- الرئيسية
-
السيد رئيس الجمهورية
-
وزير الخارجية والمغتربين
- وزارة الخارجية والمغتربين
-
سورية
-
بيانات رسمية
موسكو
2015-11-27
أكد السيّد وليد المعلّم نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين أن اسقاط تركيا للطائرة الحربية الروسية في الأراضي السورية هو عدوان موصوف على السيادة السورية لأنه تم ضمن المجال الجوي السوري متحدياً تركيا أن تقدم دليلاً عكس ذلك مشدداً على ان تركيا تدعم التنظيمات الإرهابية بالسلاح وتسهل مرور الإرهابيين عبر أراضيها وتؤمن لعائلاتهم المأوى.
وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في موسكو اليوم ثمن الوزير المعلّم مواقف القيادة الروسية وجهودها لحل الأزمة في سورية ومكافحة الإرهاب وقال “أوجه الشكر باسم الشعب السوري إلى فخامة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للجهود الصادقة التي يبذلها في مجال مكافحة الإرهاب والتي أتت ثمارها بما يزيد مئة ضعف عما يفعله “التحالف” بقيادة الولايات المتحدة” واصفاً المحادثات التي أجراها اليوم مع الوزير لافروف بالصريحة والبناءة.
وأعرب السيّد المعلّم عن شكره للدعوة التي وجهها له الوزير لافروف لزيارة موسكو وتقديره للجهود المضنية التي بذلها ويتابعها في اجتماعات فيينا حول الأزمة في سورية مؤكداً أن ذلك يعكس حقيقة التحالف الاستراتيجي غير المسبوق القائم بين روسيا وسورية في مختلف المجالات.
وتوجه الوزير المعلّم بالتعازي لعائلة الطيار والجندي الروسيين اللذين سقطا على الأرض السورية شهداء في سبيل مكافحة الإرهاب.
من جهته أوضح الوزير لافروف أن المباحثات تناولت الأوضاع العامة في منطقة الشرق الأوسط بعد ما يسمى “الربيع العربي” مبينا أنه تم التشديد على ضرورة إيجاد حل لمشكلة الإرهاب الدولي الذي يشكل خطراً ليس فقط على سورية بل على الاستقرار في الشرق الأوسط والعالم بأسره.
وأشار لافروف إلى أن هناك بؤرة للتوتر والتطرف قد تشكلت على مساحات شاسعة من سورية والعراق والتي تتمثل بتنظيم “داعش” الإرهابي مؤكدا أنه لا بد من احتواء هذا الخطر واجتثاث الإرهاب دون الكيل بمكيالين مشدداً على أن هناك مسؤولية خاصة يجب أن تتحملها دول الجوار لسورية.
ووصف الوزير لافروف حديث بعض الدول المجاورة لسورية عن تشبثها بالقرارات الأممية بخصوص محاربة الإرهاب وهم في الواقع يقومون بألعابهم الخاصة ويتعاملون مع الإرهابيين كحليف بأنه أمر في “غاية الوقاحة”.
وقال الوزير لافروف “أكدنا تطابق مواقفنا من العمل الاستفزازي التركي حول إسقاط الطائرة الحربية الروسية فوق الأراضي السورية” مضيفا إنه تم أيضا التأكيد على ما جاء على لسان الرئيسين فلاديمير بوتين والفرنسي فرانسوا هولاند في مؤتمرهما الصحفي المشترك يوم أمس متسائلا فيما إذا كانت تركيا معنية باستئصال الإرهاب في سورية وإعادة الاستقرار إليها.
ولفت الوزير لافروف إلى أن الرئيس بوتين أعلن مرارا أنه لمحاربة الإرهاب لا بد من تضافر الجهود من قبل المجتمع الدولي بأسره واحترام القانون الدولي والدور المركزي للأمم المتحدة.
وأعرب الوزير لافروف عن استعداد بلاده للتعاون والتنسيق بجميع الأشكال والسبل مع الدول الراغبة في محاربة الإرهاب والتي تشارك في “التحالف الدولي” الذي تقوده الولايات المتحدة منذ اكثر من سنة والتي لم تحقق حتى الآن أي نتائج ملموسة.
وأوضح الوزير لافروف أنه إلى جانب عملية استئصال الإرهاب عبر التعاون والتنسيق بين روسيا وسورية هناك جهود مشتركة لدفع العملية السياسية لحل الأزمة في سورية مبينا أنه تم التأكيد على جوهر ما تم التوصل إليه في فيينا من توافقات وبأن أي تطورات مستقبلية لا بد أن تكون بدعم من الشعب السوري لأنه الوحيد الذي يحق له تقرير مستقبله دون أي تدخل خارجي.
وقال الوزير لافروف “أكدنا ضرورة إجراء حوار شامل سوري سوري بين الحكومة وطيف واسع من “المعارضة” يؤدي إلى توافقات لحل الأزمة” مشددا على ضرورة أن يدعم اللاعبون الخارجيون بما فيهم المشاركون في مجموعة الدعم الدولية لسورية ايجاد الظروف المواتية والتطبيق الفوري لكل ما تم التوصل إليه في اجتماع فيينا.
وبين الوزير لافروف أن النقطة الأولى تتمثل في ضرورة صياغة لائحة بالتنظيمات الإرهابية التي سيتم استبعادها من أي عملية سياسية وستكون خارج عملية وقف إطلاق النار في حال التوصل إليه وفق قرار من مجلس الأمن مشددا على أنه من دون التوافق على لائحة التنظيمات الإرهابية ولائحة وفد “المعارضة” التي ستدخل في الحوار مع الحكومة السورية لا يمكن أن يكون اجتماع فيينا مثمرا.
وقال الوزير لافروف “سنواصل تقديم كل ما بوسعنا من الجهود من أجل مساعدة سورية في تخليصها من الإرهاب وحماية وحدتها الوطنية وإعادة إعمار اقتصادها وأيضا بذل الجهود لدفع المجتمع الدولي باتجاه تقديم الدعم الفعال لسورية” لافتا إلى أن روسيا تقدم أيضا المساعدات الإنسانية لسورية.
وأعرب الوزير لافروف عن امتنانه للجهود التي يبذلها الجانب السوري لتوفير الأمن للمواطنين الروس المتواجدين في سورية وكذلك للسفارة الروسية في دمشق التي تؤدي وظائفها بنجاح رغم صعوبة الظروف متوجها بخالص الشكر للقوة السورية التي دخلت في عملية مشتركة مع القوات الخاصة الروسية وتكللت بالنجاح في إنقاذ الطيار الروسي.
وردا على أسئلة الصحفيين قال الوزير المعلّم جوابا على سؤال لـ سانا حول موقف سورية من إسقاط الطائرة الحربية الروسية وتصريحات رئيس النظام التركي رجب أردوغان إن “قيام تركيا بإسقاط الطائرة الحربية الروسية هو عدوان موصوف على السيادة السورية لأن الطائرة أصيبت ضمن المجال الجوي السوري” متحديا تركيا أن تقدم دليلا غير ذلك.
وأشار الوزير المعلّم إلى أن سورية عانت منذ نحو خمس سنوات من العدوان التركي عليها ومن أطماع أردوغان بشمالها ومن دعمه المتواصل لتنظيمي “داعش وجبهة النصرة” والتنظيمات الإرهابية المرتبطة بالقاعدة لافتا إلى أن أردوغان “يتآمر مع هذه التنظيمات الإرهابية على الجمهورية العربية السورية لأسباب عقائدية.. ويعتبرها امتدادا للبعد الطائفي الذي تأسست عليه الإمبراطورية العثمانية”.
وأوضح الوزير المعلّم أن تركيا تؤمن نقل النفط السوري والعراقي المسروق من قبل تنظيم “داعش” الإرهابي إلى الأراضي التركية ومنها إلى الموانئ الأخرى وتأخذ القمح والقطن السوريين من التنظيم الإرهابي إلى الأسواق التركية عدا عن تفكيك المصانع في مدينة حلب ونقلها إلى تركيا مبينا أنها تعطي التنظيمات الإرهابية مقابل ذلك السلاح وتسهل مرورهم عبر أراضيها إلى سورية وقال “الإرهابيون لم يأتوا بالمظلات بل جاؤوا عبر تركيا من مئة دولة.. وهي أيضا تزودهم بالسلاح وبالدعم اللوجيستي والطبي وتؤمن لعائلاتهم المأوى في الأراضي التركية”.
كما أكد الوزير المعلّم أن تركيا تمادت بالعدوان على الطائرة الحربية الروسية لأنها تقوم بضرب الإرهابيين التابعين لتركيا ولأن سلاح الجو الروسي دمر خلال خمسة أيام أكثر من ألف صهريج ينقل النفط السوري إلى تركيا.
مضيفا “وعلى المدى الأطول لأن سلاح الجو الروسي بالتعاون مع الجيش السوري وضع نهاية لأحلام أردوغان وأطماعه لذلك قام بهذا العدوان المكشوف والموصوف ضد السيادة السورية”.
وحول حديث بعض الدول عن تخلي السيد الرئيس بشار الأسد عن منصبه قال الوزير المعلّم “أقول لهؤلاء المطالبين برحيل الرئيس الأسد إنكم واهمون بتحقيق حلم إبليس في الجنة والسبب واضح وهو أن الرئيس الأسد يؤمن بحق شعبه في تقرير مصيره ولا يسمح لأحد أن يسرق هذا الحق من الشعب السوري.. لكن هؤلاء المكابرين يريدون تعطيل الحل السياسي بوضع هذا الشرط متناسين بأنه لا يمكن أن نسمح لأي أحد أن يحقق في الحوار السياسي ما فشل وعجز عن تحقيقه في الميدان”.
وتابع الوزير المعلّم “أنصح هؤلاء بالقول إن كل الذين طالبوا من قبلكم برحيل الأسد رحلوا وبقي الأسد.. وما دام الحق للشعب السوري باختيار مستقبله وقيادته إذا فصناديق الاقتراع هي الحكم”.
ولفت الوزير المعلّم إلى أن الذين يهددون بالاستمرار بدعم الإرهابيين لم يتوقفوا عن هذا الدعم منذ نحو خمس سنوات مضيفا “إنهم على كل حال اعترفوا بأنهم يخالفون قرارات مجلس الأمن الخاصة بمكافحة الإرهاب.. وعلى مجلس الأمن والمجتمع الدولي محاسبتهم على ذلك ودون شك فإن الإرهاب سيرتد على داعميه”.
وحول اتهامات وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بشأن شراء الحكومة السورية النفط المسروق من “داعش” أوضح الوزير المعلّم “هذه ليست المرة الأولى التي يتهم فيها كيري سورية دون أن يقدم أي دليل.. وزارة النفط السورية أصدرت منذ عشرة أيام نفيا قاطعا بهذا الشأن” مبينا أنه عندما يقوم سلاح الجو الروسي بتدمير ألف صهريج تمثل خط أنابيب متصلا إلى المرافئ التركية فإن هذا الموضوع يتجاهله كيري لافتا إلى إن “كل النفط المسروق من سورية والعراق يتم تصديره عبر الموانئ التركية”.
وأضاف الوزير المعلّم “بما أن هناك وكلاء أتراكا يقومون بتسويق النفط المسروق.. وهناك إشاعات بأن أحدهم هو ابن أردوغان نفسه ولا يوجد لدي دليل لذا أقول إشاعات فكان الأولى بكيري أن يسلط الضوء على هذا الواقع وأتحداه أن يقدم دليلا واحدا على أن الجانب السوري يتعامل مع داعش في صفقات نفط سورية مسروقة وعلى كل حال هذه ليست الكذبة الوحيدة للوزير كيري”.
وحول تصريحات وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس قال الوزير المعلّم “منذ بداية الأزمة في سورية كنا نقول إن أوروبا أخطأت في التعاطي مع هذه الأزمة وإن الإرهاب سيرتد على داعميه ومع الأسف كانت بريطانيا وفرنسا هما الدولتان اللتان تقودان الجهد الأوروبي ضد الحكومة الشرعية في سورية والآن أن تأتي متأخرا خير من ألا تأتي.. وإذا كان فابيوس جادا في التعامل مع الجيش السوري.. في التعاطي مع قوات على الأرض تحارب داعش.. فنحن نرحب بذلك لكن هذا يتطلب تغيرا جذريا في التعاطي مع الأزمة في سورية”.
وأضاف الوزير المعلّم “أقول بكل بساطة.. تعلموا من سلاح الجو الروسي وتفاعله مع الجيش العربي السوري على الأرض والنتائج التي تتحقق من ذلك” معبرا عن شكره للرئيس بوتين لبذله جهودا مضنية في تغيير مفاهيم الغرب تجاه مكافحة الإرهاب ومؤكدا في الوقت ذاته أن الجيش العربي السوري جاهز للتنسيق مع أي قوات تقوم بالتشاور معه في سبيل مكافحة الإرهاب.
بدوره أوضح وزير الخارجية الروسي أن روسيا أكدت مرارا وتكرارا على أن الشعب السوري هو من يحدد مستقبله وقيادته بنفسه لافتا إلى أن الرئيس بوتين شدد أمس خلال مؤتمره الصحفي على أن السوريين وحدهم يحددون من سيرأسهم وأن هذا القرار يعود للشعب السوري فقط.
وأكد الوزير لافروف أنه لا يجوز تشكيل أي لجان خارجية لانتقاء من هم بمثابة المرشحين للرئاسة في سورية مشددا على أن هذا الأمر لا يجوز أبدا وأن روسيا لن تسمح بخرق مبادئ الديمقراطية لافتا إلى وجود مثل هذا التوجه لدى بعض الدول الغربية وأخرى غير غربية بعيدة بشكل كامل عن الديمقراطية وتتحدث عن ضرورة احترام المبادئ الديمقراطية.
وبين الوزير لافروف أن التصريحات التركية بخصوص اسقاط الطائرة الحربية الروسية مثلت مواقف “مزدوجة وغير معقولة” ولا سيما تصريحات أردوغان بأن سلاح الجو التركي لم يكن على علم بأن الطائرة روسية ولو عرفوا ذلك لكان رد فعلهم مختلفا ليعود ويقول بعدها لو أن أي طائرة أخرى خرقت الأجواء التركية فسنفعل تجاهها ما فعلناه مع الطائرة الروسية.
وقال الوزير لافروف “أكرر أن روسيا قلقة جدا من تزايد الخطر الإرهابي في تركيا وهناك صلة مباشرة بين ذلك وبين أمن المواطنين الروس المتواجدين هناك” لافتا إلى أن قوافل الإرهابيين تمر عبر تركيا إلى مختلف الاتجاهات.. والحكومة التركية لا تبدي تعاونا مع روسيا حول الإرهابيين الروس بين هؤلاء”.
وأشار الوزير لافروف إلى أن روسيا بعثت خلال هذا العام 17 مذكرة شفوية بطلب معلومات من الجانب التركي عن الروس المشتبه بانضمامهم إلى التنظيمات الإرهابية ولكننا لم نحصل على أي رد مبينا أنه تم إرسال أكثر من 200 من هؤلاء من تركيا إلى سورية بعد أن اعتقلتهم أنقرة بتهمة الانضمام إلى التنظيمات الإرهابية.
وبين الوزير لافروف أن القيادة الروسية اتخذت قرارا بتجميد نظام إعفاء التأشيرات مع تركيا لأن التهديدات الإرهابية ليست افتراضية بل حقيقية وواقعية ويتم إبلاغ المواطنين الروس عن هذه التهديدات بكل مسؤولية.
ولفت الوزير لافروف إلى أن الحديث يدور منذ سنوات طويلة عن أن هناك عددا كبيرا من الجهات المستفيدة من التجارة غير الشرعية للحقول النفطية في سورية وقال إن “روسيا حصلت على صورة كاملة حول هذه التجارة غير الشرعية بعد أن بدأ سلاح الجو الروسي وبطلب من الحكومة السورية عملياته في سماء سورية وإنني متأكد بأن التحالف الأمريكي الذي بدأ طلعاته الجوية دون موافقة من الحكومة السورية منذ أكثر من سنة رأى بدوره كل هذا ولكن لسبب ما لم يضربوا الصهاريج وبدؤوا بضربها فقط بعد أن شرع سلاح الجو الروسي بذلك”.
وأكد الوزير لافروف أنه “لو كانت الولايات المتحدة قلقة حقا من هذه التجارة غير الشرعية بالنفط والتي تأتي بعوائد كبيرة للتنظيم لكانت ضربت هذه الصهاريج والمنشآت النفطية غير الشرعية منذ بداية العملية الجوية للتحالف الأمريكي ولدى روسيا انطباع بأنهم يقومون اليوم بذلك بشكل إجباري”.
ولفت الوزير لافروف إلى أنه ليس من باب المصادفة “التصرف العصبي” من الأتراك بعد إطلاق العملية الجوية الروسية في سورية وأن اعتقال السلطات التركية للصحفيين الاثنين اللذين اعدا تقريرا حول التجارة غير الشرعية للسلاح عبر الحدود التركية يدل على العناية التي تعيرها الحكومة التركية للمعلومات المتعلقة بالصفقات الإجرامية المشبوهة مشيرا إلى أنه رغم بعض التحفظات من الغربيين فإن مجلس الأمن تبنى المبادرة الروسية بهذا الخصوص وأصدر القرار الأممي رقم 2199 الذي يحظر التعامل مع التنظيمات الإرهابية وتجارة النفط معها.
وأوضح الوزير لافروف أن جميع الدول مدعوة لتقديم التقارير المناسبة للأمم المتحدة بهذا الخصوص مبينا أن روسيا طرحت أمام مجلس الأمن توكيل الأمين العام للأمم المتحدة صياغة هذه التقارير في موعد أسبوعي بحيث تتضمن كل المعلومات المتعلقة بمن يدعم الإتجار غير الشرعي بالنفط الذي يمارسه “داعش” وتتطلع لأن تتم دراسة كل هذه المعلومات من قبل مجلس الأمن.
ودعا الوزير لافروف للشفافية الحقيقية في هذا المجال وقال “إذا كان الوزير كيري قلقا من هذه المشكلة فنأمل أن تدعم الولايات المتحدة المقترح الروسي بهذا الخصوص”.
وحول تصريحات فابيوس طالب الوزير لافروف جميع من يريدون محاربة “داعش” على الأرض أن ينسقوا كل خطواتهم مع حكومات الدول التي تشارك في العملية الجوية مضيفا “منذ الصيف الماضي عندما طرح الرئيس بوتين فكرته حول ضرورة تشكيل تحالف لمحاربة “داعش” وغيره من التنظيمات الإرهابية كنا نشرح موقفنا لشركائنا حول تضافر جهود جميع من يريد محاربة هذا التنظيم في البر والجو بشكل حقيقي من الجيش السوري وجميع فصائل “المعارضة” المحبة للوطن وكذلك الأكراد”.
ورأى الوزير لافروف أن تصريحات الوزير الفرنسي تتماشى مع المبادرة الروسية ومضمون خطاب الرئيس بوتين أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة مبينا أن الشيء المهم يتعلق بما يسمى “الجيش الحر” الذي تسمع به روسيا منذ زمن بعيد “لكن لا بد من تحديد الفصائل المنضوية تحته”.
وقال الوزير لافروف “ننتظر الآن تشكيل القاعدة الموحدة والمتضامنة لجميع الدول بما في ذلك الولايات المتحدة التي ستدعم هذا التحرك وأعتقد أن المحادثات بين الرئيسين بوتين وهولاند بالأمس أحرزت ولو بصورة متواضعة بعض التقدم في هذا الاتجاه” مشيرا إلى مضمون اللقاء بين الرئيسين الروسي والفرنسي في الثاني من الشهر الماضي في باريس عندما قال هولاند إنه “من الصحيح إشراك الجيش السوري وفصائل المعارضة في محاربة الإرهاب” وروسيا تدعم مثل هذه الفكرة ومستعدة لذلك.
وبين وزير الخارجية الروسي أن الأولوية بالنسبة لروسيا فيما يتعلق بالتعاون في مجال مكافحة الإرهاب وإطلاق العملية السياسية في سورية هي “وضع لائحة بالتنظيمات الإرهابية التي نعتبرها عدوا للجميع” موضحا أن بلاده قدمت لائحة بهذا الخصوص للدول المشاركة في لقاء فيينا و”ستصر على أخذ المقترحات الروسية بعين الاعتبار عند صياغة اللائحة الموحدة للتنظيمات الإرهابية”.
وشدد الوزير لافروف على أنه “في أي ظرف كان فإن الأولوية القصوى والضرورة الملحة بالنسبة لروسيا هي ضم التنظيم المسؤول عن إعدام الطيار الروسي بإطلاق النار عليه وهو يهبط بالمظلة من الطائرة المنكوبة إلى هذه اللائحة” مؤكدا أنه دون دمج هذا التنظيم لن يكون هناك أي نتيجة إيجابية وهذا الشيء ذاته ينطبق على من قتل جنديا روسيا من مشاة البحرية الذي شارك في عملية إنقاذ الطيار الثاني.
ولفت الوزير لافروف إلى أن روسيا تدعم بشدة ما أعلن عنه هولاند بخصوص ضرورة اتخاذ التدابير من أجل إغلاق الحدود التركية السورية موضحا أنه لا بد من الشروع بالخطوات العملية بالتنسيق مع الحكومة السورية وأنه بعد هذه الخطوة سيكون بالإمكان اجتثاث الإرهاب من سورية.
وفي وقت سابق أكد الوزير المعلّم أن الجيش العربي السوري يحقق تقدما على جميع الجبهات بدعم سلاح الجو الروسي.
وأعرب الوزير المعلّم في بداية مباحثاته في موسكو اليوم مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن الشكر للقيادة الروسية والرئيس فلاديمير بوتين على الجهود الصادقة في دعم سورية لمكافحتها الإرهاب.
وأشار المعلّم إلى أن المجموعة الجوية الروسية العاملة في سورية استطاعت خلال فترة وجيزة تحقيق مئة ضعف ما حققه التحالف بقيادة الولايات المتحدة في مكافحة تنظيم “داعش” الإرهابي.
وأعرب الوزير المعلّم عن التعازي للشعب الروسي باستشهاد الطيار الروسي وأحد الجنود الروس بعد إسقاط تركيا للطائرة الروسية في الأجواء السورية مؤكدا على تصريحات الرئيس بوتين أن ما قامت به تركيا هو “طعنة في الظهر”.
وقال المعلّم “نحن نتعرض لمثل هذه الطعنات منذ خمس سنوات”.
بدوره أكد الوزير لافروف أن روسيا تقيم عاليا تمسك الحكومة السورية بقضية مكافحة الإرهاب مشيرا إلى أن موسكو بدورها ستواصل تقديم كل أشكال الدعم لسورية بهدف القضاء على الإرهابيين.
وقال الوزير لافروف “إننا نقف إلى جانب إطلاق العملية السياسية السلمية الشاملة ليتمكن السوريون من تحديد مستقبل بلادهم”.
وأعرب الوزير لافروف عن الشكر للجيش العربي السوري لإنقاذه حياة الملاح الروسي بعد إسقاط تركيا للطائرة الروسية في الأجواء السورية والشكر للجانب السوري على توفير الحماية للسفارة الروسية بدمشق مشيرا إلى أن مقر السفارة تعرض من جديد لقصف بقذيفة هاون في الثالث والعشرين من الشهر الجاري.
وأضاف الوزير لافروف “أن القيادة التركية تجاوزت جميع الحدود المعقولة وهي تخاطر بوضع المواطنين الأتراك في حالة صعبة للغاية”.