- الرئيسية
-
وزير الخارجية والمغتربين
- وزارة الخارجية والمغتربين
-
سورية
-
بيانات رسمية
2022-11-02
أكد وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد ونظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أن العلاقات بين سورية وإيران استراتيجية وقائمة على الاحترام المتبادل، وهناك سعي مشترك لتعزيزها في مختلف المجالات وخاصة الاقتصادية، مشددين على أن الغرب يستهدف البلدين للنيل من مواقفهما الرافضة لمحاولات الهيمنة، لكن مصير مؤامراته هو الفشل لأنها تتناقض مع إرادتي شعبيهما.
وقال المقداد خلال مؤتمر صحفي مع عبد اللهيان في طهران اليوم: أجريت مباحثات بناءة مع الرئيس إبراهيم رئيسي حول تعزيز العلاقات الثنائية، وأفق الأوضاع في المنطقة، ومختلف القضايا الإقليمية والدولية، وضرورة تعزيز دور الدول النامية في مواجهة التحديات المشتركة، وفي مقدمتها محاولة قطب واحد الهيمنة على المنظمات الدولية وعلى السياسة في العالم، وتم التأكيد على أن البلدين مع عالم متعدد الأقطاب تمارس فيه الشعوب الحرية والديمقراطية بالشكل الصحيح، وليس بالشكل المشوه الذي تحاول الولايات المتحدة والدول الغربية فرضه على عالم اليوم.
المقداد: الغرب يستهدف سورية وإيران للنيل من مواقفهما الرافضة لمحاولات الهيمنة
وأضاف المقداد: الزيارة إلى طهران تأتي لمتابعة المشاورات بين البلدين في مختلف مجالات التعاون، ولنجدد وقوف سورية إلى جانب إيران في مواجهة الهجمة المغرضة التي شنتها مؤخراً الولايات المتحدة و(إسرائيل) وأدواتهما ضدها، بهدف زعزعة استقرارها ومحاولة تغيير مواقفها تجاه القضايا العادلة في المنطقة والعالم، لافتاً إلى أن الغرب يستهدف سورية وإيران للنيل من مواقفهما الرافضة لمحاولات الهيمنة، غير أن هذه المؤامرات ستسقط لأنها تتناقض مع إرادتي شعبيهما.
وشدد المقداد على ثقة سورية بأن إرادة الشعب الإيراني هي الوقوف إلى جانب حكومته ودولته، وعدم السماح للإرهاب بالتغلغل مرة أخرى في بلد آخر، حيث عانت سورية من هذه المحاولات، والجميع يعرف ما قام به الغرب عبر دعمه التنظيمات الإرهابية فيها للنيل من مواقفها المناهضة للإرهاب، وعملها من أجل حرية العالم وبناء العلاقات بين الدول على أساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.
وبين المقداد أنه ناقش مع عبد اللهيان العلاقات الثنائية وضرورة تطويرها في مختلف المجالات، مشيراً إلى أن هذه سياسة ثابتة في تاريخ العلاقات بين البلدين منذ نجاح الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، وقال: ليكن الآخرون على ثقة بأن هذه العلاقات لم ولن تشهد إلا تقدماً نحو الأمام، ومن يراهن على إعادتها إلى الوراء سيكون خاسراً وفاشلاً.
المقداد: النفاق والتزوير التي تتبعها الدول الغربية هي التي أوجدت التنظيمات الإرهابية
وأوضح المقداد أن المباحثات تطرقت أيضا إلى التنسيق بين البلدين في الأمم المتحدة والمحافل الدولية، لمواجهة محاولات قطب واحد الهيمنة على العالم في انتهاك لميثاق الأمم المتحدة، حيث سيشاركان في الاجتماع القادم لدول مجموعة أصدقاء الدفاع عن ميثاق الأمم المتحدة، بهدف تفعيل دورها على الساحة الدولية لمواجهة التحديات والتهديدات التي يتعرض لها الميثاق.
وأكد المقداد أن النفاق والتزوير وأساليب الابتزاز التي تتبعها الدول الغربية هي التي أوجدت التنظيمات الإرهابية لتنفيذ أجنداتها، حيث ولدت (جبهة النصرة) و(داعش) وغيرهما في حضن الغرب، سواء الولايات المتحدة أو الدول الغربية أو (إسرائيل)، وكما احتضنوا هذه التنظيمات فإنهم سخروا مئات الوسائل الإعلامية لتبرير جرائمها في المنطقة.
وقال المقداد: نحن لا نميز بين (داعش) و(جبهة النصرة) وبين من يدعم هذه التنظيمات، ونتطلع إلى أن تقوم تركيا بمنع وحظر هذه التنظيمات لكي تثبت أنها ضد الإرهاب وضد التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وأنها على استعداد لإقامة علاقات طبيعية مع دول المنطقة.
المقداد: الولايات المتحدة تواصل دعم الميليشيات الانفصالية ونهب ثروات المنطقة
ولفت المقداد إلى أن الولايات المتحدة تواصل دعم الميليشيات الانفصالية في منطقة الجزيرة وحمايتها، إلى جانب نهب ثروات المنطقة من نفط وقمح وقطن ونقلها إلى قواعدها في شمال العراق أو إلى تركيا، لحرمان الشعب السوري منها وتجويعه وخنقه، معرباً عن شكر سورية للأصدقاء ولا سيما إيران على ما يقدمونه من دعم لسد احتياجاتها في هذا المجال بالذات.
وأشار المقداد إلى أن العالم يواجه اليوم أزمة غذاء حقيقية تتحمل مسؤوليتها الدول الغربية، حيث تم التوافق على تنفيذ صفقة الحبوب برعاية الأمم المتحدة، لكنها للأسف جاءت لمصلحة الدول الغربية بينما كانت الدول النامية المتضرر الأكبر، مؤكداً ضرورة عدم الاعتماد على وعود الغرب وعدم الاستجداء منه لكي يطعم الشعوب الأخرى، لأنه يمارس سياسات هادفة إلى تجويع الشعوب وقتلها.
ورداً على سؤال لمراسل سانا قال المقداد: إن ما تمارسه الدول الغربية اليوم ينسجم مع سياساتها ونهجها المستمر منذ عهود الاستعمار عبر قمع الشعوب واحتلال الدول واستعمارها ونهب ثرواتها، يضاف إلى ذلك فرضها عقوبات اقتصادية على الدول التي ترفض الانصياع لإملاءاتها، وفي مقدمتها سورية وإيران وروسيا والصين وكوبا وفنزويلا ونيكارغوا وغيرها، مدعية أن هذه العقوبات تستهدف الحكومات، لكنها في حقيقة الأمر تقتل الشعوب خدمة لأهداف دنيئة، مؤكداً وجوب رفع هذه العقوبات التي تمثل الوجه الحقيقي للغرب، وتكشف زيف ادعاءاته بالدفاع عن حقوق الانسان.
وجدد المقداد التأكيد على دعم سورية لموقف إيران في المباحثات الجارية بشأن إحياء الاتفاق النووي، معرباً عن الأمل بنجاح الجولة القادمة من المباحثات، وأن تتراجع الدول الغربية عن ابتزازها وعن مواقفها غير البناءة في هذا المجال.
عبد اللهيان: ارتفاع حجم التبادل التجاري بين البلدين بشكل كبير مقارنة بالعام الماضي
من جهته قال عبد اللهيان: بحثنا سبل تعزيز التعاون في جميع المجالات وخاصة الاقتصادية والتجارية بما يخدم مصلحة الشعبين الإيراني والسوري، ويزيد قدرتهما على مواجهة العقوبات غير الشرعية التي يفرضها الغرب، لافتاً إلى ارتفاع حجم التبادل التجاري بين البلدين بشكل كبير مقارنة بالعام الماضي.
وأوضح عبد اللهيان أنه تم الاتفاق خلال المباحثات على عقد اجتماع للجنة العليا المشتركة للتعاون الاقتصادي بين البلدين في المستقبل القريب، كما جرت مناقشة مختلف القضايا على الساحتين الإقليمية والدولية، مشيراً إلى تطابق مواقف البلدين حيالها.
وفي سياق آخر بين عبد اللهيان أن بلاده تطوي المراحل الأخيرة من المباحثات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وسترسل خلال الأيام القادمة وفداً إلى فيينا للحوار وبحث القضايا العالقة، معرباً عن أمله بأن تتمكن الوكالة من اجتياز هذه المرحلة من خلال التركيز على التعاون الفني وعلى أساس وجهة النظر الفنية التي تم الاتفاق عليها في الأيام الماضية.
وفيما يتعلق بالمحادثات الرامية إلى إحياء الاتفاق النووي، أشار عبد اللهيان إلى أنه رغم بعض التصريحات المتناقضة للمسؤولين الأمريكيين يستمر تبادل الرسائل معهم عن طريق منسق الاتحاد الأوروبي، والعمل مستمر بشأن إعادة وضع جدول زمني لاستئناف المحادثات في فيينا.