2024-03-28


كلمة الدكتور فيصل المقداد وزير الخارجية والمغتربين أمام الجزء رفيع المستوى لدورة مؤتمر نزع السلاح 2021

2021-02-24

السيد رئيس مؤتمر نزع السلاح
السيدة السكرتير العام للمؤتمر
السيدات والسادة
تولي الجمهورية العربية السورية أهمية كبيرة لمؤتمر نزع السلاح بوصفه المنتدى التفاوضي الوحيد متعدد الأطراف المعني بنزع السلاح؛ وتؤكد ضرورة الحفاظ على دوره وطبيعته وولايته. ويحدونا الأمل بأن يتمكن المؤتمر العودة إلى ممارسة دوره المحوري، والتوافق على برنامج عمل شامل ومتوازن يحافظ على ثوابت المؤتمر وولايته التفاوضية. وأود التأكيد في هذا الصدد على التزام الجمهورية العربية السورية بالتعاون مع جهود الرئاسات التي تحترم المهنية ومبادئ الحياد والنزاهة وأحكام النظام الداخلي، في سعيها لتفعيل عمل المؤتمر بالاستناد إلى جدول أعماله.
السيد الرئيس،
يأتي نزع السلاح النووي على رأس أولويات مؤتمر نزع السلاح، كما حددتها دورة الجمعية العامة الأولى المكرسة لنزع السلاح (SSOD1)، وتؤيد سورية تحقيق هذا الهدف في إطار المؤتمر من خلال التفاوض على اتفاقية تكفل إزالة الأسلحة النووية بشكل غير تمييزي وقابلٍ للتحقيق ضمن إطار زمني محدد. وتعتبر أن إنشاء مناطق خالية من الأسلحة النووية يشكل إسهاماً في الجهود المبذولة للوصول إلى عالم خالٍ من هذه الأسلحة. تدعم سورية التفاوض في المؤتمر على صكٍ قانوني عالمي مُلزم وغير مشروط ولا عودة عنه يقدم ضمانات فعالة بعدم استخدام الأسلحة النووية أو التهديد باستخدامها ضد الدول غير الحائزة لتلك الأسلحة، ورهناً بالإزالة التامة لها. وتشدد سورية على ضرورة أن يقترن التفاوض بشأن أية معاهدة دولية لحظر إنتاج المواد الإنشطارية، بوضعها في سياق أهداف نزع السلاح النووي من خلال تشميل المخزون من هذه المواد ضمن نطاق المعاهدة.
ومع تصاعد القلق من تحوّل الفضاء الخارجي إلى ساحةٍ لسباق جديد للتسلح، تجدد الجمهورية العربية السورية دعمها لمشروع المعاهدة المقترح من روسيا الاتحادية والصين بشأن منع نشر الأسلحة في الفضاء الخارجي.
وحرصاً على تعزيز الإطار القانوني لمكافحة الإرهاب ليشمل كافة أسلحة الدمار الشامل، تجدد سورية تأييدها لبدء التفاوض في المؤتمر على مشروع اتفاقية لمكافحة الإرهاب الكيميائي والبيولوجي، استناداً إلى النص المقترح من روسيا الاتحادية.
السيد الرئيس،
عانى مؤتمر نزع السلاح خلال السنوات الأخيرة من محاولات بعض الدول استغلال منبر المؤتمر لتصفية الحسابات ضد دول لا تشاطرها مواقفها وسياساتها العدائية. ولم تكتف الدول المذكورة بعرقلة عودة المؤتمر لممارسة دوره الموضوعي، بل عملت على تقويض مصداقية ودور الآليات التي تم إنشاؤها استناداً إلى اتفاقياتٍ تم التفاوض عليها في مؤتمر نزع السلاح.
لقد أدى تسييس عمل منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى إبعاد المنظمة عن مهامها التي حددتها الاتفاقية، وشكل تهديداً لمصداقيتها ومستقبلها.
وتسعى الضغوط الأمريكية والغربية على الأمانة الفنية إلى تحويل المنظمة إلى أداةٍ لاستهداف دولٍ أطرافٍ في الاتفاقية خدمة للمصالح الجيوسياسية للولايات المتحدة الأمريكية، الدولة الطرف الوحيدة في الاتفاقية التي تستمر حتى هذه اللحظة منذ الحرب العالمية الثانية في حيازة أسلحة كيميائية.
وبعد نجاحها في الضغط لفرض قرار غير شرعي لإنشاء ما يسمى بفريق "التحقيق وتحديد المسؤولية" بشكل يخالف أحكام الاتفاقية، وتسعى الولايات المتحدة وفرنسا للترويج لقرارات جديدة بهدف إيجاد ذرائع جديدة لارتكاب المزيد من أعمال العدوان ضد سورية وتشجيع المنظمات الإرهابية على القيام بالمزيد من المسرحيات الكيميائية المفبركة خدمةً للسياسات العدوانية الأمريكية والإسرائيلية.
ونؤكد في هذا الصدد على أن الجمهورية العربية السورية لن تسمح بتمرير هذه المسرحيات، ولا بتحويل المنظمات الدولية، كمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، إلى واجهة للسياسات الغربية. وهذه مسؤولية جماعية علينا وعلى جميع الدول الأعضاء في هذه المنظمة، وفي هذا المؤتمر بالذات.
السيد الرئيس،
يحتل تنفيذ معاهدة منع الانتشار النووي بركائزها الثلاثة، مع إيلاء اهتمامٍ خاصٍ لنزع السلاح النووي تنفيذاً للمادة السادسة من المعاهدة. ويوفر المؤتمر العاشر لمراجعة المعاهدة خلال العام الحالي فرصةً جديدةً للتوصل إلى توافق فعال للمضي قدماً في تنفيذ التعهدات والالتزامات التي حددتها المعاهدة، والوثائق الختامية لمؤتمرات المراجعة السابقة، والقرارات الناتجة عنها. وتشدد الجمهورية العربية السورية في هذا الإطار على أولوية تنفيذ قرار الشرق الأوسط الذي اعتمده مؤتمر مراجعة المعاهدة عام 1995 كجزء من صفقة التمديد اللانهائي للمعاهدة.
إن انفراد إسرائيل بحيازة أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط، ورفضها الانضمام إلى كافة المعاهدات والاتفاقيات الرئيسية ذات الصلة بحظر ومنع انتشار أسلحة الدمار الشامل، يجعلها المصدر الرئيسي لتهديد السلم والأمن في المنطقة. إن من شأن هذا الواقع واستمرار المماطلة في تنفيذ قرار الشرق الأوسط العام 1995، أن يقوِّض منظومة عدم الانتشار بمجملها.
السيد الرئيس،
لقد شكل انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من خطة العمل الشاملة المشتركة انتكاسة للديبلوماسية الدولية متعددة الأطراف، ولذلك ندعو الإدارة الأمريكية الجديدة للعودة إلى خطة العمل دون اي قيد أو شرط، كما تطالب بذلك الحكومة الإيرانية. ونعتبر أن المبادرة لرفع العقوبات التي فرضتها الإدارة الأمريكية السابقة، في انتهاك لالتزاماتها بموجب خطة العمل وقرار مجلس الأمن رقم 2231، تُشكل المدخل لتنفيذ الخطة. وتدعم سورية الخطوات التي أعلنتها الجمهورية الإسلامية الإيرانية للحفاظ على خطة العمل الشاملة المشتركة.
ترحب سورية بمبادرة الرئيس فلاديمير بوتين التي أدت إلى إعلان الاتفاق على تمديد معاهدة "نيوستارت" لخمس سنوات إضافية دون شروط. وتأمل سورية أن تُشكل موافقة الولايات المتحدة على المقترح الروسي بتمديد المعاهدة بدايةً جديدة تعود من خلالها إلى الوفاء بالتزاماتها بموجب الاتفاقيات والمعاهدات الدولية، وتتخلى عن السياسات الأحادية التي عرضت بها السلم والأمن الدوليين لمخاطر جمة خلال السنوات الماضية.
شكراً سيادة الرئيس،

عرض جميع الاخبار