أن يشاركوا في انتخابات.. ويستطيعون المشاركة في البرلمان.. وفي الإدارة المحلية.. وفي الحكومة.. وفي كل شيء.. وأن يكونوا جزءا من عملية اتخاذ القرار في الحكومة كما يحدث في أي بلد آخر.
السؤال الثامن والسبعون..
أنت ووالدك احتفظتما بالسلطة في سورية لعدد من السنوات.. ما مجموع عدد السنوات التي كنت فيها أنت ووالدك في الحكم…
الرئيس الأسد..
هل يتعلق هذا بحساب السنوات أم بالدعم الشعبي… هناك فرق كبير. عدد السنوات لا يهم.. المسألة….
السؤال التاسع والسبعون..
حسنا.. بل إنه مهم.
الرئيس الأسد..
لا.. ما يهمنا هو دعم السوريين.. هل دعم السوريون هذين الرئيسين… ليس مهما أن يكون هذان الرئيسان أبا وابنه. نحن لا نقول إن الرئيس جورج دبليو بوش هو ابن الرئيس بوش. الأمر مختلف. هو رئيس.. وأنا رئيس.. هو تمتع بدعم ذلك الجيل.. وأنا أتمتع بدعم هذا الجيل الآن. هذا هو المهم. عدد السنوات غير مهم. هذا ليس حكما عائليا كما ترغب التلميح.
السؤال الثمانون..
ليس كذلك…
الرئيس الأسد..
لا.. ليس كذلك. هذا ليس حكما عائليا. لا يتعلق الأمر بكوني رئيسا. عندما توفي والدي.. لم أكن أشغل أي منصب. كنت في الجيش وحسب. لم أكن مسؤولا رفيع المستوى.
السؤال الحادي والثمانون..
أنت تعرف عائلتك أكثر بكثير مما أعرفها.. لكن الرأي التقليدي هو أنه بعد وفاة شقيقك الأكبر.. أراد أبوك أن تعود إلى البلاد لأنه أراد أن تكون قادرا على استلام السلطة عندما يرحل.
الرئيس الأسد..
في الواقع.. الحقيقة هي عكس ذلك. هو أراد لي أن أبقى طبيبا وأن أعود إلى لندن وأنا رفضت. هذا هو الواقع.
السؤال الثاني والثمانون..
لم يرغب أن تعود…
الرئيس الأسد..
لا.. أبدا. لم يكن يريد أن أعمل بالسياسة.
السؤال الثالث والثمانون..
إذن لماذا أصبحت جزءا من العملية السياسية عندما كنت طبيبا…
الرئيس الأسد..
نحن نعيش في أسرة سياسية.. نعيش في بيئة سياسية.. وأنا كنت في الجيش.. طبيبا في الجيش.. والجيش في سورية صنع التاريخ والواقع في هذا البلد.
السؤال الرابع والثمانون..
لأن والدك كان شخصية سياسية كبيرة في الشرق الأوسط.. هل كان ليتصرف بشكل مختلف لو كان رئيسا لسورية اليوم…
الرئيس الأسد..
هذا سؤال افتراضي لا أستطيع الإجابة عنه. لا أحد يعرف.
السؤال الخامس والثمانون..
هل تعتقد أنه كان ليوافق على ما فعلته…
الرئيس الأسد..
بالتأكيد.. ما كان ليسمح للإرهابيين بالاستيلاء على سورية وما كان ليطيع أو يذعن للتدخل الخارجي. كان سيدافع عن بلده كما فعل عندما حدثت المشاكل مع الإخوان المسلمين. حدث الأمر ذاته لكن على نطاق أضيق في أواخر السبعينيات ومطلع الثمانينيات.. عندما بدأ الإخوان المسلمون بالاغتيال.. والقتل.. والتدمير..والحرق.. فحاربهم. تلك كانت مهمته كرئيس. وهذا ما ينبغي فعله. هل يمكن لرئيس أن تكون مهمته أن يترك الإرهابيين يقتلون شعبه…
السؤال السادس والثمانون..
هل من المنصف تقييم ما تعتقده أنه ينبغي فعل كل شيء.. وأن الغاية تبرر الوسيلة في وقف الإرهاب في سورية طبقا لتعريفك…
الرئيس الأسد..
لا.. الأمر ليس أن الغاية تبرر الوسيلة.. فهذا مبدأ مكيفيلي.. ينبغي أن تكون لديك قيم ومبادئ. هناك دساتير وهناك مصالح.. وطبقا لقيمك عليك أن تدافع عن شعبك.. عن السكان.. عن المواطنين السوريين.. وأن تدافع عن بلدك. وبالنسبة لمصالحك عليك التخلص من الإرهابيين. هذا ما نعتقده.. وليس فقط على الطريقة المكيفيلية.
السؤال السابع والثمانون..
أخبرنا عما يريده الروس. إنهم حليف قوي لك. ماذا يريدون…
الرئيس الأسد..
بالتأكيد.. إنهم يريدون تحقيق توازن في العالم. لا يتعلق الأمر بسورية وحسب.. فهي بلد صغير. ولا يتعلق الأمر بالمصالح الكبيرة في سورية.. فبوسعهم تحقيق تلك المصالح في أي مكان آخر. إن الأمر يتعلق بمستقبل العالم. إنهم يريدون أن يكونوا قوة عظمى لها كلمتها في مستقبل العالم.
السؤال الثامن والثمانون..
وما الذي يريدونه لسورية…
الرئيس الأسد..
الاستقرار. إنهم يريدون الاستقرار والحل السياسي.
السؤال التاسع والثمانون..
وما الذي تريده إيران…
الرئيس الأسد..
الشيء نفسه. سورية وإيران وروسيا لهم نفس الرؤية حيال هذا الصراع.
السؤال التسعون..
وما التزاماتك لهما…
الرئيس الأسد..
ما الذي تعنيه بالالتزامات…
روسيا وإيران والعديد من البلدان التي تدعم سورية تريد الاستقرار للمنطقة
السؤال الحادي والتسعون..
ما الذي تدين به لهما…
الرئيس الأسد..
إنهم لم يطلبوا شيئا.. لا شيء على الإطلاق. ولذلك قلت إنهم لا يفعلون هذا من أجل سورية.. إنهم يفعلون هذا من أجل المنطقة والعالم.. لأن الاستقرار مهم جدا لهم.. لأنه إذا حدثت صراعات هنا.. فإنها ستحرق أشخاصا آخرين هناك. إذا أردت التحدث عن إرهاب فإن الإرهاب لا حدود له. إنه لايعترف بالحدود السياسية.. من الصعب جدا اتخاذ أي إجراء ضده بسبب الانترنت التي تصعب السيطرة عليها. عندما تكون لديك ايديولوجيا فإن بوسعها العبور إلى كل مكان. يمكن أن تصل إلى روسيا وإلى تركيا وإلى كل مكان. ولذلك فإن لهم نفس المصالح. أعني روسيا وإيران والعديد من البلدان الأخرى التي تدعم سورية.. ليس فقط لأنها تدعم الرئيس أو الحكومة.. بل لأنها تريد الاستقرار للمنطقة.
السؤال الثاني والتسعون..
دعني أقدم لك حجة بديلة تتمثل فيما تعتقده الولايات المتحدة من أن هؤلاء يدعمونك لأن بينكم علاقة طويلة ولأنهم يريدون الوصول إلى لبنان ولأن هذا جزء من صراع أكبر بين السنة والشيعة.
الرئيس الأسد..
هل تقصد الإيرانيين أم الروس…
السؤال الثالث والتسعون..
الإيرانيون.. لأنهم دعموك عسكريا وماليا.
الرئيس الأسد..
لا. الطريقة التي ينظر بها الإيرانيون إلى القضية السنية-الشيعية أو الصراع السني-الشيعي هو أنه الأمر الأكثر خطورة وضررا لإيران.
السؤال الرابع والتسعون..
لإيران… هذا الصراع يمكن أن يكون الأكثر ضررا لإيران…
الرئيس الأسد..
أي شيء يتعلق بالصراع السني-الشيعي يلحق الضرر بإيران. هذه وجهة نظرهم.. وهكذا ننظر نحن إلى الأمر.. فنحن نتفق معهم في ذلك. لذا.. فهم يفعلون العكس. إنهم يسعون دائما إلى المصالحة والوحدة بين المسلمين لأن ذلك جيد جدا لإيران. لا ينظرون إلى القضية في سورية على أنها جزء من ذلك. يعرفون أن السعودية.. الوهابيين.. يريدون إثارة الصراع من أجل كسب المزيد من المسلمين إلى جانبهم.
السؤال الخامس والتسعون..
كما تعرف.. هناك العديد من الناس الذين ينظرون إلى الشرق الأوسط اليوم.. ويستبعدون “إسرائيل” للقول إن الصراع في العالم الإسلامي اليوم هو عمليا صراع بين السعودية وإيران. هذان البلدان عدوان لدودان يتصارعان من أجل النفوذ في الشرق الأوسط.
الرئيس الأسد..
هذا ليس دقيقا لسبب واحد.. لأنه يبدو وكأن إيران تريد مهاجمة السنة وأن السعودية تريد مهاجمة الشيعة. في الواقع.. الأمر بدأ مع السعودية بعد الثورة في إيران عام 1979 إذن.. الأمر لم يبدأ من إيران. إيران لم تتدخل في أي قضايا داخلية لأي بلد.. بما في ذلك سورية. لدينا علاقات جيدة جدا معهم.. وهم لم يحاولوا التدخل. في الواقع.. إنها الدعاية السعودية. أعني أن قضية الصراع السني-الشيعي بأسرها مبادرة ودعاية سعودية. هذا واقع.. لكن سببه هو السعوديون وليس الإيرانيين.
السؤال السادس والتسعون..
لكنهم في سورية على طرفي نقيض.. السعودية وإيران في طرفين متعاكسين.
الرئيس الأسد..
هذا ما تريد السعودية ترويجه.. وهذا ما يريد “داعش” ترويجه.. وهذا ما تريد “النصرة” ترويجه. في خطابهم السياسي.. يذكرون دائما القضايا الطائفية.
السؤال السابع والتسعون..
أنا أتحدث الآن عن رؤيتكم أنتم هنا للمنطقة وعما يحدث الآن. هناك أولا صعود “داعش” هنا في سورية.. وصعود “داعش” والمجموعات المرتبطة بها في العراق. عندما تنظر إلى العراق تجد أن الإيرانيين يدعمون الميليشيات الشيعية في العراق وقد شكلوا قوة مقاتلة فعالة جدا. الولايات المتحدة تقوم بالضربات الجوية. وجهوا ضربة جوية أمس في تكريت التي استولت عليها الميليشيات الإيرانية.. صحيح…
الرئيس الأسد..
ليس صحيحا تماما. ليست الميليشيات الشيعية وحدها هي التي تقاتل. آخرون كثيرون انضموا إليها فبات هناك مزيج الآن.
السؤال الثامن والتسعون..
ما احتمالات التعاون الإيراني الأميركي…
الرئيس الأسد..
فيما يتعلق بمحاربة “داعش”…
السؤال التاسع والتسعون..
نعم.
الرئيس الأسد..
لا أعتقد أن أي شخص يثق أو يصدق أن الإدارة الأميركية تريد فعلا محاربة هذا النوع من الإرهاب.. لأنك إذا نظرت إلى الضربات الجوية في سورية والعراق.. فإن البلدان الستين المشاركة في الائتلاف توجه ضربات أقل بكثير من الجيش السوري وحده في اليوم.. أقل بكثير. إذن هم ليسوا جديين. ثانيا.. إنهم يشنون هجماتهم شمال العراق فقط. إنهم يهاجمون الإرهابيين في الجزء الشمالي من العراق.. وليس في سائر أنحاء العراق. لماذا انضموا إلى هذه الحرب الآن… يريدون الحصول على حصتهم من الكعكة إذا تحقق انتصار ضد الإرهابيين.. فقط ليقولوا..”لقد حاربنا الإرهابيين وهزمنا داعش”.. أين كانوا خلال الشهور القليلة الماضية… فجأة أرادوا أن يهاجموه…
السؤال المئة..
إذن ما الذي تعتقد أن إيران تريده في العراق…
الرئيس الأسد..
يريدون التخلص من الإرهابيين.. بالتأكيد.. وتحقيق الاستقرار.
السؤال المئة وواحد..
كم سيستغرق ذلك في رأيك…
الرئيس الأسد..
لا أحد يعرف.. لأن هناك كما تعلم دعما من الخارج. هناك دعم البترودولار لـ “داعش” وللعديد من المتطرفين في العراق وسورية. لا نعلم إلى متى سيستمر هذا الدعم.
السؤال المئة واثنان..
عندما تنظر إلى المستقبل.. وتنظر إلى المعركة القادمة.. إلى أي حد ستستطيع الحكومة السورية تحمل الصراع الدائر اليوم… إلى أي حد تستطيع سورية كبلد تحمل الخسائر في أوساط المدنيين… هل سيبقى شيء في سورية…
الرئيس الأسد..
بالطبع.. سورية لاتزال هنا. وهذه ليست أول أزمة نواجهها في تاريخنا.
السوريون مصممون على البقاء وعلى حماية بلدهم وإعادة بنائه
السؤال المئة وثلاثة..
لكن بالتأكيد ليس بهذه الجسامة.
الرئيس الأسد..
لا.. خلال تاريخنا واجهنا العديد من الأزمات المماثلة. لقد دمرت دمشق وحلب عدة مرات.. إلا أن الأمر يتعلق بالسكان. السوريون مصممون على البقاء وعلى حماية بلدهم وإعادة بنائه. إلى أي حد يمكن أن نتحمل… هذا يتعلق بالقوة الكامنة للشعب.. وقد أثبت الشعب السوري أن لديه قوة كامنة كبيرة. في كل الأحوال ليس لدينا خيار آخر. ما خياراتنا… سواء عانينا.. أو دفعنا ثمنا باهظا أو ثمنا أقل.. لا خيار أمامنا سوى الدفاع عن بلدنا ومحاربة الإرهاب. ليس لدينا أي خيار آخر.
الشعب السوري بات أكثر توحدا
السؤال المئة وأربعة..
طرحت السؤال لأن الكثيرين تساءلوا عن كلفة ذلك بالنسبة لسورية.. ما تعانيه سورية.. وكيفية إعادة توحيدها… عندما ينتهي كل هذا.. كيف ستتمكنون من إعادة توحيدها.. ومن سيفعل ذلك…
الرئيس الأسد..
هناك تصور خاطئ في الغرب وهو أن ما يحدث في سورية حرب أهلية. عندها يمكنك طرح هذا السؤال. ما يحدث في سورية ليس حربا أهلية. عندما تكون هناك حرب أهلية.. تكون هناك خطوط واضحة تفصل بين الطوائف أو الأعراق أو المكونات المختلفة. هذا ليس موجودا لدينا. الموجود هو مناطق اخترقها الإرهابيون وشعب يعاني من المعركة ضد أولئك الإرهابيين.. ومن إرهاب أولئك الإرهابيين. وبالتالي.. ليست هناك انقسامات عميقة في المجتمع الآن. ليست هناك قضية طائفية الآن. في الواقع.. ستفاجأ إذا أخبرتك بأن الوضع الطائفي في سورية اليوم أفضل مما كان قبل الأزمة. الناس الآن موحدون حيال الصراع.. وفيما يتعلق بوحدة الطوائف والأديان وما إلى ذلك. ولذلك لا نستطيع التحدث عن كيف سنتمكن من إعادة بناء المجتمع. المجتمع يعاني من الناحية الإنسانية للمشكلة.. لكنه لم يعد منقسما.. وهذا مهم جدا.. ولهذا نحن مطمئنون إلى أنه حتى في هذا الصراع.. وهو صراع سيئ للغاية.. لكن كما يقال فرب ضارة نافعة.. وهذا هو الجانب الإيجابي للأزمة.. أي أن الشعب بات أكثر توحدا. إذن ليست لدينا مشكلة مادام المجتمع موحدا ومتجانسا.. بصرف النظر عن بعض الأجزاء المظلمة في المجتمع.. والزوايا العقائدية في مجتمعنا التي تدعم الوهابيين و “داعش” والمتطرفين. لكن ليس هذا هو الوضع العام في مجتمعنا.
الشرعية تستمد من الداخل.. والغرب معتاد على التعامل مع الدمى وليس مع قادة أو مسؤولين مستقلين في أي بلد
السؤال المئة وخمسة..
في رأيك.. لماذا يشكك الناس في الغرب بشرعيتك…
الرئيس الأسد..
هذا تدخل في الشؤون السورية. وبصراحة.. لا أكترث ولم أكترث أبدا لهذا الكلام.. طالما أنني أحظى بدعم الشعب السوري. هذه هي شرعيتي. الشرعية تستمد من الداخل. لكني سأخبرك لماذا. لأن الغرب معتاد على التعامل مع الدمى وليس مع قادة أو مسؤولين مستقلين في أي بلد. وهذه المشكلة مثلا مع بوتين. إنهم يشيطنونه لأنه يستطيع أن يقول لا.. وهو يريد أن يكون مستقلا.. ولأن الغرب وخصوصا الولايات المتحدة.. لا يقبل الشركاء. إنهم يريدون أتباعا فقط. حتى أوروبا ليست شريكة للولايات المتحدة. أنا صريح جدا معك. إذن.. هذه هي مشكلتهم مع سورية. يريدون شخصا يقول نعم باستمرار.. دمية.. شخصا يستطيعون التحكم به عن بعد.
السؤال المئة وستة..
هناك أولئك الذين يقولون إنك تشعر بأنك أقوى عسكريا الآن.. وإن قدوم حزب الله والمستشارين الإيرانيين والضربات الجوية الأميركية وضربات التحالف تجعلك تشعر بأنك أقوى عسكريا.. وبالتالي أقل استعدادا للتفاوض.
الرئيس الأسد..
أي حرب يمكن أن تستنفد أكبر القوى حتى الولايات المتحدة عندما تذهب إلى الحرب.. ستستنفد بكل معنى الكلمة.. ونحن بلد صغير.. وبالتالي سنستنفد قبل أي قوة عظمى. ولذلك لا تستطيع القول إننا أقوى عسكريا. لكن تستطيع القول إنك أقوى سياسيا.. لأنك عندما تكسب قلوب وعقول الناس ودرجة أكبر من الدعم من السكان عندها تصبح أكثر قوة. إذن.. ما حققناه عسكريا ليس لأننا أقوى عسكريا بل لأننا بتنا نحظى بدعم شعبي أكبر.
السؤال المئة وسبعة..
وإلى أي حد تعتقد أن لديك فرصة لكسب عقول وقلوب الشعب السوري لأن الناس يخشون “داعش” أكثر مما يخشون أي طرف آخر…
الرئيس الأسد..
لا نستطيع تجاهل هذا العامل.
السؤال المئة وثمانية..
إذن “داعش” غير الظروف…
الرئيس الأسد..
لا نستطيع تجاهل هذا العامل. هذا أحد العوامل.. لكن هناك عوامل أخرى. عندما تكون شفافا مع المواطنين.. مع الشعب.. عندما تكون وطنيا.. تعمل من أجل مصالحهم.. فإنهم سيدعمونك حتى لو لم يتفقوا معك سياسيا. وهكذا.. فإننا لا نتمتع بالدعم الآن من أنصارنا التقليديين فقط. ولا نتمتع بالدعم لأنهم لا يعارضوننا. لدينا معارضة تعارض العديد من أوجه عمل الحكومة.. في الاقتصاد والسياسة.. والأنظمة السياسية وما إلى ذلك. لكنهم يعرفون أننا نعمل من أجل هذا البلد.. وعندما تكون في حرب فإن ذلك وقت التوحد وليس وقت الانقسام والاتهامات والاتهامات المضادة. ولذلك قلت إن بوسعنا الحصول على المزيد من الدعم.. وقد حققنا ذلك مؤخرا.
السؤال المئة وتسعة..
ما الظروف التي قد تدفعك للتخلي عن السلطة…
الرئيس الأسد..
عندما لا أتمتع بالدعم الشعبي.. وعندما لا أمثل المصالح والقيم السورية.
السؤال المئة وعشرة..
وكيف تحدد ذلك…
الرئيس الأسد..
لدي اتصال مباشر مع الناس.
السؤال المئة والأحد عشر..
إذن أنت تحدد ما إذا كانوا يدعمونك…
الرئيس الأسد..
لا.. أنا لا أحدد.. أنا أشعر بذلك. أنا أتواصل معهم كبشر. كيف يمكن لإنسان أن يقيم علاقة مباشرة مع السكان… أعني أن الحرب كانت مختبرا مهما جدا لهذا الدعم. لو كانوا لا يدعمونني لذهبوا ودعموا الطرف الآخر.. لم يفعلوا ذلك. لماذا… هذا واضح جدا وملموس جدا.
السؤال المئة والاثنا عشر..
لقد قال لي البعض إن أغلبية السوريين لا تدعم الحكومة ولا “داعش”.
الرئيس الأسد..
البعض لا يدعم أيا من الطرفين… هذا يعني أنك تضع “داعش” على قدم المساواة مع الحكومة. لا أعتقد أن هذا واقعي. حتى الناس الذين يعارضون الحكومة يعارضون “داعش”. هذا ما أعتقده.
السؤال المئة والثلاثة عشر..
هذا هو السؤال.. أليس كذلك… حتى أولئك الذين يعارضون الحكومة.. يعارضون “داعش”.. والسؤال هو.. كيف يمكن أن تجمع هؤلاء إلى أولئك.. وما الذي يمكن أن تفعله أنت.. وما الذي يمكن أن يفعلوه هم.. وكيف يمكن أن تشرك الأطراف التي لها مصالح.. مثل الروس والإيرانيين والأميركيين…
الرئيس الأسد..
ببساطة لا يجوز أن يضعوا الحكومة و “داعش” على قدم المساواة.. وبالتالي فإن خيارهم ليس صعبا. إن عدم دعم الحكومة لا يعني دعم “داعش”. إنهم سيكونون تلقائيا مع الحكومة ضد “داعش”.. لكن ليس بالضرورة مع الحكومة في قضايا أخرى. إنها معارضة ولديها وجهات نظر لكن كما قلت.. هذا ليس وقت الانقسام.. الآن تدعم الحكومة.. وعندما تتخلص من “داعش” تعود لمعارضتها على طريقتك باستعمال الوسائل السياسية. لكن لا تستطيع مقارنة الحكومة بإرهابيين.
“داعش” ليس حالة سورية
السؤال المئة والأربعة عشر..
وهذا يطرح السؤال.. هل تستطيع تدمير”داعش” دون وضع خطة موحدة والسعي الى تحقيق هدف مشترك…
الرئيس الأسد..
أنت محق فيما يتعلق بالمستوى المحلي. لا تستطيع تدمير الإرهابيين.. ليس “داعش” وحسب.. لأن هناك “جبهة النصرة” التي تماثل “داعش” في خطورتها. لا تستطيع تدميرهم ما لم تكن في مجتمع موحد. لكن مرة أخرى “داعش” ليس حالة سورية. “داعش” موجود في سورية والعراق وليبيا. ولذلك لا يكفي التوحد على المستوى المحلي.. بل ينبغي أن يتحقق ذلك على المستويين الإقليمي والدولي أيضا.. وهو أمر لم يتحقق لنا بعد. ولهذا فإن هزيمة الإرهاب ستكون صعبة جدا بسبب هذا الوضع.
السؤال المئة والخمسة عشر..
شيء لم تحققوه بعد. إذن هذا هو السؤال.. هذا شيء ليس في متناولكم بعد. كيف تحققون ذلك… لأن ذلك هو المستقبل.
الرئيس الأسد..
أنت تتحدث عن أكثر من طرف. أنت تتحدث عن الأطراف الدولية وفي مقدمتها الولايات المتحدة.. والأطراف الإقليمية وفي مقدمتها تركيا جارتنا التي تلعب دورا سلبيا للغاية.. والسعودية وقطر والأطراف المحلية. نريد أن نرى هذا التماسك في محاربة الإرهاب.. لكن كيف نستطيع إقناعهم. حاولنا.. ربما ليس بشكل مباشر.. لأنه ليست لدينا قنوات اتصال مباشرة معهم.. لكن هكذا ينبغي أن تكون الأمور. إذا كان بوسعهم رؤية الواقع والمستقبل بصورة أوضح.. فإنهم سيتحاورون مع أي بلد.. بما في ذلك سورية.. ليس لأنهم يدعمون الرئيس السوري أو الجيش السوري.. فنحن لسنا بحاجة إلى دعمهم داخليا. نحن نتحدث هنا فقط عن محاربة الإرهاب. ينبغي أن يكون هناك حوار.. لا تستطيع قتلهم وهزيمتهم من الجو. هذا أمر مفروغ منه.
السؤال المئة والستة عشر..
هل هذا صحيح هنا أو في العراق… إنك لا تستطيع تحقيق ذلك من الجو…
الرئيس الأسد..
في أي مكان. لا تستطيع فعل ذلك.
السؤال المئة والسبعة عشر..
هل تريدون رؤية مؤتمر آخر.. كمؤتمر جنيف الذي أخفق…
الرئيس الأسد..
نعم.. هذا هدف مؤتمر موسكو. المؤتمر القادم.
السؤال المئة والثمانية عشر..
هذا كل شيء…
الرئيس الأسد..
نعم.
السؤال المئة والتسعة عشر..
وما الذي قد يحدث هناك…
الرئيس الأسد..
هذا يعتمد على الأطراف المختلفة. أعني أنني لا أستطيع التحدث نيابة عن جميع الأطراف. بالنسبة لنا في سورية.. لدينا مبادئ ينبغي الاتفاق عليها مثل وحدة سورية.. وإدانة الإرهاب.. وأمور كهذه.
السؤال المئة والعشرون..
وتقاسم السلطة…
الرئيس الأسد..
تقاسم السلطة موجود في الدستور على كل حال. وتقاسم السلطة يكون حسب وجود القواعد الشعبية لكل طرف.. أي حصتك من تمثيل السوريين.. لا تأتي لتقاسم السلطة لأنك تريد تقاسم السلطة وحسب. ينبغي أن تتمتع بالدعم الشعبي.
السؤال المئة والحادي والعشرون..
ينبغي أن تجبر على تقاسم السلطة.
الرئيس الأسد..
تماما.. ينبغي أن تمثل الناس. إذن ربما إذا توصلنا إلى استنتاج وتوصلنا إلى اتفاق في موسكو.. قد يكون ذلك تحضيرا لجنيف 3 على سبيل المثال.. لكن مازال من المبكر التنبؤ بالنتائج.
السؤال المئة والثاني والعشرون..
أتيت إلى هنا بعد تصريحات وزير الخارجية كيري. كان انطباعي عندما وصلت أنك عندما سمعت تلك التعليقات.. كنت متفائلا. تراجعت وزارة الخارجية قليلا وقالت إنه ينبغي أن تكون هناك حكومة جديدة.. لكنك كنت متفائلا بعد أن سمعت ملاحظاته… هل تعتقد أن هناك طريقة لجعل حكومتكم والحكومة الأميركية تتعاونان وتنسقان…
الرئيس الأسد..
هذه ليست النقطة الرئيسية. أعني فيما يتعلق بذلك التصريح. أعتقد أن النقطة الرئيسية.. قد يكون لدينا شعور.. ونأمل أن نكون مصيبين في ذلك.. أن الإدارة الأميركية بدأت بالتخلي عن سياسة العزل.. وهي سياسة مضرة جدا لهم ولنا.. لأنك إذا عزلت بلدا.. فإنك تعزل نفسك كولايات متحدة عن أن تكون مؤثرا وفعالا في سياق الأحداث.. ما لم تكن تتحدث عن تأثير سلبي.. كفرض الحصار الذي من شأنه أن يقتل الناس ببطء.. أو شن حرب ودعم الإرهابيين الذين يمكن أن يقتلوهم بسرعة أكبر. إذن.. انطباعنا هو أننا متفائلون.. أو أكثر تفاؤلا. لن أبالغ. على الأقل عندما يفكرون بالحوار.. لا يهم أي نوع من الحوار.. وما محتوى ذلك الحوار.. ولا يهم ما نواياهم الحقيقية.. لكن كلمة حوار لم نسمعها من الولايات المتحدة على المستوى العالمي منذ وقت طويل.
السؤال المئة والثالث والعشرون..
لكنك سمعتها من وزير الخارجية عندما قال.. نحن بحاجة إلى التفاوض. هذا حوار.
الرئيس الأسد..
تماما.. هذا ما قلته. ولهذا قلت إن ذلك كان إيجابيا. ولذلك قلت إننا أكثر تفاؤلا. أعني عندما يتخلون عن سياسة العزل.. فإن الأمور ستصبح أفضل. عندما تبدأ بالحوار.. فإن الأمور ستصبح أفضل.
السؤال المئة والرابع والعشرون..
لماذا لا تتصل بوزير الخارجية كيري وتقول له.. دعنا نتكلم.
الرئيس الأسد..
هل هم مستعدون للحديث… نحن منفتحون دائما. لم نغلق أبوابنا أبدا. ينبغي أن يكونوا هم مستعدين للمحادثات.. وأن يكونوا مستعدين للمفاوضات. نحن لم نفرض حصارا على الولايات المتحدة. ولم نهاجم المواطنين الأميركيين.. لم ندعم إرهابيين ألحقوا الأذى بالولايات المتحدة. في الواقع من فعل كل ذلك هو الولايات المتحدة. لقد أردنا دائما أن تكون لنا علاقات جيدة مع الولايات المتحدة. لم نفكر أبدا بعكس ذلك. إنها قوة عظمى.. ما من شخص حكيم يمكن أن يفكر بأن تكون علاقاته سيئة مع الولايات المتحدة.
السؤال المئة والخامس والعشرون..
لكن هل يمكن أن تكون لك علاقة جيدة مع بلد يعتقد أنك لا ينبغي أن تكون في السلطة…
الرئيس الأسد..
لا.. لن يكون هذا جزءا من الحوار.. كما ذكرت قبل قليل. هذا ليس من شأنهم. المواطنون السوريون هم الذين يقررون هذا ولا أحد غيرهم. سواء أراد الأميركيون التحدث بهذا الشأن أم لا.. فإن هذا أمر لن نناقشه مع أحد.
السؤال المئة والسادس والعشرون..
سيادة الرئيس.. شكرا لك.
الرئيس الأسد..
شكرا لك.